اشكالات حول قضية الشورى المزعومة !!!!

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
معاذ حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 212
اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
مكان: جدة
اتصال:

مشاركة بواسطة معاذ حميدالدين »

السلام عليكم جميعاً

لقد تأملت في هذا الموضوع ونحوه مما يثيره البعض في هذه المجالس المباركة وتدبرت في أدلة الموافقين والمعارضين فرأيت أن الفريقين أجمعا على صلاحية أهل البيت للإمامة واختلفا على غيرهم، وهنا لا أجد أي إشكال ولكن الإشكال يبرز في عدم القبول بالعمل على المجمع عليه وترك المختلف فيه. وهذا ما يتعارض وتحكيم العقل.
فبحثت في السبب وراء هذا وخاصة عندما رأيت المعارضة تأتي أحياناً من أناس ظاهرهم العقل والإعتدال والإنصاف والتدين مع دأبهم لطرح مثل هذه المواضيع، وظهر لي أن السر في ذلك قد يكون هو عدم القبول بمبداء الإجتباء والإصطفاء من الله ولو غلف الموضوع بغيره من الإعتراضات والتحليلات والمبررات.

وبما أن أول من رفض مبدأ الإصطفاء والتفضيل هو ابليس اللعين مع ما كان له من مكانة بين الملائكة تتبعت المسألة في القرآن الكريم كالتالي:
عندما أخرج آدم وزوجه عليهما السلام من الجنة خاطبهما الله قائلاً:
﴿قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾[البقرة:123-124]
وهذه الآيات دلت على أن الناس سيكونوا أعداء بعض مالم يأتيهم هدى من الله ويتبعوه.
وبتتبع ورود الهدى والمهتدون وجدت ذكراً للهادين أيضاً في القرآن وهو التالي:

﴿وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴾﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾﴿وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ﴾﴿وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ﴾﴿وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾﴿ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾﴿أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ﴾﴿أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ﴾[الأنعام:83-90]
فوضح بأن الله قد إختص سلالة معينة بهداية الناس وآتاهم الكتاب والحكم والنبوة وبين بأن أناس سيكفرون بذلك وأمر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بالإقتداء بهداهم وهدايتنا به، وأن لا يسألنا أجراً على هذه الهداية وذلك في مواضع كثيرة من القرآن ولكن في آية واحدة في سورة الشورى قال الله تعالى مخاطباً رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ﴿ِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾[الشورى:23] فظهر لي من ذلك انما هو بيان أن الهداية مستمرة في مودة قرباه لمكانتهم التي أختصهم الله بها كما أختص قربى الأنبياء عليهم السلام من قبله.

فبعد هذا ظهر لي أن المسألة ليست عدم فهم أو خطأ ولكنه جحود بإتباع الهوى وعدم الإنقياد لمراد الله كما بين الله ذلك في هذه الآيات من سورة النمل، ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ﴾[النمل:14-15]

ومثالاً على ذلك أورد هذه الآيات من سورة البقرة: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾
﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾﴿وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾[البقرة:246-248]
فهؤلاء الملاء من بني إسرائيل طلبوا من نبيهم أن يبعث لهم ملكاً وسيجيبوه فقال لهم بأن من هو أعظم شأن منه وهو الله تعالى سيعين هذا الملك، فماذا فعلوا؟ هل إستجابوا لذلك مع يقينهم بأن الله هو الأمر وليست المسألة متروكة للنقاش أو الشورى؟
كلا، بل جحدوا ذلك ولم يذعنوا لمراد الله بالإصطفاء حتى جائتهم آية من الله ومع هذا لم يؤمن منهم إلا القليل ولكم تتبع القصة في بقية الآيات.

ومن الجحود أيضاً أن بعض الناس اليوم يقرون بفضل آل الأنبياء السابقين ويعترفون بإصطفاء الله لهم على أقوامهم ولكن عندما تكون المسألة في آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يقرون بذلك لأنهم إن فعلوا سيكون التفضيل عليهم وهذا ما لاتقبله أنفسهم. فلا يسعني إلا أن أقول لكم إخوتي بأن المسألة بينة والدلائل مشرعة وكما قال الله عز وجل ﴿أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾[الزخرف:32]
وقال تعالى مواسياً ومبيناً لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم ﴿أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾[فاطر:8]

نشوان الحميري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 625
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 06, 2004 10:39 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة نشوان الحميري »

التهكم والسخرية وتشبيه الآخر بالشيطان هي حجة العاجز ومن لا يعرف الحوار ولا يستسيغ الرأي المخالف... والحمد لله على نعمة الإنترنت التي أتاحت الفرصة للجميع وحدت من قدرات أساطين الإرهاب الفكري باسم الدين.

إخوتي الأعزاء أنا أتيت بحقائق تاريخية ونصوص للإمام علي نفسه وهو المعني الأول بالموضوع.

وإنه يجب عليكم أن تقبلوا بإحدى ثلاث:
إما أنكم تؤمنون بصحة هذه النصوص وتقبلون باتباعها فلا يمكن ان تكونون أحرص من الإمام علي عليه السلام على أمور المسلمين أو ملكيون أكثر من الملك كما يقال.
وإما أنكم تؤمنون بصحتها ولكن لكم فهم آخر لها فعندئذ كل إنسان مخاطب بفهمه. ويبقى الإحترام بيننا بدون تفسيق أو تكفير بحجة امتلاك الحقيقة المطلقة.
وإما أنكم لا ترون صحتها وعندئذ يكون لنا بحث آخر.

وللجميع تحياتي.
{رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }{وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }{وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ }الشعراء83-85
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

اللهم صل على محمد وآل محمد .... .

سأعقّب على ما تيسّر لنا التعقيب عليه أخي في الله ( نشوان ) ، ( فيما يتعلّق بالموضوع ، وفيما لا يتعلّق ، لغرَض الفائدَة لا غَير ) .

نشوان الحميري كتب :
وأنا قد ولدت زيديا وفي مجتمع زيدي محافظ قد لا يتورع بعض منتسبيه في سب من تقدم الإمام علي بالخلافة.
السبّ للمشائخ حالَة طارئَة ( أو قَل شخصيّة فرديّة ) ، ليسَ لمَذهب الزيدية بها علاقَة ، والمَشهور عنهُم التوقّف أو الترّضي .

نشوان الحميري كتب :
إلا أني لم أعتقد يوما أن الإمامة محصورة في طائفة معينة أو نسب معين وكنت دائما اعتقد أن هذا مخالفا للعقل والمنطق ومبدأ المساواة في الشريعة الإسلامية حيث أني كنت دائما ولا أزال أعتقد أن النبوة منهاج هداية للعالمين وليست ملكا يتوارث.
أخي المفضال نشوان ، يخلطُ البعض الكثير ، عندما يتكلّمونَ عن مبدأ التساوي في الشريعَة الإسلامية ، ويجعلونَهُ مُعارضاً للإصطفاء من الله سُبحانه وتعالى ( للبشر على بعضهِم البَعض ). والجامعُ من الله لهؤلاء جميعاً ، المُصطَفين وغير المُصطفين ، هُو التكليف والاختيار ، إذ أحكام الله وغَضبُه ورِضاه عندَ طاعته أوعصيانه واحدةٌ شاملةٌ لهُم جميعاً ، فمَتى عَصى المُصطفونَ أو غيرهِم كانوا غير مرضيين ، وهُم عندَ الله سواسية ، لا أنّ المُصطفَينَ ممُيّزين عندما يَعصون ( إذ لاعقاب لهُم ) ، وهذَا وَهم .

والتفضيلُ من الله ثابتٌ بنصّ الكتاب ، وصحيح سنّة الرسول (ص) ، ( ولا مُخالفَة مع مبدأ السواسية البتّة ) ، فلماذا الاصطفاء ؟ ، لعلّ الجواب : هيَ البَلوى من الله والاختبار والامتحان !

فلَقد ابتٌلي أهل البيت بأمة محمّد ( عندمَا لَم يُقروا بأفضليّتهم عليهِم " وتعلّق البعض الكثير بمبدأ السواسية ، وأسنان المشط ، ولا فضل إلا بالتقوى ) ، تماماً كما ابتُلي الأنبياء السّابقين بعدَم إقرارهم باصطفاء الله وتفضيله لأضعف رجالهِم ( مُقارنَةً بساداتهم ) . والابتلاء لأهل البيت والاختبار من الله ، يكمنُ في وجوب قيامهِم بأمر الله ، وإرساء سنة سيد المرسلين ( قدرَ المُستطاع ) دونَ فتورٍ أو لغوب ، وبه يتمّ لهُم أجر الابتلاء .

وابتٌلي النّاس بأهل البيت (ع) ، عندمَا أُمروا باتّباعهم ، وتقديمهِم وتفضيلهِم ، ووضعِ الأجر والثواب الجزيل على مَن اجتاز هذا الاختبار " الابتلاء " ، كمَا جازى الله المؤمنون من أتباع الأنبياء السّابقين عندما اجتازوا الاختبار والابتلاء بتفضيلهم ( الأنبياء ) مَن فضّلهم الله سبحانه وتعالى .

** ويُشبهُ هذا كلّه ( بل ويَشهد بعدَم استحالته مُعارضةً بمبدأ المساوة في الدّين ) ، ما حصلَ بين آدم (ع) وإبليس ، وهذه هيَ عينُ البلوَى ، للملائكة ولإبليس ، فابتلاء الله للملائكة ليرَى مِقدار طاعتهم لأوامره ، وابتلاء للملائكة مع ذات أنفُسهِم ، هَل يَسجدون لهذا الكائن الطيني وبعصونَ الله ( فيفشلوا في اختبار الله لهُم ) ، وحقاً انطبَق على إبليس ما انطبَق على المُنكرين لمبدأ الاصطفاء من الله سُبحانه وتعالى لَمن يُريد من عباده .

فإذا قرأتَ هذا أخي نَشوان : ( طَلبتُ منك ) الإقرار بعدم استحالَة مَبدأ الاصطفاء من الله لمَن يُريد من عباده . ( ولا أطُلب منك الإقرار " في هذا المقام " بإدخال أهل البيت (ع) مِن ضِمن المُصطفين مِن قِبَل الله تعالى ) ، حتّى نتسلسل ونسترسل في الكلام .

نشوان الحميري كتب :
وبعد بحث وقراءة للتاريخ واختلاط بأتباع مذاهب أخرى بدأت أفكاري تتحول تدريجيا إلى أن توصلت إلى قناعة تامة حسب ما اوصلني إليه فهمي وبحثي الذين أنا مخاطب بهما أمام الله خاصة عند من يرون أن مسألة الإمامة مسألة أصولية لا يجوز فيها التقليد مع اني لا أرى هذا الرأي..


نَعم القناعات الشخصيّة هيَ بداية الوصول ( للاقتناع التّام ) ، والتحيّر يعقبهُ اليقين بإذن الله ، ونحنُ نَدعو إلى ذلك ( البَحث الجاد ، دونَ الاعتماد على نتائج غيرنا من البَاحثين " لأنّنا وإياهُم بَشر" ، ولكنّا نستفيد من تجربتهِم قدرَ المُستطاع ) .

بالنسبة للكلام عن الإمامَة وهَل هيَ مسألة أصوليّة أو فرعية ، فالكلام فيها يتفرّع ويَطول ، وخُلاصته أقول : إعرِف إمامك ( أو مَنهَجه ) ... تَنجو بإذن الله . ولَن تعرفَ الإمام أو المَنهَج ، إلاّ عندمَا تتمذهبُ بمذهبٍ مُعيّن ، فإن كُنتَ سُنّيا فستقول إمامي ومَرجعي فُلان ، وإن كُنت أشعريّا ستقول إمامي ومَرجعي فُلان ، وإن كُنت زيدياً ستقول إمامي ومَرجعي فُلان ( وإمامُنا الحجّة السيد مجدالدين المؤيدي (ع) ) ، وإن كُنتَ لا مَذهبياً ستقول ( إمامي القرآن والسنّة الصحيحة ، وما أثبته عقلي ) ، ولي تعقيبين اثنين على هذا الكلام ، أقول فيهما :

التعقيب الأول :

إن قُلتَ إمامي فُلانٌ السّني ، أو الأشعري أو الإباضي أو الزّيدي ، فأنتَ بهذا الاختيار أثبتَّ ( ولَو بطريقَة غير مُباشرَة ) ضرورة احتياجك للإمام والمرجِع الدّيني في دينك ( إذ إليه تَرجعُ فيما استصعَب واستشكل ، وإن كُنتَ ذا علمٍ مُستقلّ بنفسِك أو بقراءتك للكُتب ، فغيرُك عامّي يَحتاج لهؤلاء الأئمة والمراجع في الدّين ) ، ومنهُ فإن الإمام ( المَرجع الدّيني ) ضرورة حتميّة بوجه عام . واعترافنا بضرورتها ، هُو اعترافٌ بأنّها مسألَة أصيلَةٌ من أصول الدّين . وهُنا لا إشكال في أنّ الأمّة مُجمعَة على ضرورَة وجود رئيسٍ عام للمرجعيات وهُو الإمام المُطلَق .

التعقيب الثاني :

إن قُلتَ أنّك لا مَذهبي ، تتبّع القرآن وصحيح السنّة ، وما أملاهُ عليكَ بَحثُك ، لَزمَك التدبّر ، في حال النّاس بلا إمامٍ يقود زمامها ، وعَن حال المُسلمين بلا حدودٍ تُقام ، ولا نهيٍّ عن المنكر أو أمرٍ بالمعروف . فإذا أيقنتَ أنّه لا بدّ من إمام ، وأنّ هذا ضرورة لاستقامة الدّين ، فابحَث عن أصلح الأمّة للإمامَة ( مَمن تتوافر فيهم الشروط ) ، المُستقاة من الشرع القويم ( الكتاب والسنة والعقل كمَا ألزمتَ نفسَك بذلك ، من غير تقليد ) . وبشهادَة مَن وصَلتنا شهادته من المُفكّرين أنّ للزيديّة شروطاً لَو طُبّقت لأقامَت خلافَة الرّسول كمَا أراد الرّسول (ص) .

ملاحظة / هُنا كلامي مُختصَر ، بغض النّظر عن التفاصيل ، الغرض منه ، إثبات ضرورة الإمامَة وأهميّتها ، لنا كمُسلمين .

نشوان الحميري كتب :
وكانت قناعتي كالتالي:
أخي في الله نشوان ، وصَلت رسالتكم إلى صميم أعماقِ قُلوبنا ، ورأيتُ أنّ لكَ كلاماً فيه إنباءٌ عَن تمعّنٍ في المسائل ، مع ربطٍ عقلي بينَ المواقف ، ووجدتُ رسالتَك تردّ عليك ، وتقول أعِد قراءتي يا نَشوان !! ، فلعلّ قراءتي تودي بكَ إلى مَسلكٍ غير الذي كُنتَ تَسلُكه .

فمَثلاً قُلتَ ، أنّ الإمام علي (ع) ، لَم يَكُن يُعارض الخلفاء إلاّ لعدم اتباعهم الوسيلَة المُثلى في الشّورى ، وليسَ سببه النّص .
كما أن الإمام علي عليه السلام لم يختلف مع الخلفاء الراشدين عليهم السلام لسبب وجود نص عليه وإنما لأنهم لم يتبعوا الوسيلة المثلى للشورى التي كان يؤمن بها كل الإيمان وجسدها أفضل تجسيد في رفضه للبيعة في منزله عندما اتى إليه الناس وإصراره على ان تتم في المسجد وعلى رؤوس الأشهاد
ثمّ نَقلتَ عن الإمام علي (ع) ، من النهج ، صحّة الإمامَة إذا حَضرها الفُضلاء من أهل الحل والعَقد ، وأنّه ليسَ بالضرورة حضور الجميع لتتم البيعة ( فتكونَ صحيحة ) ، فإن حضرَ أبو بكر وعمر وأبو عبيدة والأنصار من أصحاب الرّسول ( وهُم من أهل الحلّ والعقد ) صحّة البيعَة وطريقتها ، فمَن خالفَ بعدَ ذلك ، اسُتعتِب فإن أبَى قُوتل!! ، وليسَ لمَن تغيّب اختيار أهل الحل والعقد لهذا الإمام أن يقول ، لا !! ، ألا تعتقد أخي في الله ( نشوان ) ، أنّ الإمام علي (ع) قد أنكَر بيعَة أبي بكر معَ حضور ( أهل الحل والعَقد ) عمر وأبو عبيدة والأنصار الذينَ شهدَ لهم الرسول (ص) بالإيمان ( كما ذكرتَ في رسالتك ) .
أَيُّهَا النَّاسُ، إنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِهذَا الْأَمْرِ أَقْوَاهُمْ عَلَيْهِ، وَأَعْلَمُهُمْ بِأَمْرِ اللهِ فِيهِ، فَإِنْ شَغَبَ (1) شَاغِبٌ اسْتُعْتِبَ (2) ، فَإِنْ أَبَى قُوتِلَ. وَلَعَمْرِي، لَئِنْ كَانَتِ الْإَمَامَةُ لاَ تَنْعَقِدُ حَتَّى يَحْضُرَهَا عَامَّةُ النَّاسِ، فمَا إِلَى ذَلِكَ سَبِيلٌ، وَلكِنْ أَهْلُهَا يَحْكُمُونَ عَلَى مَنْ غَابَ عَنْهَا، ثُمَّ لَيْسَ لِلشَّاهِدِ أَنْ يَرْجِعَ، وَلاَ لِلغَائِبِ أَنْ يَخْتَارَ.


ومنه ، أقول : أليسَ الإمام علي (ع) في هذه الخطبة قَد رسَم لنا معالم الشورى الصحيحة ( في نظره ) ؟ ألَيسَت انطَبَقت الشورى التي أشارَ إليها الإمام علي (ع) في بيعَة أبو بكر ؟ فلماذا إذاً خالفَ وعارضَ الإمام علي (ع) على خلافة أبي بكر ، بما أنّها تمّت بطريقة صحيحة ؟ هَل لأنّه عارضَ بسبب الشّورى وبُطلانها ( عَدم مثاليّتها ) ؟ ولكنّا قَد أشَرنا إلى صحّتها ( حسب تعريف الإمام السابق )!! ، أم لأنّ الإمام علي (ع) كانَ يَرى أنّهُ أحقّ بهذا الأمر من أبي بكر ( أو غيره ) ، فلَم يلتفِت للشورى ، ولَم يعتبِر صحّتها ؟

ليسَ لَنا هُنا ، إلاّ أن نقول : أنّ الإمام علي (ع) عرّف في خطبته السّابقة كيفَ تتم البيعة للإمام ( باجتماع رجال الحل والعقد ، وليسَ بالضرورة حضور عامّة الناس ) ، وقَد حصلَ ذلك مع أبي بكر ، بَل ومع عثمان ، ثمّ لَم يَرض الإمام علي (ع) ، فلماذا لَم يرضَ الإمام ؟ هَل لأنّه كان يَرى أنّه أحقّ بهذا الأمر ؟ وليسَ إلاّ هذا الجواب .

نشوان الحميري كتب :
وقد يقول قائل وهل تنكر كل الأحاديث التي تنص على هذا أو ذاك او تحصر الإمامة في نسب معين؟ فأقول إن كل تلك الروايات على افتراض صحتها لو كان فيها دلالة على ما يقول الناس الآن لاستدل بها المعنيون بها في حينه كما ذكرت سابقا
* هل اطّلعت أخي نشوان على ( مُناشدة أمير المؤمنين للصحابة في الرّحبة ) ، واحتجاجه بخبر الغدير ، وفيه ، به أو بما معناه (( أنشدكم الله ، هل سمعتم رسول الله (ص) يقول : (( من كنت مولاه فعلي مولاه )) .. أنشدكم الله .... إلخ )) ، وقد روى هذا الخبر السنة وعلى رأسهم أحمد بن حنبل في المسند من عدّة طرق ، وروته الشيعة بفرقها ، ورواه الإمام أبو طالب في الأمالي الباب الثالث ، وللتوسع في طرق هذا الخبر ، انظر لوامع الأنوار للإمام المؤيدي ج1 ، وإن شئتَ أن تَبحثَ عنه لتُشبع رغبةً داخلَك فابحَث ( فهَو أفضل ) ، أيضاً تأمّل مُنازعات الإمام لأبي بكر ، انظُر مثلاُ قول علي (ع) له : أفسدتَ علينا أمورَنا .. إلخ ، ذكر ه المسعودي في المروج ، ترجمة أبي بكر ، وانظر حادثة السقيفة في كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة وتأمّل كلام الإمام علي (ع) لأبي بكر ، وتأمّل بعض مواقف السقيفة أيضاً من كتاب الكاشف الأمين من مؤلفات الزيدية ، ( ولولا ضيق الوقت هُنا لنقلتُ الأقوال جميعها ، ولكن حَسبي الباحث وهمّته ) .

* أليسَ ما نقلتُه في الأعلى تحت عنوان [[ رغبة الإمام علي (ع) في الخلافَة ]] دليلٌ على أنّه كانَ يرى أنّه أحق ، بغض انظر عن الشورى ومثاليتها ، ( تأمّل الخبر أعلاه عن أم المؤمنين عاشة ، المروي في البخاري ) .

* وهُنا أسألُك ، ما رأيك في خبر المنزلة ، والغدير ، وآية المائدة " التصدق بالخاتم حال الركوع " ، إذا لَم تكن تعني تحديد علي (ع) الإمامَة ، فماذا تعني ؟

* وهُنا أسألُك عن تقريرات أبناء الإمام علي (ع) ، بني فاطمة ، زيد بن علي والإمام الباقر والنفس الزكية محمد بن عبدالله ، وصاحب الدّيلم يحيى بن عبدالله ، وأحمد بن عيسى بن زيد ، وعبدالله بن موسى الجون ، والحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد ، والقاسم بن إبراهيم ، .. إلخ من سادات بني فاطمة وهُم قريبوا العهد بسلفهم الصالح ( الطاهر المَنشأ ، المُنزه عن التمذهب بالمذاهب الباطلَة ) ، تقريرات هؤلاء بأفضلية أمير المؤمنين وإمامته بعد رسول الله (ص) ، بَل وإمامة أبنائه من بعده ، ألا تعني لكَ شيئاً ، أليسَ هؤلاء من الثقلين الموصّى بالتمسك بهم من الله تعالى .

نشوان الحميري كتب :
كما أنه لولا انقسام الأنصار إلى أوس وخزرج واختلافهم فيما بينهم بسبب هذا الإنقسام لكان أول خليفة للمسلمين منهم حسب وجهة نظري فالمدينة مدينتهم وهم العمود الفقري لما يمكن أن نسميه بالجيش الإسلامي حتى وفاة الرسول صلوات الله عليه.
هل اطّلعتم على جواب أبي بكر على الأنصار ، في أنّ قريش أحقّ بالإمامَة ، بل هل اطّلعتم على جواب عمر بن الخطاب في ذلك عليهم ، وهَل اطّلعتم على الكم الحديثي الهائل النّاص على أنّ الإمامَة في قريش لا في غيرِهم ، هل اطّلعت على قول الإمام علي (ع) خصوصاً في هذا الشأن ، المدوّن في النهج ، ومَا نَقلتُهُ أعلاه منها في بني هاشم من قريش دليل ، فكيفَ تكونُ الإمامة في الأنصار ؟! ، وكيفَ تصحّ وسادات قريش وعلى رأسهم بني هاشم متواجدين ،احتج أبو بكر عليهم بالقرشية والقرب من النبي ، وهُو احتجاج عليّ (ع) على المتقدّمين له .

نشوان الحميري كتب :
وهذا كما اعتقد كان اساس حيثيات فتوى العلماء المعروفين في اليمن في عام 1990 م بخطأ القول بحصر الإمامة .. كما اتذكره وأرجو ممن لديه نص تلك الفتوى إيرادها هنا للفائدة ولعلاقتها بالموضوع.
هُناك كتابٌ وسنّة وإجماعٌ علويٌّ فاطمي ، فما طَرأ من أقوال ، فيُعرض على هذه الركائز فمًَا وافقَ كان ، وما سواه ، لَم يَكن . ولكَ أن تعتبرها إجتهادات فرديّة ( شريطَة النّظر هَل هُناك ضغوط سياسيّة أدّت إلى مثل هذه الفتوى) .

============

أخي في الله ( نَشوان ) ، هذي رسالةٌ كُتبَت على عُجالَة ، وقد علمَ الله أنّها من قلبٍ صادقٍ نابعَة ، وبالإخاء صادرة . وأنا على علِم أنّي أغفلتُ بعض تعليقات رسالتكم ، لضيق الوقت في بعضها ، ولاشتمال كلامي السابق على بعض ما قَد علّقتم عليه ( وخصوصاً فيما للإمام علي ولعمر فيه علاقة ) .

تحياتي لكم سيدي الكريم .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

سيدي وأخي العزيز / الكاظم

كما يقال : ( إذا حضر الماء بطل التيمم )

فبارك الله فيكم وأحسن إليكم وكتب أجركم في جهاد قلمكم .

وأحب هنا أن أنوه إلى بعض نصوص " نهج البلاغه " ، كي يتأمل القراء كل ما يخص موضوع حوارنا ، وليس بعضه فقط !

بالإضافة إلى " الخطبة الشقشقية " التي ذكرها سابقاً أخي محمد الغيل
أضيف هنا بقية النصوص المتعلقه بالموضوع كالتالي :-

قالوا: لمّا انتهت إلى أميرالمؤمنين عليه السلام أنباء السقيفة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله،
قال عليه السلام: ما قالت الانصار؟
قالوا: قالت: منا أمير ومنكم أمير،
قال عليه السلام: فَهَلاَّ احْتَجَجْتُمْ عَلَيْهِمْ: بِأَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَّى بِأَنْ يُحْسَنَ إِلَىمُحْسِنِهمْ، وَيُتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِهِمْ؟
قالوا: وما في هذا من الحجّة عليهم؟

فقال عليه السلام: لَوْ كَانَتِ الْإِمَامَةُ فِيهِمْ لَمْ تَكُنِ الْوَصِيَّةُ بِهِمْ.
ثم قال: عليه السلام: فَمَاذَا قَالَتْ قُرَيْشٌ؟
قالوا: احتجت بأَنها شجرة الرسول صلى الله عليه وآله.
فقال عليه السلام: احْتَجُّوا بِالشَّجَرَةِ، وَأَضَاعُوا الَّثمَرَةَ.

" نهج البلاغه [ 67 ] "


----
وَلَئِنْ أَمْهَلَ اللهُ الظَّالِمَ فَلَنْ يَفُوتَ أَخْذُهُ، وَهُوَ لَهُ بَالمِرْصَادِ عَلَى مَجَازِ طَرِيقِهِ، وَبِمَوْضعِ الشَّجَا مِنْ مَسَاغِ رِيقِهِ . أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيَظْهَرَنَّ هؤُلاَءِ الْقَوْمُ عَلَيْكُمْ، لَيْسَ لاَِنَّهُمْ أَوْلَى بِالْحَقِّ مِنْكُمْ، وَلكِنْ لَإِسْرَاعِهِمْ إِلَى بَاطِلِ صَاحِبِهِمْ، وَإِبْطَائِكُمْ عَنْ حَقِّي.
" نهج البلاغة [ 97 ] "


---
وَقَالَ قَائِلٌ: إِنَّكَ يابْنَ أبِي طَالِبٍ عَلَى هذَا الْأَمْرِ لَحَرِيصٌ.
فَقُلْتُ: بَلْ أَنْتُمْ وَاللهِ لِأَحْرَصُ وَأَبْعَدُ، وَأَنَا أَخَصُّ وَأَقْرَبُ، وَإِنَّمَا طَلَبْتُ حَقّاً لِي وَأَنْتُمْ تَحُولُونَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَتَضْرِبُونَ وَجْهِي دُونَهُ، فَلَمَّا قَرَّعْتُهُ بِالْحُجَّةِ فِي الْملاءِ الْحَاضِرِينَ هَبَّ كَأَنَّهُ بُهِتَ لاَ يَدْرِي مَا يُجِيبُنِي بِهِ!
اللَّهُمَّ إنَّي أَسْتَعْدِيكَ عَلى قُرَيْشٍ وَمَنْ أَعَانَهُمْ! فَإِنَّهُمْ قَطَعُوا رَحِمِي، وَصَغَّرُوا عَظِيمَ مَنْزِلَتِي، وَأَجْمَعُوا عَلَى مُنَازَعَتِي أَمْراً هُوَ لِي. ثُمَّ قَالُوا: أَلاَ إنَّ فِي الْحَقِّ أَنْ تَأْخُذَهُ، وَفِي الْحَقِّ أَنْ تَتْرُكَهُ.

" نهج البلاغه [ 172 ] "


---
وقال عليه السلام :-
لا يُقَاسُ بِآلِ مُحَمَّد صَلَّي عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنْ هذِهِ الْأُمَّةِ أَحَدٌ، وَلا يُسَوَّى بِهِمْ مَنْ جَرَتْ نِعْمَتُهُمْ عَلَيْهِ أبَداً. هُمْ أَسَاسُ الدِّينِ، وَعِمَادُ اليَقِينِ، إِلَيْهمْ يَفِيءُ الغَالي ، وَبِهِمْ يَلْحَقُ التَّالي. وَلَهُمْ خَصَائِصُ حَقِّ الْوِلايَةِ، وَفِيهِمُ الوَصِيَّةُ وَالوِرَاثَةُ، الْآنَ إِذْ رَجَعَ الحَقُّ إِلَى أَهْلِهِ، وَنُقِلَ إِلَى مُنْتَقَلِهِ.
" نهج البلاغه [ 2 ] "

===

تحياتي
ووفقنا الله لكل خير .
صورة
صورة

نشوان الحميري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 625
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 06, 2004 10:39 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة نشوان الحميري »

الإخوة الأعزاء جميعا والأخ الكريم الكاظم خاصة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,

أخي الكاظم سأحصر حواري معك لأني أراك الأنسب والأكثر اهتماما بما كتبتُ,

فأقول وبالله التوفيق:
أولا: مسألة الإصطفاء مختلفة عن الشورى فإذا أردت حوارا حول الإصطفاء فلتفتح موضوعا جديدا حوله إن أحببت حتى لا يتشعب الحوار وتضيع الفائدة.

أخي الكريم: أنا في مشاركتي السابقة أعبر عن قناعتي التي لا تلزم أحدا غيري. كما أنك لم تناقش كل ما كتبتُ ولا أدري هل أنت ترى أن النصوص التي ذكرتها لا تستحق النقاش أم أنك لا ترى صحتها!! أرجو أن ترد على هذا التساؤل؟

أخي الكريم إذا كنت ترغب في الحوار معي حول هذا الموضوع فأرجو أن ترجع لما كتبت سابقا وتبدأ بمناقشته نقطة كما تفعل عادة عند إيرادك للشبه... وعندها سأكون سعيدا بمواصلة الحوار معك.

سأحاول أن أعقب على ما كتبته الآن على أني لن أعود لمثل هذا إذا لم تعقب على ما ذكرتُه سابقا نقطة نقطة. وسأعتبر الحوار منته على أن لكل منا قناعته والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.

قلت:
ثمّ نَقلتَ عن الإمام علي (ع) ، من النهج ، صحّة الإمامَة إذا حَضرها الفُضلاء من أهل الحل والعَقد ، وأنّه ليسَ بالضرورة حضور الجميع لتتم البيعة ( فتكونَ صحيحة ) ، فإن حضرَ أبو بكر وعمر وأبو عبيدة والأنصار من أصحاب الرّسول ( وهُم من أهل الحلّ والعقد ) صحّة البيعَة وطريقتها ، فمَن خالفَ بعدَ ذلك ، اسُتعتِب فإن أبَى قُوتل!! ، وليسَ لمَن تغيّب اختيار أهل الحل والعقد لهذا الإمام أن يقول ، لا !! ، ألا تعتقد أخي في الله ( نشوان ) ، أنّ الإمام علي (ع) قد أنكَر بيعَة أبي بكر معَ حضور ( أهل الحل والعَقد ) عمر وأبو عبيدة والأنصار الذينَ شهدَ لهم الرسول (ص) بالإيمان ( كما ذكرتَ في رسالتك ) .


ما نقلته عن الإمام واضح في إلزامية الشورى وكان كلامي واضحا حول ذلك عندما قلتُ:

كما أن الإمام علي عليه السلام لم يختلف مع الخلفاء الراشدين عليهم السلام لسبب وجود نص عليه وإنما لأنهم لم يتبعوا الوسيلة المثلى للشورى التي كان يؤمن بها كل الإيمان وجسدها أفضل تجسيد في رفضه للبيعة في منزله عندما اتى إليه الناس وإصراره على ان تتم في المسجد وعلى رؤوس الأشهاد كما تبعه على ذلك خامس الخلفاء الراشدين الإمام الحسن عليه السلام وسادسهم الخليفة عمر بن عبد العزيز عليه السلام.


فاجتماع السقيفة وإن كان فيه من ذكرت إلا أنهم لا يمثلون كل مجتمع المدينة فهم لم يتعدوا الثلاثة والثمانين شخصا حسب الروايات التاريخية وكان معظم الصحابة غائبون عن ذلك الإجتماع مع إمكانية حضورهم لو دعي لهذا الإجتماع بشكل علني.. فاعتقادي أن اعتراض الإمام بسبب هذا. وهو ما وضحه في البيتين السابقين المنسوبين إليه. فتأمل!!

وقلت أخي الكريم:

ومنه ، أقول : أليسَ الإمام علي (ع) في هذه الخطبة قَد رسَم لنا معالم الشورى الصحيحة ( في نظره ) ؟ ألَيسَت انطَبَقت الشورى التي أشارَ إليها الإمام علي (ع) في بيعَة أبو بكر ؟ فلماذا إذاً خالفَ وعارضَ الإمام علي (ع) على خلافة أبي بكر ، بما أنّها تمّت بطريقة صحيحة ؟ هَل لأنّه عارضَ بسبب الشّورى وبُطلانها ( عَدم مثاليّتها ) ؟ ولكنّا قَد أشَرنا إلى صحّتها ( حسب تعريف الإمام السابق )!! ، أم لأنّ الإمام علي (ع) كانَ يَرى أنّهُ أحقّ بهذا الأمر من أبي بكر ( أو غيره ) ، فلَم يلتفِت للشورى ، ولَم يعتبِر صحّتها ؟
ليسَ لَنا هُنا ، إلاّ أن نقول : أنّ الإمام علي (ع) عرّف في خطبته السّابقة كيفَ تتم البيعة للإمام ( باجتماع رجال الحل والعقد ، وليسَ بالضرورة حضور عامّة الناس ) ، وقَد حصلَ ذلك مع أبي بكر ، بَل ومع عثمان ، ثمّ لَم يَرض الإمام علي (ع) ، فلماذا لَم يرضَ الإمام ؟ هَل لأنّه كان يَرى أنّه أحقّ بهذا الأمر ؟ وليسَ إلاّ هذا الجواب .


وأقول: الشورى كانت ناقصة في بيعة الخليفتين فاعترض الإمام.. كما ذكرت سابقا.

وقلت أخي الكريم:

وهُنا أسألُك ، ما رأيك في خبر المنزلة ، والغدير ، وآية المائدة " التصدق بالخاتم حال الركوع " ، إذا لَم تكن تعني تحديد علي (ع) الإمامَة ، فماذا تعني ؟


وأقول حول هذا وحول ما ذكرت من مناشدات:
أرد عليك بأسئلة وأرجو أن ترد عليها:

هل كان المسلمون بعد وفاة رسول الله يعتقدون أن ما ذكرت هي نصوص على إمامة الإمام علي؟ إذا كان الجواب نعم, فهل تتفق معي أن من رد آية من القرآن فقد كفر؟
ثم هل كانت نصيحتي الإمام السابقتين لعمر (الذي يعتبر عند الشيعة الأساس في تحييد الإمامة عن الإمام) عونا لظالم منكر لآية من القرآن ونصوص قطعية على تثبيت ملكه؟ وهل إرسال الإمام للسبطين لحماية عثمان من الثوار إعانة لظالم؟ أرجو أن تتأمل في هذه التساؤلات وترد عليها

وقلتم أخي الكريم:

هُناك كتابٌ وسنّة وإجماعٌ علويٌّ فاطمي ، فما طَرأ من أقوال ، فيُعرض على هذه الركائز فمًَا وافقَ كان ، وما سواه ، لَم يَكن . ولكَ أن تعتبرها إجتهادات فرديّة ( شريطَة النّظر هَل هُناك ضغوط سياسيّة أدّت إلى مثل هذه الفتوى) .


وهنا أريد ان أعلق فقط على مسألة الإجماع العلوي الفاطمي. إن ثبت هذا الإجماع ألا يختص به العلويون الفاطميون من اتباع المذهب الزيدي فقط؟ فماذا عن أغلبية العلويين الفاطميين المنتمين للمذاهب الأخرى؟

أرجو أن تعود إلى ما كتبتُ سابقا و تلتزم بما التزمتُ به من مناقشة ما طرحت نقطة نقطة؟؟

ولك خاصة وللجميع تحياتي
{رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }{وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }{وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ }الشعراء83-85
صورة

أمين نايف ذياب
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 70
اشترك في: الجمعة أغسطس 12, 2005 12:25 pm

لمن يريد ان يكون تقيا فقط

مشاركة بواسطة أمين نايف ذياب »

لمن يريد ان يكون تقيا فقط

هل هذا البحث بطوله متعلق بيومنا أم هو بحث في أمسنا الموغل في الزمن حتى يصل لزمن موت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

هل هو بحث في الحجج والأدلة والأصول الحمسة وهي أصل الدين ؟


هل صرح محمد الغيل بقوله : إن الإمامة أصل من أصول الدين ام لا ؟

هل هذا بحث ونتيجة زيدية أم إمامية إثنا عشرية
العقل أول الأدلة فالكتاب فالسنة فالإجماع
الشرع مصلحة للناس
www.almutazela.com

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

تحياتي لك أخي الكريم/ نشوان الحميري .


نشوان الحميري كتب :
أخي الكريم: أنا في مشاركتي السابقة أعبر عن قناعتي التي لا تلزم أحدا غيري. كما أنك لم تناقش كل ما كتبتُ ولا أدري هل أنت ترى أن النصوص التي ذكرتها لا تستحق النقاش أم أنك لا ترى صحتها!! أرجو أن ترد على هذا التساؤل؟
الكاظم كتب :
أخي في الله ( نَشوان ) ، هذي رسالةٌ كُتبَت على عُجالَة ، وقد علمَ الله أنّها من قلبٍ صادقٍ نابعَة ، وبالإخاء صادرة . وأنا على علِم أنّي أغفلتُ بعض تعليقات رسالتكم ، لضيق الوقت في بعضها ، ولاشتمال كلامي السابق على بعض ما قَد علّقتم عليه ( وخصوصاً فيما للإمام علي ولعمر فيه علاقة ) .
وأنا أرَى صحّتها ، بـتأويلٍ غير ما تأولتموه ، سنأتي عليه ، إن شاء الله .
نشوان الحميري كتب :
فاجتماع السقيفة وإن كان فيه من ذكرت إلا أنهم لا يمثلون كل مجتمع المدينة فهم لم يتعدوا الثلاثة والثمانين شخصا حسب الروايات التاريخية وكان معظم الصحابة غائبون عن ذلك الإجتماع مع إمكانية حضورهم لو دعي لهذا الإجتماع بشكل علني.. فاعتقادي أن اعتراض الإمام بسبب هذا. وهو ما وضحه في البيتين السابقين المنسوبين إليه. فتأمل!!
س / هل استمرّ هذا الغياب من الصحابة ، عن بيعة أبي بكر ، 6 أشهر ؟! ألَم يُبايع له بعض المتخلّفين عن السقيفة من الصحابة ( وليس كلّهم ) طيلَة هذه الأشهر الستة ؟ فلماذا لَم يُبايع علي (ع) ، إلاّ بعدَ ستّة أشهُر ( وحولَ البيعَة كلام ) ؟

ثمّ كتب نشوان الحميري :
وأقول: الشورى كانت ناقصة في بيعة الخليفتين فاعترض الإمام.. كما ذكرت سابقا.
أقول : فمَا حال الشّورى المُستخلفَة لعثمان بن عفّان ، ما بالُ أمير المؤمنين رَفَضها ؟

نشوان الحميري كتب :
هل كان المسلمون بعد وفاة رسول الله يعتقدون أن ما ذكرت هي نصوص على إمامة الإمام علي؟ إذا كان الجواب نعم, فهل تتفق معي أن من رد آية من القرآن فقد كفر؟
نعَم كان بعض الصحابة على علمٍ بدلالتها في أمير المؤمني علي (ع) ، ومنهم سلمان الفارسي وعمار بن ياسر وأبو أيوب الأنصاري وأبو ذر الغفاري والعبّاس بن عبدالمطلب وابنه حبر الأمة ، وغيرهم ، وهُم من أصحاب أمير المؤمنين ، التيّار المُعارض للسقيفة وما جرى فيها من تولية لأبي بَكر .

والبَعض الآخَر من الصحابة ، استوجَبَت الزيدية التوقّف في حالهِم ، وعدم الحُكم بالكفر أو الفسق في حقّهم ، وعلى رأسهم المشائخ ، وهل كانوا على علمٍ بهذا ، أو العكس ، والمقام في هذا يطول ويتشعّب ، بل يستحق دراسته دراسة خاصّة . فقد جاء فيه خلطٌ كبير .

ولكنّ الشاهد يكمُن في استقراء النصوص الصحيحة الدّالة على إمامة أمير المؤمنين (ع) بعد الرسول (ص) ، ثمّ بالنظر إلى حال مَن أقرّ بإمامة وأحقيّة أمير المؤمنين (ع) من الصحابة ، كمَن ذكرنَا سابقاً .
ثم هل كانت نصيحتي الإمام السابقتين لعمر (الذي يعتبر عند الشيعة الأساس في تحييد الإمامة عن الإمام) عونا لظالم منكر لآية من القرآن ونصوص قطعية على تثبيت ملكه؟
المَشورَة من الإمام علي (ع) لعمر بن الخطاب ، يجب ألاّ تُعتَبَر عوناً على الظّلم ، وتقويةً لشوكته ، بل حرصاً من الإمام علي (ع) على النظام الإسلامي ، ثمّ إنّ الإمام علي (ع) قد سلّم ورَضيَ بالظلم الذي هُو فيه ، والجَور الذي كان أثرهُ على نفسهِ خاصّة ، ( وتسلميه كان نابعاً من عدم مقدرته على التغيير ، إلاّ بفتنةٍ عظيمة على المسلمين ، وهذا ما لا يُريده الإمام (ع) ، وفيها مقولته المشهورة : (( لأسلّمنّ ما سَلِمَت أمور المُسلمين )) ، أضف إلى ذلك أنّ الإمام علي (ع) لَم يكن يَرى في مدّة حلافة ابن الخطاب ما يسوء ( مرحلَة ما بعد التولّي ) ، بعكس ما كان يراه في عهد عثمان بن عفّان . وخلاصته : أنّ الإمام علي (ع) وإن كانَ يوجّه نُصحه لعمر خاصّة ، فإنّه كان يَنظُر إلى مصلحة الأمّة الإسلامية من خلال هذه المشورَة ، وقَد سبقَ الكلام في تأويلنا هذا ) عند ردّنا على اختيارتكم الأولى لبعض النصوص من النهج ، فتأمّله ) .
وهل إرسال الإمام للسبطين لحماية عثمان من الثوار إعانة لظالم؟
وهُنا أسألك قبلَ أن أُجيبك : هَل تخلّف الإمام علي (ع) ( وهُو صاحب الثقل الاجتماعي والدّيني والسياسي ) عن حضور ذلك الموقف ( واعتزاله في منزله ) ( والنّاس يهتفونَ باسمه أثناء الحصار لبيت عثمان ) ، هل يعدّ هذا الفِعل منه (ع) من الخذلان للخليفة الثالث ( والسّخط على خلافته ) ؟ ( وخصوصاً إذا كُنتَ ممّن يَرى إقرار الإمام (ع) بأحقية عثمان عليه بالخلافة ، وصحّة الشورى فيه ) !!! .

وجوابا على سؤالك أقول : أنّ الإمام علي (ع) كان قَد ساءهُ ما حصلَ للمسلمين في الأمصار بعموم ، وما حصلَ في المدينة المنوّرة من فتنة هوجاء ، على وجه الخصوص ، وقَد سبقَ أن أشَرنا إلى عدم رضا أمير المؤمنين عن خلافة عثمان ، ونقلنا كلامَه في الشّورى ، وهُنا نُشير إلى عِظَم حُرمة اجتماع الصفّ الإسلامي عندَه (ع) ، إذ هيَ الباعث الوحيد لإرسال أمير المؤمنين أبناءهُ للوقوف على باب عثمان ، لمَا له من الأثر الكبير في تهدئة النّاس ، ويجبُ ألاّ يُعتبرَ هذا الفعِل من الإمام (ع) دليلاً على النّصرَة للظلم ( والرّضا عن عثمان ) ، بقدرِ ما كان منه (ع) دَفعاً للمضرّة ( والمضرّة هي التفرّق والتحزّب ، وفعلاً قَد حصَلَت ) ، إذا لَو كانَ هذا هُو المقصود ( النّصرة لعثمان والرّضا عنه ) لما جلس أمير المؤمنين (ع) في بيته وهُو أعظمُ شأنا من أبنائه ن وأهيبُ عندَ المُسلمين .
وهنا أريد ان أعلق فقط على مسألة الإجماع العلوي الفاطمي. إن ثبت هذا الإجماع ألا يختص به العلويون الفاطميون من اتباع المذهب الزيدي فقط؟ فماذا عن أغلبية العلويين الفاطميين المنتمين للمذاهب الأخرى؟
لكَ أخي الكريم ، أن تَبحَثَ عن مَذاهب بني فاطمة ( السادة والأشراف اليوم ) ، وتَنسبَ مَذاهبهَم ، أألى آبائهم يُعوّلون ، أم على عُلماء العامّة يُعوّلون ، فأيّهم وَجدت سلسلتهُ موصولَةٌ بالسّلف من أهل البيت (ع) ، فانظُر في إجماعه ( فهُو الصحيح ، والواجب اتبّاعه ) . ( تدبّر ، وانظر بحثنا ، " علاقة السادة الأشراف بالمذهب الشيعي الزيدي " )) .

http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=899
أرجو أن تعود إلى ما كتبتُ سابقا و تلتزم بما التزمتُ به من مناقشة ما طرحت نقطة نقطة؟؟
قد نُوقشَت رسالتك الأخيرة تماماً ، والرّسالة الأولى جئنا على بعضها ، والبعض الآخَر قَد يُستخرَجُ من النقاش الأخير ، ولكنّا سنعود عليه بإذن الله .

لكم تحياتي سيدي الكريم .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

نشوان الحميري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 625
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 06, 2004 10:39 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة نشوان الحميري »

قد نُوقشَت رسالتك الأخيرة تماماً ، والرّسالة الأولى جئنا على بعضها ، والبعض الآخَر قَد يُستخرَجُ من النقاش الأخير ، ولكنّا سنعود عليه بإذن الله .
أخي العزيز الكاظم بارك الله فيك وزاد في المؤمنين من امثالك, ليس من الضروري أن تتفق وإنما أن نحسن الإختلاف وقد جسدت ذلك ببراعة.
وإلى حين عودتك أخي الكريم تقبل كل احترامي وتحياتي الخالصة
{رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }{وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }{وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ }الشعراء83-85
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

كود: تحديد الكل

هل هذا البحث بطوله متعلق بيومنا أم هو بحث في أمسنا الموغل في الزمن حتى يصل لزمن موت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ 

:shock: :shock: :shock:
مالكم يا شيخنا الفاضل أمين من حق اي انسان أن يبحث ويفكر وينقب ويناقش ويمحص التاريخ بل وينظر في الدليل والمدلول آه شيخنا تذكر الآن نحن في منتدى ولسنا في خطبة جمعة يحرم الكلام تارة ويحل تارة الم تقل في موضوعك " قنوات السنة"

كود: تحديد الكل

وبعد سلاماً سلاماً لمن لا يفهم! ودعوة حارة للفهم والمحاورة والجدال والحجاج والنقاش 
غفر الله لك آمين وسامحك الله

كود: تحديد الكل

هل هو بحث في الحجج والأدلة والأصول الحمسة وهي أصل الدين ؟ 


ما هي الاصول" ال ح م س ة " هذة ؟؟

ثم ماهي شروط البحث العلمي ؟؟
أليس ما نحن بصدده من نقاش يخدم كل واحد منا على الاقل يكفى أن كل واحد منا يبحث وينقب ويفكر بدل ضياع الاوقات أمام القنوات أو في المقاهي في الطرقات تأمل ! :idea: اعز الله قدرك واعلى مقامك وكفاك شر نفسك بحق محمد وآله آمين

--------------
أخي الحبيب نشوان مالكم صغرتو الخط :roll: عيوني الله يسلم لي عيونك خاف الله فيني :)
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

عوداً منّا - كما وعدَنا - أخي المفضال ( نشوان الحميري ) ... على أصل موضوعك .. وذلكَ بعد أن عرّجنا على موضوع الشّورى وما تفرّع حولها ، وهل كانَ نُقصان أفرادها يوم السقيفة هُو السبب لامتعاض ورفض الإمام علي (ع) لها ، أم لأنّه كانَ يرى أنّه أحقّ بها من غيره سواءً صحّت الشورى بحضور الجمع الغفير أو الجمع القليل ، وفي هذا كلّه إجابَة على مُتفرقات عديدة في رسالتكم الأصليّة ، إذ قَد بنَيتم على أساسها ثمّ فرّعتُم ، فتأولتم النصوص البلاغيّة على مُقتضاها ، وجعلتموها دالّةً على ما ذهبتُم إليه ( أنّ سبب الرّفض هُوَ عدم مثاليّة الشّورى ) . ومنهُ بقيَ لنَا مُناقشة النصوص المُقتبسَة من النهج ، والتعقيب على تأويلكم لها ، فنقول :

نشوان الحميري كتب :
أَيُّهَا النَّاسُ، إنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِهذَا الْأَمْرِ أَقْوَاهُمْ عَلَيْهِ، وَأَعْلَمُهُمْ بِأَمْرِ اللهِ فِيهِ، فَإِنْ شَغَبَ (1) شَاغِبٌ اسْتُعْتِبَ (2) ، فَإِنْ أَبَى قُوتِلَ. وَلَعَمْرِي، لَئِنْ كَانَتِ الْإَمَامَةُ لاَ تَنْعَقِدُ حَتَّى يَحْضُرَهَا عَامَّةُ النَّاسِ، فمَا إِلَى ذَلِكَ سَبِيلٌ، وَلكِنْ أَهْلُهَا يَحْكُمُونَ عَلَى مَنْ غَابَ عَنْهَا، ثُمَّ لَيْسَ لِلشَّاهِدِ أَنْ يَرْجِعَ، وَلاَ لِلغَائِبِ أَنْ يَخْتَارَ.
ففي هذا النص يوضح الإمام من احق الناس بالخلافة وكأنه يشرح مميزات من يريد أن يترشح للأمر فاشترط فيه القوة والقدرة على الحكم وأن يكون أعلم الناس بأمر الله في الحكم ثم وضح حكم من بغى عليه .. ثم عرج على كيفية اختيار هذا الحاكم فرأى أنها يجب أن تكون بالشورى ولكنه قيد الشورى بسب ظروف زمانه بمن حضر لاستحالة حضور جميع المسلمين أو المشاركة في الإنتخاب في ذلك الزمان في وقت واحد .. ولا يخفى ان هذا قابل للتطوير بتطور العصر والوسائل.
أقول : لا شكّ أنّ هذه القواعد في اختيار الإمام ، هي قواعد صحيحة ، من اجتماعٍ لرجالات الحلّ والعَقد ، واختيارِ الأصلح لتولّي أمور المُسلمين ، ولكن فيمَن تكون الشّورى ؟ أفي العَرب والعَجم ؟ أم في قُريش ؟ أم في أهل البيت (ع) " بني فاطمة" ؟ ، لَم يُصرّح الإمام هُنا إلاّ بطريقة اختيار الإمام ، وهي الشّورى من قِبَل أهل الحلّ والعَقد ، وعدم ضروريّة حضور جميع المُسلمين ( وفي هذا ردٌّ على الجعفرية القائلين بالنّص الإسمي على الإثني عَشر ) ، نعم ! فما رأي الإمام علي (ع) فيمَن تكون الإمامة والذي يجب أن يتّبع المُسلمونَ معه هذه الطّريقة ؟

فائدة : الزيدية تتّبع هذا الأسلوب ( الشّورى باجتماع رجال الحلّ والعقد على اختيار إمامهم ) ، ويُطبّقون مَبدأ عدم اشتراطيّة حضور الجميع للشّورى في حقّ الإمام ، فمتى ما اختار الحاضرون من أهل العقد لهذا الإمام ( المُتكاملة فيه الشروط ومن ضمنها الفاطمية ) ، وجبَ السّمع والطّاعة . وهُو بعينه نصّ الإمام علي السابق في كيفية تعيين الإمام .

نعم ! نعود ونقول مَن هُوا الإمام الذي يُريدنا الإمام علي (ع) ، تطبيق هذه القاعدة الشورويّة معه؟

- قال الإمام (ع) في خ 143 ، من النهج :

(( إنّ الأئمة من قريش ( تأمّل) ، غُرسُوا في هَذا البَطن من هاشم ، لا تَصلُحُ على سواهُم ، ولا تَصلُحُ الوُلاةُ من غيرهِم )) .

- قال الإمام (ع) في خ 62 ، من النهج :

(( ولا يَخطُر ببالي أنَّ العَرب ، تُزعجُ هذا الأمر من بعده - ص - عَن أهلِ بيته ))

ومنه ، نَجد الإمام يُصرّخ أنّ الإمامَة في أهل البيت (ع) ، وقَد أَشرنا إلى هذا سابقاً ( فتأمّله ، إذ لا طائلَ من التكرار ) ، وعضّدناه بقول الإمام زيد بن علي (ع) : (( الإمامَة والشّورى لا تَصلُحُ إلاّ فينَا )) . ومنه ، فإنّ الإمام الواجب انتهاج الطريقة العلوية السابقة الذكر معه ( هَُو من أهل البيت (ع) ) .

نشوان الحميري كتب :
ومن كتاب له عليه السلام
إلى معاوية
إِنَّهُ بَايَعَنِي الْقَوْمُ الَّذِينَ بَايَعُوا أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمانَ عَلَى مَا بَايَعُوهُمْ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَكُنْ لِلشَّاهِدِ أَنْ يَخْتَارَ، وَلاَ لِلغَائِبِ أَنْ يَرُدَّ، وَإنَّمَا الشُّورَى لِلْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، فَإِنِ اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُلٍ وَسَمَّوْهُ إِمَاماً كَانَ ذلِكَ لِلَّهِ رِضىً، فَإِنْ خَرَجَ عَنْ أَمْرِهِمْ خَارِجٌ بِطَعْنٍ أَوْبِدْعَةٍ رَدُّوهُ إِلَى مَاخَرَجَ مِنْهُ، فَإِنْ أَبَى قَاتَلُوهُ عَلَى اتِّبَاعِهِ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوَلاَّهُ اللهُ مَا تَوَلَّى. وَلَعَمْرِي، يَا مُعَاوِيَةُ، لَئِنْ نَظَرْتَ بِعَقْلِكَ دُونَ هَوَاكَ لَتَجِدَنِّي أَبْرَأَ النَّاسِ مِنْ دَمِ عُثْمانَ، وَلَتَعْلَمَنَّ أَنِّي كُنْتُ فِي عُزْلَةٍ عَنْهُ، إِلاَّ أَنْ تَتَجَنَّى (1) ; فَتَجَنَّ مَا بَدَا لَكَ! وَالسَّلاَمُ.
وهو في هذا النص يوضح أكثر وجهة نظره في الشورى المقيدة بمن حضر من المهاجرين والأنصار الذين كانوا يمثلون أهل الحل والعقد واستحالة اشتراك المسلمين جميعا في الإختيار في ذلك العصر, ردا على معاوية الذي كان يحتج أنه وأهل الشام لم يشتركوا في تلك الشورى..
ولو كان الإمام عليه السلام يعتقد أن الإمامة إنما تنعقد بالنص لا بالشورى لما احتج بالشورى واعتمد النص لإفحام كل معاند.
أقول : قَد سبقَ ذكر كلام المولى الحجّة الإمام مجدالدين المؤيدي (ع) ، في أنّ هذا من الإمام علي (ع) ، زيادَة احتجاج وبيان على معاوية وأتباعه ، ولسان حال الإمام (ع) يقول : يا معاوية ، ويا أتباع معاوية ، أليسَ قد آمَنتُم بإمامة أبي بكر وعُمر وعثمان ، واعتمدتم في تصحيح إمامة أبي بكر وإثباتها ، مَن حضرَ السقيفَة من المهاجرين والأنصار ، واعتمدتم على إثبات إمامة عثمان إقرار أهل الشورى له من دونِ بقيّة النّاس ( إذ الستّة من أهل الشورى هُم المكلّفين فقط باختيار الإمام ) ، فما بالَكم يا أهل الشقاق والبغي والنّفاق بغيتُم عليّ وإنّما حصلَ معي مثلَ ما حصلَ معَ مَن سبقني ، فإنّني بُويعتُ كمَا بُويعوا ( والحقّ أنّ بيعَة النّاس للإمام علي (ع) أصحّ بيعَة على الإطلاق ، إذ لا نزاعَ عليها البتّة ، فلا هيَ بالفلتَة ( كبيعة أبي بكر ) ، ولا هيَ بالنّص من خليفةٍ قبلَه ( كعمر ) ، ولا هيَ بالمُحاباة كما حصلَ في شورى ( عثمان ) ، وإنّما كانَت عن اختيارٍ صادق من المهاجرين والأنصار ، عَرفوا إمامهُم عندما تُركوا وشأنَهُم بدونِ توصيةٍ بكريّة، أو تقييدٍ شورويّ عُمريّ محدد ، نعم ! فما بالَكم يا أهل الشام رَفضتم الدّخول في طاعتي ، والإئتمام والانقيادِ لي ، ولَم يَحصُل لي من المُبايعة إلاّ بالطريقَة التي حصَلَت لمن سبقني ، اليس قد بايعتُم لمن سَبقني بهذه الطّريقة ، فلمَ لا تُبايعونَ لي ؟! ، ومنهُ : فإنّ وجهَ الاحتجاج واضحٌ ، وأنّه من باب إلزام أصحاب معاوية بما كانوا يلتزمونه في عهد المشائخ ، ويدلّ عليه ، إخلافَهُ (ع) لهذا المَبدأ ( مَن خالفَ من اجتُمِعَ عليه ، فإنّه يُقتَل ) ، وذلكَ لمُخالفتهِ على أبي بَكر وعمر وعثمان ، وأبو بكر وعثمان على وجه الخصوص لعلاقتهم بالشورى . فإنّه حسبَ كلامه (ع) يستحقّ القَتل !! ، ولكن ليسَ هذا كذلك ، ولكنّ الإمام علي (ع) أرادَ أن يُوصلَ رسالةً إلى معاوية وأذنابه بالطريقة التي يَفهمُها نواصب الشّام .

===

ثمّ سُقتَ أخي في الله نشوان نصوصاً قَد علّقنَأ عليها سابقاً ، وذكَرنا تأويلنَا لها ( فليتنبّه القارئ ) ، واستجدَّ عليّ نصيحة أمير المؤمنين لعثمان بن عفّان ، وتكلّم الأخ نشوان على عَمل الشيخين بالكتاب والسنّة ( وازيد تَعريضه بعثمان بُمخالفة سيرتهما ) ، ونحنُ معه في حُكم الشيخين بالكتاب والسنّة قدرَ المُستطاع ، فالإمام لَم يَكن يُخالفُهم إلاّ في تخطئة تقدمّهم علي (ع) ، وامّا المُخاطبّة بالإمام في حقّ عثمان ، فإنّ حالَها كحال مقولة يا أمير المؤمنين ، واُثِرَ عن سلفنا الصالح من أهل البيت (ع) مُخاطبَة خلفاء بني العبّاس بيا أمير المؤمنين ، وليسَ هذا دليلٌ اعتبار هؤلاء السّادة لهؤلاء الجبابرَة أئمّة حقٍّ على المسلمين ، وليسَ أدلّ عليه إلاّ مُخاطبَة عبدالله الكامل للمنصور العباسي بهذا ، وابنه النفس الزكيّة يُحضّر لإقامة دولَة الحق المحمديّة .

===

هذا وصلّى الله وسلّم على سيدنا محمد النبي الأمين ، وعلى آله الطيبين الطاهرين .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

المنصور
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 156
اشترك في: الأربعاء أغسطس 03, 2005 1:25 pm

مشاركة بواسطة المنصور »

لمن يريد ان يكون تقيا فقط

هل هذا البحث بطوله متعلق بيومنا أم هو بحث في أمسنا الموغل في الزمن حتى يصل لزمن موت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ الكريم :

وهل سبب ما نحن فيه اليوم من تشتت وتشعب وتمزق واختلاف إلا ماضينا الموغل !!!!!!

وهل مسألة الإمامة إلا الطامة الكبرى في اختلاف المسلمين بعتبارها المسألة الأولى التي شقت صفوف المسلمين ، وكانت السبب الرئيسي في انبثاق جمع المسائل الأخرى .

أما قولكم :
هل هذا البحث لنهضة المسلمين ؟
http://www.al-majalis.com/forum/viewtop ... c&start=15

فلايعني طرح كل طائفة أصولها من أجل نهضة المسلمين وخدمة الإسلام والمسلمين .
فنحن لا نخدم الإسلام بهذه الطريقة - والتي لا تعمل بها حتى أنت - فها أنت تتطرح بقوة على مخافيك ومخالفينا من الأشاعرة والسلفية والصوفية والأحباش والإمامية في هذا المجلس المبارك (المثلث الفرقي) كمثال فهل لا تخليت عن طرحك هذا حفاظا على نهضة المسلمين .
أنما نخدم هذا الدين بالبحث الروي ، والنقاش السوي ، والتجرد للحقيقة مهما كانت ، وكيف ما كانت .
أم أنك ترى أن لا نقاش ونهضة للمسلمين إلا في الأصول الخمسة فقط . وأما إذا خضنا في مسائل أخرى هامة وشائكة كالإمامة وغيرها فهي لا تصب في مصلحة الإسلام وخدمته !!!

وهل الحقيقة إلا أن مسألة الإمامة هي المسألة الأولى التي تطايرت منها الفرق .

وأني لأمتلك القناعة بأننا إذا توصلنا لفصل في مسألة الإمامة - بالرأي الذي تقول به الزيدية - فستفصل جميع المسائل الأخرى ، وسنصل بإذن الله تعالى فيها إلى مقطع ، وإن لم تصل بها علاقة مباشرة (كالتوحيد والعدل).
وستنصهر جمع المذاهب في مذهب واحد - الزيدية - وأولهم المعتزلة .
هل هذا بحث ونتيجة زيدية أم إمامية إثنا عشرية
أما عن نتيجة البحث فهو بكل تأكيد يخدم الزيدية والإثنا عشرية على حد سواء .
لإنه لا يخفى عليك إتفاق الزيدية والإثنا عشرية في الإئمة الثلاثة الإمام علي والحسن والحسين عليهم السلام . وقولهم أنهم أئمة بالنص . واختلافنا في البقية .

ولا يوجد أي غرابة في تلاقي الزيدية مع الإثنى عشرية في بعض المسائل ، لأنه لا يخلو مذهب إلا ويلتقي مع الأخرين في عدة مسائل .
فطمئن بأن نتيجة البحث زيدية .

لكم تحياتي شيخنا ، وكلي ثقة بأننا في هذا المجلس سنستفيد منكم .
والسلام عليكم
آخر تعديل بواسطة المنصور في الثلاثاء سبتمبر 27, 2005 8:13 am، تم التعديل مرة واحدة.

ابو عز الدين
مشرف مجلس الفتوى
مشاركات: 416
اشترك في: السبت مارس 20, 2004 9:41 am

مشاركة بواسطة ابو عز الدين »

معاذ حميدالدين كتب:السلام عليكم جميعاً

لقد تأملت في هذا الموضوع ونحوه مما يثيره البعض في هذه المجالس المباركة وتدبرت في أدلة الموافقين والمعارضين فرأيت أن الفريقين أجمعا على صلاحية أهل البيت للإمامة واختلفا على غيرهم، وهنا لا أجد أي إشكال ولكن الإشكال يبرز في عدم القبول بالعمل على المجمع عليه وترك المختلف فيه. وهذا ما يتعارض وتحكيم العقل.
فبحثت في السبب وراء هذا وخاصة عندما رأيت المعارضة تأتي أحياناً من أناس ظاهرهم العقل والإعتدال والإنصاف والتدين مع دأبهم لطرح مثل هذه المواضيع، وظهر لي أن السر في ذلك قد يكون هو عدم القبول بمبداء الإجتباء والإصطفاء من الله ولو غلف الموضوع بغيره من الإعتراضات والتحليلات والمبررات.

وبما أن أول من رفض مبدأ الإصطفاء والتفضيل هو ابليس اللعين مع ما كان له من مكانة بين الملائكة تتبعت المسألة في القرآن الكريم كالتالي:
عندما أخرج آدم وزوجه عليهما السلام من الجنة خاطبهما الله قائلاً:
﴿قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾[البقرة:123-124]
وهذه الآيات دلت على أن الناس سيكونوا أعداء بعض مالم يأتيهم هدى من الله ويتبعوه.
وبتتبع ورود الهدى والمهتدون وجدت ذكراً للهادين أيضاً في القرآن وهو التالي:

﴿وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴾﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ﴾﴿وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ﴾﴿وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ﴾﴿وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾﴿ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾﴿أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ﴾﴿أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ﴾[الأنعام:83-90]
فوضح بأن الله قد إختص سلالة معينة بهداية الناس وآتاهم الكتاب والحكم والنبوة وبين بأن أناس سيكفرون بذلك وأمر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم بالإقتداء بهداهم وهدايتنا به، وأن لا يسألنا أجراً على هذه الهداية وذلك في مواضع كثيرة من القرآن ولكن في آية واحدة في سورة الشورى قال الله تعالى مخاطباً رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ﴿ِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾[الشورى:23] فظهر لي من ذلك انما هو بيان أن الهداية مستمرة في مودة قرباه لمكانتهم التي أختصهم الله بها كما أختص قربى الأنبياء عليهم السلام من قبله.

فبعد هذا ظهر لي أن المسألة ليست عدم فهم أو خطأ ولكنه جحود بإتباع الهوى وعدم الإنقياد لمراد الله كما بين الله ذلك في هذه الآيات من سورة النمل، ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ﴾﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ﴾[النمل:14-15]

ومثالاً على ذلك أورد هذه الآيات من سورة البقرة: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾
﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾﴿وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾[البقرة:246-248]
فهؤلاء الملاء من بني إسرائيل طلبوا من نبيهم أن يبعث لهم ملكاً وسيجيبوه فقال لهم بأن من هو أعظم شأن منه وهو الله تعالى سيعين هذا الملك، فماذا فعلوا؟ هل إستجابوا لذلك مع يقينهم بأن الله هو الأمر وليست المسألة متروكة للنقاش أو الشورى؟
كلا، بل جحدوا ذلك ولم يذعنوا لمراد الله بالإصطفاء حتى جائتهم آية من الله ومع هذا لم يؤمن منهم إلا القليل ولكم تتبع القصة في بقية الآيات.

ومن الجحود أيضاً أن بعض الناس اليوم يقرون بفضل آل الأنبياء السابقين ويعترفون بإصطفاء الله لهم على أقوامهم ولكن عندما تكون المسألة في آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يقرون بذلك لأنهم إن فعلوا سيكون التفضيل عليهم وهذا ما لاتقبله أنفسهم. فلا يسعني إلا أن أقول لكم إخوتي بأن المسألة بينة والدلائل مشرعة وكما قال الله عز وجل ﴿أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾[الزخرف:32]
وقال تعالى مواسياً ومبيناً لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم ﴿أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾
[فاطر:8]



سلمت لنا تلك الانامل الذهبية سيد معاذ زادكم الله من فضله آمين
لا تضق ذرعاً بحالٍ *** فالذي سواك حاضرْ *** وهو بي أرحم مني *** كلما دارت دوائرْ *** لا تخف لا تخشَ مهما *** كنتَ للرحمانِ ذاكرْ

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“