الدين والعقل

[أمين نايف ذياب]

بسم الله الرحمن الرحيم
الدين والعقل
ما أن تعلن : أن العقل أول الأدلة في دين نبي الـهدى محمد r، حتى يأتيك الاستنكار لـهذا القول بقول آخر ، قيل أنه منسوب لعلي بن أبي طالب t وهو : لو كان الدين بالعقل لكان مسح باطن الخفين أولى من مسح ظاهرهما ، ومع عدم العثور على هذا القول بالنهج ، إلاَّ إنه لا بد من وقفة مع هذا القول تبين عنه ، وتكشف المغالطة فيه ، الموضوع الذي أوردوه هو حكم من أحكام الشريعة وهو كما يتضح ـ من باب الرخص ، لا من باب العزيمة ـ وأحكام الرخص هي أحكام للتسهيل ، فهل التسهيل من حيث هو يتناقض مع العقل ، أم أن التسهيل محبوب في العقل ، لكن الأمر الثاني في الموضوع هل جاء هذا الكلام من خلال قول تنـزل وحيا ، أم هو مقال قائل ؟ قد يصدق واقعيا ، وقد لا يكون محله الصدق ، وهل هذا القول أنشأه قائله عقلا ؟ أم لا دور لعقله في هذا الإدراك ؟ فهو مجرد ملهم فيه ، والمسألة الأخرى في هذا القول والمعلوم أن المسح يتم بباطن اليد ، فهل المراد إزالة الأذى الواقع على بطن الخفين بيده ؟ أي تكون يده ناقلة للأذى من باطن خفيه لباطن يده اليمنى ؟ وهذا ما تأباه العقول يقينا ، على أن الدين ليس دليله العقل وحده ، فلم تقل المعتزلة : إن الدليل العقل وتوقفت ، بل قالت : الأدلة بـهذا الترتيب : العقل فالكتاب فالسنة فالإجماع ، هذا القول وحده يكفي للرد على هذه المزاعم الملقاة على عواهنها دون تدبر ، ومن جهة أخرى هل يراد من هذا الكلام إلغاء العقل ؟ أم بيان دوره ؟ وعلى كل الجهات فالعقل أسس لأصل الدين ـ أي تحكيم العقول في تأصيل الأصول ـ والعقل يفهم النص ويعرف دلالته ، والعقل هو سبب التكليف ، فمن لا عقل له لا تكليف عليه ، وكل من يلغي العقل يلغي الإسلام والعياذ بالله .

[محمد الغيل]

ايها الشيخ الكريم " عم أمين "
لا الميل كلُّ الميلِ مع القضايا العقلية هو الحل ولا الميلُ كلُّ الميلِ مع مجموع الادلة هو الحل ايضاً!
الحل يكمن في الوسطية
العقلُ لا يتعارضُ مع الشرعِ مطلقا والشرعُ مقيدٌ للعقلِ غالباً
العقلُ وسيلةٌ أو ألةٌ وهبها اللهُ لك لفهم الشرع وعمارة الحياة والشرع جاء ليدعم العقل إن سار في طريق معين ويرده الى جادة الطريق إن انحرف عنها !
ومن هنا كان للشرع هيمنةٌ وسلطةٌ وحاكميةٌ على العقل أتعرف لما ايها الشيخ الجليل ؟؟؟
لأن الشرع جاء عن طريق الحكيم ذو العلم المطلق بينما العقل الذي هو من صنع الحكيم لا يتمتع بهذه المطلقية وكونه محدود ومؤطر وغير مطلق كان للشرع عليه هيمنة وسلطة وحاكمية !
نصلي لله الخمس المكتوبة معاً ومع هذا نختلفُ في تفسير الحكمة من جعل المغرب ثلاثاً!!!
لكنا نصلي لان عقولنا قد عرفت أن عين النجاة وكسب اللطف الرباني يكمن في اداء الواجب من الصلاة وإن جهلت أو اختلفت عقولنا حول الحكمة من جعل المغرب ثلاثاً !!
وهكذا نطوف حول مجموعة من الحجارة سبعة اشواط ونبيت في مزدلفة في العراء ليلة كاملة ونحن شبة عراة ونفعل تلك الطقوس ونحن راضين مطيعين مستسلمين لرب العالمين !
صحيح أن الصلاة قد ثبت امرها بدليل متواتر قطعي لكن المغرب لم تذكر في القرآن" صلاة المغرب " ولم يذكر فيه ايضا انها ثلاث !
كذا الطواف بالبيت العتيق ثبت بالدليل القاطع لكن لم يتم تحديد صفته ولا عدد اشواطه الا من خلال احاديث قد تكون ظنية باعتبارات أومتلاقاة بالقبول أو متواترة باعتبارات آخرى !
أليست هذه هي حاكمية الدليل على العقل المحدود المؤطر الخاضع لنداء المطلق الحكيم ؟؟؟
ندرك معا ايضا أن الحكيم قد أعطانا مساحة من الحرية لنتحرك من خلالها لفهم مكونات المنهج الذي أنزله لنا رحمة كما ندرك أنه جعل لنا في الطريق الطويل اليه "قترة الحياة " " رحلة المؤمن الى الله " مجموعة من المعالم الواضحة لتأخذ بأزمة عقولنا اليه الى الله تعالى!
قد تختلف هذه المعالم وتتنوع لكنها في نهاية المطاف وسيلة لا غاية وسيلة الى الله ومجموعة من الحجج على عباده !! العقل وسيلة الى الله وحجة على المكلف والقرآن كلام الله طريق الى فهم مراد الله وحجة الله على خلقه كذا السنة وأعني منها ما ثبت هي أيضا طريق الى الله ووسيلة اليه حتى رسول الله هو طريق الى الله وسيرته حجة لله على خلقه كذا أولياء الله هم طريق الى الله وحجة لله على خلقه
"القرآن الصامت حجة الله كذا القرآن الناطق هو ايضا حجة"

سيدي الكريم

نؤمن بالغيب ونثبت الغيب وندافع عن الغيب لوجود اثاره نرى الغيب أمامنا بعين اخرى فتصدق عقولُنا قلوبَنا كونها تفهمت أن هناك معادلات أخرى غير معادلاتها فننطلق بعدها خاضعين مقرين خاشعين عاملين مجاهدين ونضحي بالغالي والرخيص من أجل الغيب الذي رأته عقولنا فعادت الينا وهي حاسرة خاسئة صامته وجمة مهتابة فرحة وطامعة وفزعة ومطمئنة لا تستطيع أن تصف ما رأت ولا تقدر على تحديد ما شاهدت عاجزة عن تعريف ماهية أو كنه !
سيدي الكريم
البحث عن الحق لا يعني ابدا أن نجعل من هذا العقل فرعون يحكم الشرع !
سيدي الكريم أفضل ما أعطي العبد بلا شك هو العقل !
وأنفع العقل
ما عرَّفك نعمة الله، وأعانك على شكرها، وقام بخلاف الهوى!
و علامة العقل في العبد
أن يعرف الحق من الباطل، والضآر من النافع، والحسن من القبيح.
واعظم نعمة بعد نعمة العقل هي نعمة الايمان وحقيقة ذلك أداء ما افترض الله علينا

البحث عن الحق معناه أن يسير العقل والنفس والهوى والقلب "الانا" والجوانح والجوارح في خطٍ واحدٍ في طريق واحد مع الشرع خطوة خطوة وعتبة عتبة الى أن نصل اليه ونخرج من هذه الحياة الى رحمته ورضاه
ولعلك الآن في فترة الكهولة والكهل يرى ما لا يراه الغلام " رأي الشيخ أحب اليَّ من جلد الغلام "
وهذا ما شجعني أكثر للكتابة اليك.....

تحياتي سيدي الكريم وخواتم مباركة وصوم مقبول وذنب مغفور وسلام الله عليك !