نقد كتاب كشف الشبهات لإبن عبدالوهاب

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
الشريف15
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 21
اشترك في: الأحد يوليو 10, 2005 9:21 pm

نقد كتاب كشف الشبهات لإبن عبدالوهاب

مشاركة بواسطة الشريف15 »

بسم الله الرحمن الرحيم

وبعد

في هذه الصفحة أبدأ في نقد كتاب من كتب التي تدعوا إلى التطرّف الفكري وإخراج الخوارج من أوكارها ومن مراقدها ونبين ونظهر الشبهات والبليات في هذا الكتاب وذلك لتعميم الفائدة لرواد هذا المنتدى المبارك.

فتابعونا
__________________

{قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }
ــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين ورحمة الله للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:

روى الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما وغيرهما من الأئمة الحفاظ والمحدثين عن عقبة بن عامر الجهني – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم : (( ... إني لستُ أخشى عليكم أن تشركوا بعدي، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تتنافسوا فيها، فتقتتلوا، فتهلكوا، كما هلك من كان قبلكم)).

ورسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – أحرص على هذه الأمة من أي رجل كان، كما جاء قول الله تعالى في كتابه الكريم { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم} سورة التوبه.

وعلى الرغم من ذلك قد خرج من بيننا من يتهم الأمة ويرميها بالشرك جزافا، وقاتل المسلمين، ورماهم بالشرك، بسبب خلاف يخالفهم فيه، وإذا دققنا في حقيقة هذا الخلاف الذي يخالفهم به نجد أن جلّه عبارة عن خلاف فقهي فقط، لا علاقة له فيما يرميهم به من الشرك واتخاذ الأنداد من دون الله تبارك وتعالى!!

بل ونجد أن نهجهم يشبه نهج الخوارج في تكفير المسلمين حيث أنهم يجعلون الآيات التي نزلت على المشركين يحملونها على المسلمين الموحدين من هذه الأمة.

وأغلب الكتب التي تتكلم عن التوحيد وكشف الشبهات حولها من قبل أتباع محمد عبد الوهاب في أفكاره واجتهاداته مما أدى إلى تكفيره للمسلمين، وسوف يمر معنا إن شاء الله كيفية تشبه هذا الرجل بالفرق المخالفة ومن الفرق التي يرى أنهم ضالون منحرفون عن جادة الحق والصواب مع تبنيه أفكارهم ومعتقداتهم.

وقد قال الإمام العلامة الشيخ محمد أحمد رضا خان الأفغاني القادري البريلوي(1) – رحمه الله – في كتابه " الدولة المكية بالمادة الغيبية" يقول ما نصه :

" اعلم أن ملاك الأمر مناط النجاة الإيمان بالكتاب كله وما ضل أكثر من ضل إلا أنهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ..."اهـ

وسوف نشرع في عرض كلمات محمد عبد الوهاب النجدي والتي تكلم عن الشبهات في التوحيد – على حد زعمه – وإظهار ما إذا كانت فعلا شبهات في التوحيد أم هي خطأه في فهم التوحيد وتوهم منه.
__________________

{قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

يقول محمد عبد الوهاب النجدي:

بسم الله الرحمن الرحيم ، أعلم يرحمك الله أن التوحيد هو إفراد الله سبحانه بالعبادة . وهو دين الرسل الذي أرسلهم الله به إلى عباده فأوّلهم نوح عليه السلام أرسله الله إلى قومه لما غلوا في الصالحين " ودّ وسواع ويغوث ويعوق ونسر" وآخر الرسل محمد – صلى الله عليه وسلم – وهو الذي كسر صور هؤلاء الصالحين

هذا هو نص كلامه وإليكم نقدي لكلماته:

التوحيد هو التوحيد أن يؤمن الرجل بالله عز وجل بيقين راسخ لا يقبل فيه الشك بأن الله تعالى موجود خالق رازق محيي ومميت بيده ملكوت كل شيء عندها عليه أن يجعل عبادته لله تعالى خالصة لوجهه لا لصنم أو لشجر أو لشمس أو لقمر بل لله وحده لا شريك له.

فالتوحيد : هو علم تعرف به ما يجب وما يجوز وما يستحيل في حق الله تبارك وتعالى ، وكذلك في حق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فيما يجب وما يجوز وما يستحيل، وبه يتم معرفة السمعيات والإيمان بها على الوجه المطلوب شرعًا.

وكل ذلك بعد معرفة وجود الله تعالى والإذعان والخضوع له.

وكل الرسل قد جاءوا لهذا التوحيد بهذا المعنى من زمن سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام إلى زمن سيدنا محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – وليس كما قال محمد عبد الوهاب النجدي في كشف شبهاته فلقد اختلطت عليه الأمور.

وأما ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر كانوا عباد الله صالحين وقد ماتوا فصور أقوامهم صورا لهم على شكل تماثيل نصبوها عندهم فمع مرور السنين قاموا يعبدونهم من دون الله تعالى فبعث الله إليهم سيدنا نوح – عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام – ليرشدهم إلى عبادة الله الواحد القهار.

وأما القول بأن هؤلاء التماثيل التي يعبدها الناس هم رجال صالحون مثل لهم أقوامهم تماثيل عبدوها من دون الله ، فهذا قول ليس فيه من الصحة ، فليس كل قوم مثل قوم نوح – عليه الصلاة والسلام – هناك من كان يعبد الشمس وهناك من كان يعبد القمر وهناك من كان يعبد النار ومن قوم سيدنا موسى – عليه الصلاة والسلام – قد عبدوا العجل ، فهل كل هؤلاء كانوا رجالا صالحون مَثَّل لهم أقوامهم تماثيل ثم عبدوها؟! فتأمل!

وهذا الفعل منفي عن هذه الأمة أن تمثل تمثالا ثم تعبده من دون الله تعالى للأحاديث الدالة على ذلك.

ثم إن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – كسر هذه الأصنام وتلك الأوثان في فتح مكة عام الثامن من الهجرة ، منها آلة قريش ، فليست كلها عباد صالحون مثلوا لهم تماثيل مثل هبل واللات والعزى ومناة وإيساف ونائلة، فهؤلاء ليسوا عبادا صالحون.

ويقولون إن إيساف ونائلة كانا آدميين مسخهم الله على شكل تمثالين وذلك أن إيساف كان يعشق نائلة فلما رآها في الحج فجر بها وارتكب الزنا وعمل الفاحشة معها وهما داخل الحرم ، وبعد مرور الأزمان أخذ الناس يعبدونهما مع الأوثان هناك.

فمن الخطأ أن يُقال بأن الناس جميعا مثل قوم نوح – عليه الصلاة والسلام – بل إن هناك من كان يعبد الشياطين وهناك من كان يعبد النور إلى غير ذلك.
__________________

{قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

ثم يقول محمد عبد الوهاب النجدي:

أرسله إلى قوم يتعبدون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله كثيرًا . ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله . ويقولون نريد منهم التقرّب إلى الله . نريد شفاعتهم عنده . مثل الملائكة وعيسى ومريم وأناس غيرهم من الصالحين . فبعث الله محمدًا – صلى الله عليه وسلم – يجدد لهم دين أبيهم إبراهيم ويخبرهم أن هذا التقريب والاعتقاد محض حق الله لا يصلح منه شيء لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل فضلا عن غيرهما.

هذا نص كلامه والآن إليكم نقدي لكلماته:

إن مشركي مكة ماكانوا يتعبدون الله تعالى لا في الحج ولا في الصدقات ولا يذكرون الله كثيرًا ، فإن كانوا يتعبدون الله تعالى كما يقول محمد عبد الوهاب النجدي إذن فالمشركون موحدون فلا داعٍ لإرسال الرسل إليهم ماداموا متصفين بصفات المؤمنين وهي:-

1) يتعبدون الله تعالى من حج وصدقات.

2) يذكرون الله كثيرا .

فهذه صفات المؤمنين ، ومع كل أسف أن هذا الكتاب كان مفتاحا للتطرّف الفكري الداشر بين الأمة.

أما وصف المشركين بصفات المؤمنين ، فهذا من الخطأ الفاضح الواضح لمن يحمل فكر الخوارج والفرق الضالة المارقة عن الدين الحنيف وهو تكفير المسلمين والآيات التي نزلت على المشركين يحملونها على المؤمنين ، أما ترى تلك الفئة الشاذة عن الحق كيف كانت نظرتهم للمسلمين؟ وكيف تم التفجير بالقنابل القاتلة على الأبرياء والآمنين وعلى المسلمين من أبناء جلدتهم؟! فلم يسلم من شرهم أحدٌ .

ثم إذا كان هؤلاء المشركين قبل الإسلام في مكة وبعد مبعث رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – يتعبدون الله من حجٍ وصدقات كما يقول محمد عبد الوهاب النجدي دعونا نرى حقيقة هذا التعبد المزعوم لله تعالى في حجهم وصدقاتهم.

فإن هذا الحج وتلك العبادة لم تكن لله سبحانه وتعالى بل هي للأصنام التي يعبدونها ، وقد أخبر الله جل وعلا عنهم فقال : { وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاءً وتصدية } سورة الأنفال:35.

ونستشف من كلمات ابن عبد الوهاب النجدي عندما قال :

وآخر الرسل محمد – صلى الله عليه وسلم- ..... أرسله إلى قوم يتعبدون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله كثيرًا . ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله .

نكمل الرد تابعونا
__________________

{قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }
ونستشف من كلمات ابن عبد الوهاب النجدي عندما قال :

وآخر الرسل محمد – صلى الله عليه وسلم- ..... أرسله إلى قوم يتعبدون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله كثيرًا . ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله .

فهل هذا مسوغ يسوّغ له أو مجوز يجوّز له أن يقاتل المؤمنين الذين يتعبدون الله تعالى في عصره؟! ونجد ابن عبد الوهاب في التاريخ قد شنّ الهجمات على المؤمنين في بلاد متفرقة ، بل إن من تأثر بأفكاره قام بتكفير المسلمين وعمل العمليات الإرهابية ، فكانت كلمات ابن عبد الوهاب خير معين للمتطرفين فكريا في ذلك .

أما كون هؤلاء الكفار يتقربون إلى الله تعالى ويجعلون بينه وبين الله وسائط ، ويريدون شفاعتهم مثل الملائكة وعيسى وأمه مريم عليهما الصلاة السلام وغيرهم ، فهذه حجة واهية سذاجة واضحة.

وقول محمد عبد الوهاب النجدي بأن المشركين يريدون التقرب إلى الله زلفى فهذا حسب ما فهمه من الآية الكريمة في سورة الزمر من غير فهم واضح وذلك عند قوله تعالى:

{ أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَـفَّارٌ } سورة الزمر: 3.

فالآية تؤكد على كذب هؤلاء الكفار في ادعائهم التقرب إليه كما يقولون انظر آخر هذه الآية يقول الله تعالى:

{ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَـفَّارٌ }

فالكذب هو سبيلهم ، والمراوغة في الكلام طريقتهم ، فهم مخادعون لرسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – في قولهم التقرّب إلى الله زلفى ، وإذا كانوا يريدون التقرب إلى الله كما يدعون ، نفهم من ذلك أن الله تعالى معظم في قلوبهم فهم يحرصون على التقرب إليه جل جلاله .

إذن لماذا تشمئز قلوبهم عند ذكر الله تعالى؟!

لماذا يريدون شتم الله تعالى عندما يقول الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – لهم بأن آلهتهم لا تضر ولا تنفع؟!

لماذا يأبون أن يسجدوا لله تعالى وذلك لما أمروا بالسجود له تبارك وتعالى؟!

لماذا يستصغرون الله تعالى ويفضلون تلك الأنداد عليه بتعظيم وتقديس؟!

كل ذلك يؤدي إلى أن ادعاءهم بالتقرب إلى الله ادعاء كاذب. وقد أكدت عليه الآية الكريمة في القرآن الكريم.

وأليكم تلك الآيات البينات ومنها:

في سورة الأنعام الآية 108 قال تعالى : {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ} .

والدليل على انتقاص المشركين لله تبارك وتعالى موجود في سورة الأنعام الآية 136حيث قال:

{وَجَعَلُواْ للَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيباً فَقَالُواْ هَـذَا للَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَـذَا لِشُرَكَآئِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ للَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَآئِهِمْ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ}

يقول ابن كثير في تفسيره على هذه الآية:

"وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في تفسيره: كل شيء جعلوه لله من ذبح يذبحونه لا يأكلونه أبداً حتى يذكروا معه أسماء الآلهة وما كان للآلهة لم يذكروا اسم الله معه، وقرأ الآية حتى بلغ {ساء ما يحكمون} أي ساء ما يقسمون، فإنهم أخطئوا أولاً في القسمة، فإن الله تعالى هو رب كل شيء ومليكه وخالقه، وله الملك وكل شيء له وفي تصرفه وتحت قدرته ومشيئته، لا إله غيره ولا رب سواه، ثم لما قسموا فيما زعموا لم يحفظوا القسمة التي هي فاسدة بل جاروا فيها، كقوله جل وعلا: {ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون} وقال تعالى: {وجعلوا له من عباده جزءاً إن الإنسان لكفور مبين}" اهـ أكتفي إلى هنا.

وقوله تعالى في بيان عدم عبادتهم الله ورفضهم السجود له:

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُواْ لِلرَّحْمَنِ قَالُواْ وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً }سورة الفرقان:60

هذا المشرك الذي يدعو من دون الله ويعبد شيئا غير الله تعالى - الذي يقول إنني أتعبد الأصنام أو الشجر أو الحجر أو الشمس أو القمر أو النجوم تقربا إلى الله زلفى – على استعداد أن يسب الله تعالى نصرة لتلك الأشياء التي يعبدها ، هذا إن قيل له أن تلك الأشياء التي تعبدها لا تضر ولا تنفع بل الضار والنافع هو الله تعالى لا شريك له، تجده قد عبس واكفهر وجهه وهمّ في شتم الله عز وجل نصرة لهذه الإلهة التي يعبدها وغيرة عليها.

وعن ابن عباس، قوله: {وَلا تَسُبوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُون الله فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بغيرِ عِلْمٍ} قال: قالوا: يا محمد لتنتهينّ عن سبّ آلهتنا أو لنهجونّ ربك! فنهاهم الله أن يسبوا أوثانهم فيسبوا الله عَدْواً بغير علم.

ثم إن هؤلاء الكفار لم يثبت لهم التقرّب إلى الأنبياء ولا إلى الأولياء ولا إلى الله جل وعلا ، فهم يتقربون إلى الأصنام يرجون خيرها ويخافون شرها ، كما هو واضح بأن المشركين يعتقدون النفع والضر في تلك الأنداد ، وخير دليل وأوضح برهان وفد بني ثقيف وخبرهم مع رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – كيف أمرهم - صلى الله عليه وآله وسلم – بهدم الربة فأبوا أن يهدموها خوفا منها وهذا بعد إسلامهم وخبرهم مبسوط في كتب السيرة المتعددة .

وقد كلمني ممن تأثروا بكلمات ابن عبد الوهاب في كشف الشبهات وغيره من كتبه بأن كفار مكة كانوا أشد قوة وبأسا ، فلماذا يخادعون رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ويكذبون؟! وهل يخافون منه بل آذوه وعذبوا أتباعه ونال أتباعه من أذى قريش الكثير؟!!

أقول سؤال وجيه وجيد وأجيب على ذلك. بأن بداية الدعوة كانت بالمحاورة والمناظرة بين كبار قريش مثل الوليد بن المغيرة وعتبة بن ربيعة والنضر بن الحارث من جهة وسيدنا محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – من جهة أخرى ، فكان يناقشهم في دينهم وعقيدتهم في تلك الأصنام ، فكان دائما يظفر عليهم ويغلبهم بالحجة والبرهان الساطع تنفيذا بما أمره الله تعالى أن يجادلهم ويناقشهم كما قال جل وعلا:

{أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن } سورة النحل : 125

فكان – صلى الله عليه وآله وسلم – يثبت لهم وحدانية الله تعالى وقدرته دون هذه الأصنام التي لا تضر ولا تنفع ، لا تخلق ولا ترزق ولا تضر ولا تنفع ، ويأمرهم بالإيمان بالله وحده وعبادته ، وترك الأصنام يقولون بأن عبادتهم للأصنام إنما هي تقربا إلى الله تعالى ، وهذا الأمر كذب منهم واضح.

وعند قول الله تعالى في سورة الأنبياء الآية 101:

{إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ}

ففي تفسير هذه الآية لابن جرير الطبري قال:

"حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، عن ابن إسحاق، قال: جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فـيـما بلغنـي يوما مع الولـيد بن الـمغيرة، فجاء النضر بن الـحارث حتـى جلس معهم وفـي الـمـجلس غير واحد من رجال قريش، فتكلـم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرض له النضر بن الـحارث، وكلَّـمه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتـى أفحمه، ثم تلا علـيه وعلـيهم:

{إنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّـمَ أنْتُـمْ لَهاَ وَارِدُونَ لَوْ كان هَؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها وكُلّ فِـيها خالِدُونَ ....} إلى قوله : {وَهُمْ فِـيها لا يَسْمَعُونَ} .

ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقبل عبد الله بن الزِّبَعْرَي بن قـيس بن عدي السهميّ حتـى جلس، فقال الولـيد بن الـمغيرة لعبد الله بن الزّبَعْري:

والله ما قام النضر بن الـحارث لابن عبد الـمطلب آنفـا وما قعد، وقد زعم أنَّا وما نعبد من آلهتنا هذه حَصَب جهنـم .

فقال عبد الله بن الزِّبَعْري: أما والله لو وجدته لـخصَمته فسلوا مـحمدا: أكلّ من عبد من دون الله فـي جهنـم مع من عَبده؟ فنـحن نعبد الـملائكة، والـيهود تعبد عُزَيرا، والنصارى تعبد الـمسيح عيسى ابن مريـم. فعجب الولـيد بن الـمغيرة ومن كان فـي الـمـجلس من قول عبد الله بن الزِّبَعْري (ورأوا أنّه قد احتـجّ وخاصم. فذُكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم من قول ابن الزبعري، فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نَعَمْ كُلُّ مَنْ أحَبَّ أنْ يُعْبَدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَهُوَ مَعَ مَنْ عَبَدَهُ، إنَّـمَا يَعْبَدُونَ الشَّياطِينَ وَمَنْ أمَرَهُمْ بعِبـادَتهِ)). فأنزل الله علـيه:

{إنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الـحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ }.... إلى: {خالِدُونَ }
أي عيسى ابن مريـم، وعُزير، ومن عَبدوا من الأحبـار والرهبـان الذين مضَوا علـى طاعة الله، فـاتـخذهم مَنْ بعدهم من أهل الضلالة أربـابـا من دون الله. ... " اهـ

وفي تفسير ابن كثير لهذه الآية كذلك قال:

" ... عن ابن عباس قال: جاء عبد الله بن الزبعري إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: تزعم أن الله أنزل عليك هذه الآية {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ }

فقال ابن الزبعري: قد عبدت الشمس والقمر والملائكة وعزير وعيسى ابن مريم كل هؤلاء في النار مع آلهتنا ؟ فنزلت {وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ * وَقَالُواْ ءأَالِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاَ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ }
ثم نزلت {إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ أُوْلَـئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ }
رواه الحافظ أبو عبد الله في كتابه الأحاديث المختارة ." اهـ

ثم ذكر ابن كثير كلاما مثل كلمات ابن جرير الطبري ونجو قوله أيضا ، وكيف كان الوليد بن المغيرة والنضر بن الحارث قد أعجبوا من قول عبد الله بن الزبعري وخصومته وحجته.

وأقول معقبا على هذه القصة وما أستشف منها بأن قول عبد الله بن الزبعري بأنهم يعبدون عزيرا وعيسى بن مريم وأمه وكذلك الملائكة إنما هو قول كذب وذلك يريدون أن يفحموا سيدنا محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – فهم لا يعبدون إلا الأصنام فقط ويعظمونها ويقدسونها أيما تقديس ، إذ أنهم لا يريدون ذكر الله وحده ، وإذا ذكر وحده اشمأزت قلوبهم بل يريدون ذكر الأنداد ممن يعبدونها حقا وصدقا وليس فيما يدعونه عندما يناظرون ويناقشون ما واجههم به سيدنا محمد – صلى الله عليه وآله وسلم .

فمن ظن أنهم يعبدون عزيرا وعيسى بن مريم وأمه والملائكة فقد وهم في الأمر ، فهؤلاء لا يعبدونهم بل ذكروهم ليخاصموا رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – الظاهر بالحجة والبيان ، فلما باءت مساعيهم بالفشل ، سارعوا إلى عمه أبا طالب طالبين منه أن يكف ابن أخيه عنهم وعن دعوته للناس للدخول إلى الإسلام ، فقد ضاق بهم ذرعا من دعوته ، فقاموا يعرضون عليه من الأمور المغريات من الملك إن أراد أن يكون ملكا أو جاها أن يسودوه عليهم ولا يقطعون أمرا دونه ، أو يجمعون له مالا حتى يكون أكثرهم مالا أو يزوجوه أجمل امرأة إلى غير ذلك من المغريات على شرط وهو أن يترك دعوته إلى الإسلام ، فرفض رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – كل ذلك حتى لو أنهم وضعوا الشمس في يمينه والقمر في يساره أيضًا لا يترك هذا الأمر ولو أدى ذلك إلى حياته ومات من أجله صلى الله عليه وآله وسلم .

فلما رأوا رفض النبي لمغرياتهم وإصراره على المضي في دعوته ، وأن أبا طالب لا يسلمه لأي أمر أبدا وأن بنو هاشم يدافعون عنه ، قاموا بمقاطعة وهجر بني هاشم استمرت سنتين حتى فرّج الله عنهم كربتهم.

ولم يكتفوا بذلك بل أخذ كل واحد منهم يشد على من اتبع ودخل الإسلام من الضعفاء مثل آل ياسر وبلال بن رباح الحبشي وصهيب بن سنان الرومي و عبد الله بن مسعود وعثمان بن مظعون – رضي الله عنهم – تعذيبا وتنكيلا عليهم حتى يصدوهم عن الدين الحنيف .

ولم يقفوا إلى هذا الحد ، بل لمّا رأوا إصرار النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – في دعوته للناس ، قاموا في التشهير به وخلق الأقاويل الكاذبة والدعايات الإعلامية حسب وسائل الإعلام عندهم في ذلك والوقت وهو أن يبعثوا إلى كل وفود الحجيج من يخطب فيهم ويحذرهم من الجلوس إلى رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – والسماع إلى كلماته خشية كما هو قد حدث مع الصحابي الجليل طفيل بن عمرو الدوسي وكان سيد قومه قدم مكة حاجا فقابله نفر من قريش يحذرونه من رسول الله والسماع لأقواله، وقصته مبسوطة في كتب السيرة .

وكانوا يقولون عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – بأنه كذاب ، وتارة بأنه شاعر ، وتارة بأنه مجنون ، وتارة بأنه ساحر ، ثم أجمعوا واستقر رأيهم على أن يلقبوا رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – بالساحر .

وما نالت قريش من سيدنا محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – إلا بعد أن مات كل من عمه أبو طالب وزوجه السيدة خديجة بنت خويلد ، فكانا خير معين ومدافع عن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – حتى خرج إلى الطائف يطلب نصرتهم فقابلوه بالإسادة وسلطوا عليه سفهاءهم يعيبون عليه ويرمونه بالحجارة حتى دمت قدماه الشريفتان .

وبعد كل ما تقدم نعلم أن قريشًا عندما فشلت في الحوار معه – صلى الله عليه وآله وسلم – استخدمت اسلوب الترغيب ثم بعد ذلك تدرجت في السب والتعيير والتعذيب والشتم واستخدام القوة وذلك كله حجة العاجز الفاشل ، فقد قيل إذا رأيت مناظرًا يشتم مناظره فاعلم أنه قد خسر القضية
__________________

{قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ
ثم يقول محمد عبد الوهاب النجدي ما نصه:

فهؤلاء المشركون مقرون يشهدون أن الله هو الخالق الرازق وحده لا شريك له ، وأنه لا يرزق إلا هو ولا يحيي إلا هو ولا يميت إلا هو ولا يدبّر الأمر إلا هو وأن جميع السماوات السبع ومن فيهن والأرضين السبع ومن فيها كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره .

هذا نص كلامه وإليكم النقد لكلماته:

إن المشركين لا يقرون ولا يشهدون أن الله تعالى الخالق الرازق محيي المميت الذي يدبّر الأمر كله ، وإن أدعوا بذلك فهم يكذبون ، وما قالوا بهذا إلا بعد المحاججة وتبيين حقيقة تلك الأنداد التي عبدوها من دون الله بأنها لا تضر ولا تنفع .

والمشركون لا يطلبون الرزق من عند الله تبارك وتعالى ، ولذلك قال جل وعلا في كتابه الكريم

{إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لايَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُواْ عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُواْ لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}. سورة العنكبوت : 17

في هذه الآية نرى أن المشركين يعتقدون أن الأصنام ترزق وتنفع من دون الله تعالى فأمرهم الله تعالى أن يبتغوا الزرق من عنده وحده، وذلك لأن الكفار يطلبون ذلك من آلهتهم لاعتقادهم أنها ترزق ولها قدرة على الرزق من دون الله تعالى، فهذا دليل على أنهم لا يعتقدون بأن الله تعالى هو الرزّاق جل جلاله.

وبالنسبة بأن الله تعالى يحيي ويميت ، فإن المشركون لا يعتقدون أن الله تعالى يحي الميت بعد موته والدليل على ذلك عند قوله تعالى في سورة يـس:

{أَوَلَمْ يَرَ ٱلإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مٌّبِينٌ * وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحيِي ٱلْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا ٱلَّذِيۤ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُل خَلْقٍ عَلِيمٌ} الآية : 77 -80

ففي تفسير ابن كثير يقول:

" قال مجاهد وعكرمة وعروة بن الزبير والسدي وقتادة: جاء أبي بن خلف لعنه الله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده عظم رميم، وهو يفتنه ويذريه في الهواء، وهو يقول: يامحمد أتزعم أن الله يبعث هذا ؟ قال صلى الله عليه وسلم:

«نعم يميتك الله تعالى، ثم يبعثك، ثم يحشرك إلى النار»

ونزلت هذه الآيات من آخر يس {أَوَلَمْ يَرَ ٱلإِنسَـٰنُ أَنَّا خَلَقْنَـٰهُ مِن نُّطْفَةٍ } إلى آخرهن." اهـ

وفي هذه الآية أختلف المفسرون على من أنزلت هناك من أتى برواية بأنه أبي بن خلف وهناك من قال إنما هو العاص بن وائل و هناك من قال أنه عبد الله بن أبي بن سلول ، وعلى كل حال هذا دليل على أن المشركين لا يعتقدون في الله تعالى أنه يحيهم.

بل إن هناك إقرار من قبل من تأثروا بكلمات ابن عبد الوهاب وابن تيمية من المثلثة في التوحيد التي يدعوا إليها محمد عبد الوهاب وكذا ابن تيمية التي يتأسى به ، منهم عبد الرحمن عبد الخالق و عبد الرزاق العبّاد ، فأما عبد الرحمن عبد الخالق ففي كتابه "الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة" نشرتها جمعية إحياء التراث الإسلامي الكويتية، وقد أثنى على كتابه صالح الفوزان، يقول عبد الرحمن في ص15:[/size]

" أ- فالعرب يعتقدون في وجود الله، وأنه خالق الكون، منزل المطر، ولكن هذا الإله في نظرهم لا يستطيع إحياءهم بعد الموت، وليست له غاية من خلق الناس غير هذه الدنيا التي خلقهم فيها، فليس هناك قيامة ولا حساب ......"
اهـ

فهذا دليل على خطأ محمد عبد الوهاب فيما اعتقد أن المشركين يعتقدون أنه الله تعالى يحيي ويميت.

وأما عبد الرزاق العبّاد فقد قال في كتابه كتاب " القول السديد في الردِّ على من أنكر تقسيم التوحيد" له وقد أثنى عليه صالح الفوزان في مقدمته.

قال عبد الرزاق العبّاد في صفحة ص87 ما نصه:

" ثم هنا أمر لابدّ من تقريره وإيضاحه وهو أن قول أهل العلم عن المشركين بأنهم يعترفون بتوحيد الربوبية ليس المراد به أنّهم اعترفوا بهذا القسم من التوحيد على التمام، والكمال، فهذا لا يقول به أحدٌ من أهل العلم، وإنّما مرادهم تقرير ما ثبت في القرآن عن المشركين من اعترافهم بالخالق الرازق المدبر لشئون الخلق، فهذا من صفات الربوبية وخصائصها وقد آمن واعترف به المشركون، ثم هذا أيضًا ليس حكمًا عامًا مطردًا على جميع المشركين إذ منهم من وجد عنده حتى الشرك في الربوبية، ومنهم من آمن ببعض خصائص الربوبية دون بعض" اهـ

فإن كان الأمر كذلك فلا نصفهم بأوصاف المؤمنين أو نشبههم بالمؤمنين ، وقد دللت على ذلك وبينته واضحا في أحد مؤلفاتي أرد على مسألة تقسيم التوحيد ، في رسالة سميتها " الرد المحكم السديد على من أثبت تقسيم التوحيد "

وأما بالنسبة أن المشركين يكذبون في قولهم بأن الخالق الرازق هو الله جل جلاله ، فهناك آيات كثيرة تؤكد ذلك وهي قوله تعالى.

{ذَلِكُـمُ ٱللَّهُ رَبُّـكُمْ خَالِقُ كُـلِّ شَيْءٍ لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ}. سورة غافر الآية: 62
وكذلك قوله تعالى:

{ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ } سورة العنكبوت : 60.

وقال تعالى:{ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُون }سورة الزخرف الآية 87.

أنظر إلى قوله تعالى { فأنى يؤفكون } والإفك أشد الكذب وهذا دليل بأنهم يكذبون عندما يسألون بهذا السؤال من قبل رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – لأنه يجادلهم ويفحمهم ويسكتهم من خلال كلامه وحججه لهم، وأن هذه الأصنام لا تضر ولا تنفع لا تمشي ولا تتحرك ولا تبطش بيدها وليس لها عين ترى به وليسوا بأحياء ما هي إلا تماثيل نصبت.

ورسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – كان يناقشهم في عقائدهم الفاسدة وما يعتقدونه في آلهتهم وذلك لقول الله تعالى في كتابه الكريم { وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } سورة النحل: 125.

وكذلك سورة يونس قوله تعالى:

{قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَآءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ ٱلْمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ * فَذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ ٱلْحَقِّ إِلاَّ ٱلضَّلاَلُ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ * كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ فَسَقُوۤاْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ * قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ ٱللَّهُ يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ} . الآية 33 -

أنظر قوله تعالى فأنى يؤفكون والإفك هو الكذب وتجد تفسير ذلك عند قول الله تعالى في سورة المؤمنون الآيه 84 – 90 يقول الله تعالى:

{قُل لِّمَنِ ٱلأَرْضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَاوَاتِ ٱلسَّبْعِ وَرَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ * قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجْيِرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ * بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }

وقد نقل محمد عبد الوهاب تلك الآيات دون أن يذكر الآيات التي تؤكد على كذب دعواهم.

وهناك من أخطأ فهم مقصدي في ذلك حيث قال بأن الله تعالى كذب قولهم بأنه خالق الكون وأنه له ملكوت كل شيء ، والرد على هذا الأمر بأن فعل الكفار كمثل فعل المنافقين الذين يقولون لرسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – نشهد إنك لرسول الله ، والله تعالى كذب قولهم ليس معنى ذلك أن الله تعالى كذب قولهم بأن رسول الله ليس برسوله ، بل إن المنافقين يكذبون في قولهم هذا لأنهم لا يعتقدون فيه بأنه رسول الله ، وشهادتهم هذه كذب فقد آمنت أفواههم ولم تؤمن قلوبهم ، فالإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل ونطق به اللسان.
__________________

{قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

ــــــــــــــــــــــ
للموضوع بقيه نتابع النقد كتاب كشف الشبهات:

ثم انظر إلى أخطاء محمد عبد الوهاب النجدي بعد ذلك لتتحقق كيف يهم في الأمر ويحسب أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – مؤمنون إلا أنهم لا يدعون الله تعالى بل يدعون أصنامهم ويعبدونها، إليك نص كلامه:-

فإذا تحققت أنهم مقرون بهذا، ولم يدخلهم في التوحيد الذي دعاهم إليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وعرفت أنت التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد كما يدعون الله ليلا ونهارا.

ثم منهم من يدعو الملائكة لأجل صلاحهم وقربهم من الله ليشفعوا له ، أو يدعون رجلا صالحًا مثل اللات أو نبيًّا مثل عيسى ، وعرفت أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قاتلهم على هذا الشرك، ودعاهم إلى إخلاص العبادة لله وحده ...

يقول العبد الفقير بدر الوراد:

هل اللآت والعزى ومناة وهبل ونائلة وإيساف كانوا رجالا صالحين أتخذتهم قريش آلهة ليتقربوا بهم إلى الله؟؟!!

ما الدليل على أنهم رجال صالحون؟!

ثم قصة التقرب إلى الله تعالى من قِبل المشركين قصة غير حقيقية فهم يدعون هذا الادعاء أمام رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – بالكذب كما مر معنا، ورسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – لم يقاتلهم على تقربهم إلى الله تعالى بل على عبادتهم لهذه الأصنام.

ولم يقاتلهم رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – لأنهم يريدون من الملائكة وعيسى وموسى وغيرهم – عليهم الصلاة والسلام – ليشفعوهم عند الله لأن هذا ليس بشرك ، وهذا ادعاء فيه كذب منهم لرسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – بل قاتلهم على عبادتهم لهذه الأوثان.

وليس سؤال الله تعالى وطلب الشفاعة إلى أحب وأقرب مخلوق إلى الله تعالى شركا، فهل يشرك الناس جميعا في يوم المحشر عندما تدنو الشمس من الرؤوس حيث يذهب الناس إلى جميع الأنبياء يطلبون منهم أن يشفعوا لهم عند الله كي يخفف عنهم شدة هذا اليوم فيعتذرون حتى يصلوا إلى رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – فيقول : (( أنا لها )) فيسجد تحت العرش فيُقال له : (( ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع )) كما جاء في الصحيح.

هذا الأمر ليس بشرك فمحمد عبد الوهاب النجدي هذا قد اختلطت عليه الأمور وما عاد يفرّق أو يميّز ما هو الشرك المحض وما هو العبادة المقصودة وما هي التوسل والشفاعة وغير ذلك. ويجب أن يعرف ويعيه قبل أن يقتحم في امر هو ليس به أهل.

ثم قال بعد ذلك

وتحققت أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إنما قاتلهم ليكون الدعاء كله لله والنذر كله لله تعالى والذبح كله لله والاستغاثة كلها لله وجميع أنواع العبادة كلها لله.

يقول العبد الضعيف بدر الوراد:

إذا كان رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – قاتل الكفار لأنهم يدعون من دون الله وينذرون لتلك الأصنام ويطلبون الغوث منها وذلك لأنهم يعتقدون أنها تضر وتنفع من دون الله تعالى، فالضار والنافع هو الله تعالى لا شريك له دون هذه التماثيل التي كانوا لها عاكفين يعبدونها.

فقد انتصروا لأصنامهم ويريدون أن تعلو كلمة الأصنام ، ويقدِّرونها ويطلبون منها النصر والمعونة والرزق وكل شيء منها.

وعلى ذلك قاتلهم رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – وحاربهم في غزواته مثل بدر وأحد والأحزاب وغيرها.

وقول محمد عبد الوهاب النجدي ما نصه:
__________________

{قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

وعرفت أن إقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الإسلام.

كذا قال ويقول الراجي رحمة ربه بدر الوراد:

تقدم من كلامي السابق في أكثر من مؤلفاتي وكلماتي عبر المنتديات وخاصة في هذا المنتدى الموقر بأنه لا يوجد تقسيم للتوحيد إلى ثلاثة أو أربعة أو ألف تقسيم، وأن هذا التقسيم تقسيمٌ مبتدع، حيث أن أول من قال بالتقسيم هو ابن بطة العكبري المجسم، وهو خلفي من الخلف ولد سنة 304 وتوفى سنة 378 من الهجرة.

وتبعه كثير من المضللة وعلى رأسهم ابن تيمية حيث روّج هذه الفكرة المشئومة التي منها تم تكفير المسلمين ورميهم بالشرك بل وتفضيل المشركين الذين قاتلهم رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – على المؤمنين اليوم، وسوف يمر بنا كلام لابن عبد الوهاب النجدي كيف رمى مخالفيه من المؤمنين بالشرك ويصفهم بالمشركين... متشبهًا بإخوانه الخوارج .

وأن هناك من المثلثة في التوحيد قد اعترفوا أخيرًا خطأ اعتقاد أن المشركين من أهل مكة وغيرها كانوا مقرين بالربوبية، أي أن خالقهم ورازقهم والمتصرف في الكون هو الله تعالى، وقد مر بنا أن هذا القول على إقرارهم عند المناظرة والمحاججة فقط لأن لا جواب عندهم غيره على الرغم من أن اعتقادهم عكس ما يقولون، والآيات الكريمة تثبت كذب دعواهم هذا.

بل كانوا يدعون أنهم يعبدون الملائكة وعيسى وعزيرا كذبا بل ليخاصموا رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – الظاهر بالحجة والبيان، والغالب بفضل الله تعالى عليهم في كل مكان وكل آن.

وعرفنا أنهم لا يتقربون إلى الله تعالى ولا إلى أي شيء سوى الأصنام كما مر معنا، ولا حتى شفاعتهم لأنهم لا يطلبون الشفاعة من عند الله أو من عند أحد غيره سوى الأوثان التي يعبدونها، لأنها معظمة في نفوسهم ، فنرى محمد عبد الوهاب النجدي مازال مصرًا على غيه ونعته للمشركين بأنهم يريدون التقرب والشفاعة.

ثم أنه لا يوجد فرق بين الربوبية والألوهية في الشريعة الإسلامية من حيث المعنى ، فمعناهما أنه تعالى هو

المؤثر في العالم إيجادا وإعداما المستحق للعبادة

هذا هو المعنى الحقيقي بالضبط فالإله ليس له معنى زائد على الرب ويهديك لذلك قوله تعالى في سورة الصافات حكاية عن سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: { وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ * إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ* إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ * أَئِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللهِ تُرِيدُونَ * فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ}.

وإطلاق الشارع الحكيم بلفظ ( الإله ) بأنه المؤثر في العالم إيجادا وإعداما وأما ( الرب ) هو المعبود أي المقصود به هو الله تعالى رب العالمين.

قال تعالى في سورة آل عمران: الآية 64: {قُلْ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ كَلَمَةٍ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ ٱللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ ٱشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }

ولقال ألا يتخذ بعضنا بعضا آلهة، ولذلك أنه لا فرق بين الإله والرب في الشريعة الإسلامية.

وفي سورة القصص الآية 71 -72 {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلَّيْلَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرْمَداً إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلاَ تُبْصِرُونَ}.

ولم يقل الله تعالى من رب غير الله بأتيكم بضياء ، أو من رب غير الله يأتيكم بليل ، وذلك لأنه لافرق بين الإله والرب في المعني بالشريعة الإسلامية، وهذه الآية صريحة بأن الإله هو الرب حيث قال تعالى {مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ} وكذلك قوله {مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ} .

وإذا كانوا مقرين بالربوبية كما يدعون فلم يسألون في قبورهم ( من ربك؟ ) نريد جوابا من غير لف أو دوران أو تأويل لأن التأويل ممنوع عند أتباع ابن عبدالوهاب في العقيدة.

ونرى قصة سيدنا إبراهيم – عليه الصلاة والسلام – كيف كان يبحث عن ذلك الإله الخالق كما جاءت سورة الأنعام الآية : 76 - 78 عند قوله تعالى:

{فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ ٱلْلَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لاۤ أُحِبُّ ٱلآفِلِينَ * فَلَمَّآ رَأَى ٱلْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلضَّالِّينَ * فَلَماَّ رَأَى ٱلشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّآ أَفَلَتْ قَالَ يٰقَوْمِ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ }.

نرى أن سيدنا إبراهيم – عليه الصلاة والسلام - يبحث عن ربه!!

فكيف يُقال أن المولود يولد وهو يعرف ربه بالفطرة؟!

بل إن المولود يحتاج إلى من يعلمه من ربه وما هو دينه!!

و إلا صار فريسة لمن يعلمه الشرك أو التجسيم أو ملة غير ملة الإسلام.
__________________

{قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

أحبتي في الله ، يا حراس العقيدة وحماة الإسلام

ترون أن أغلب كلامي في نقد شبهات محمد عبد الوهاب النجدي مختصرة وقليل ما أوضح واستشهد بالآيات والأحاديث وأقدم بين يديكم الروابط التي تشرح ما قلته مثلا في مسألة تقسيم التوحيد تجد الرابط

ملاحظاتي حول كلام ابن عثيمين

وبالنسبة أن المتمسلفة لهم علاقة أو أن عقائدهم تدعوا للإرهاب الفكري كما هي كلمات ابن عبد الوهاب فإليكم الرابط

المتمسلفة أتباع ابن عبد الوهاب والإرهاب

الإحتجاج بالفطرة في العقيدة

الاعتقاد النفع والضر في الأصنام

المقصود بالسلف الصالح عند اتباع ابن عبد الوهاب

وبالنسبة حال الصنعاني وعلاقته بمحمد عبد الوهاب النجدي إليكم هذا الرابط
الصنعاني يفضح جرائم ابن عبد الوهاب

هذه فقط هدايا من ضمن الردود والنقد من قبلي ومن قبل السادة المشاركين الكرام في هذا المنتدى ... وشكرًا

وسوف أتباع النقد على ابن عبد الوهاب
__________________

{قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

انظر ماذا يقول محمد عبد الوهاب النجدي:

وأن قصدهم الملائكة والأولياء يريدون شفاعتهم والتقرب إلى الله بذلك هو الذي أحل دماءهم وأموالهم.

أقول:
وهذا خطأ ووهم من محمد عبد الوهاب النجدي فرسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – لم يقاتلهم على ذلك أبدا، بل قاتلهم لعبادتهم وتعظيمهم لتلك الأصنام وتقديسها وحبها من دون الله تعالى على احتقارهم وعدم تقديرهم لله تعالى، فما قدروا الله حق قدره.

ومن أجل ذلك قاتلهم رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – واستحل دماءهم وأموالهم!! فتنبه لذلك يرحمني ويرحمك الله تعالى!!
__________________

{قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

ومن كلمات محمد عبد الوهاب النجدي يقول:

عرفت حينئذ التوحيد الذي دعت إله الرسل وأبى عن الإقرار به المشركون ، وهذا التوحيد هو معنى قولك: لا إله إلا الله .

التوحيد الذي دعت إليه الرسل – صلوات الله عليهم أجمعين – ليس في توحيد البدعي هذا والذي يريد به توحيد الألوهية فهذا وهم من قبل المثلثة في التوحيد.

وإن القول بأن المشركين مقرين بوجود الله تعالى إلا أنهم لا يعبدونه، وأن الله تعالى بعث الأنبياء كي يهدون الناس لعبادة الله تعالى فقط، فهذا كلام باطل ويبطله قوله تعالى حكاية عن سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وهو يقول لقومه:

{ قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فطَرَهُنَّ وَأَنَاْ عَلَى ذلِكُمْ مِّنَ الشَّاهِدِينَ } سورة الأنبياء الآية: 56.

هنا نرى قول سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام لقومه بأنه جاءهم بالحق بأن ربهم هو رب السماوات والأرض الذي فطرهن دون هذه التماثيل التي كانوا لها عاكفين يعبدونها، وهذا دليل على أنهم غير مقرين بوجود الله تعالى وأنه رب السماوات والأرض، فكيف يُقال أن الأنبياء جاءوا لتوحيد ألوهية دون ربوبية وذلك أن الكفار مقرين بوجود الله تعالى؟؟!! فتأمل!!

وسيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام قال للسجينين الذين دخلا معه السجن.

{ ياصَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَّفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } سورة يوسف الآية: 39.

وفي هذا إشارة على أنهم يعتقدون الربوبية بتلك الأصنام والأوثان.

ولا فرق بين الرب والإله هنا... إن كان هذا ربك فهو إلهك.

والمشهور عنهم – أعني عن الكفار - أنهم يقولون حيث يصفون هذه الحياة الدنيا بأنها ماهي إلا أرحامٌ تدفع وأرضٌ تبلع وما يهلكهم إلا الدهر فأنزل الله تعالى: {وَقَالُواْ مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} سورة الجاثية الآية: 24 .

فتجد أن عقائد المشركين مختلفة في ذلك الوقت وليسوا على عقيدة واحدة.
__________________

{قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

ثم يقول ابن عبد الوهاب النجدي:

فإن الإله عندهم هو الذي يقصد لأجل هذه الأمور سواء كان ملكًا أو نبيًّا أو وليًّا أو شجرة أو قبرًا أو جنيًّا .

أقول في كلامه أمور وهي:
إن معنى الإله عند المشركين من قبل هي نفس المعنى عند المثلثين في التوحيد بهذا العصر من أتباع محمد عبد الوهاب النجدي.

وترى اتباع ابن عبد الوهاب النجدي ملهفون في وصف الكفرة المشركين بالمؤمنين بأي طريقة كانت وبأي أمر كان.

والمشركون لم يعبدوا قبرًا أو شيئا كهذا ، وما قول محمد عبد الوهاب النجدي إلا تمهيد لرمي مخالفية بأنهم عبّاد قبور ومشركين قبورية من هذا النبز بالألقاب.
__________________

{قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ
ـــــ
للموضوع بقيه

ولم يريدوا أن الإله هو الخالق الرازق المدبّر، فإنهم يعلمون أن ذلك لله وحده، كما قدمت لك وإنما يعنون بالإله ما يعني المشركون في زماننا بلفظ ( السيد ) .

يقول بدر الوراد الراجي لرحمة ربه:

هذا من الخطأ والوهم باعتقاد أن المشركين يعتقدون بربوبية الله إن وافقنا على تقسيم التوحيد، وقلنا أنه تقسيم مبتدع، وقد مر معنا أن من أنصار وأتباع محمد عبد الوهاب النجدي من أظهر الحقيقة بأن المشركين لا يعتقدون بالربوبية بالصورة التي تكلموا عنها، وقد أثبت قبلهم ذلك وكثير من أهل العلم أثبتوا بعدم وجود التقسيم في التوحيد وبعدم إيمان المشركين في تلك الأقسام في التوحيد عند المثلثة.

ثم نريد أن نعرف من هم هؤلاء المشركون الذين هم في زمن محمد عبد الوهاب النجدي؟ نجد أن أغلبهم من أهل المذاهب الأربعة من أصحاب صفاء النفوس ومن أهل الله وأوليائه. ومن وافقهم من الطوائف الإسلامية الأخرى .

ثم لفظ ( السيد ) هذه تطلق لمن له مقام مرفوع وأغلب ما تطلق لمن ينتسب لآل البيت – رضي الله عنهم – من باب الاحترام والتقدير من الناس لهم، وهناك منهم أئمة أعلام في الأخلاق والتقوى والعبادة لله تعالى كالسيد أحمد الرفاعي والسيد أحمد التيجاني والسيد أحمد البدوي والسيد أبو الحسن الشاذلي وغيرهم رضي الله عنهم ، فهؤلاء ينتسبون إلى آل البيت رضي الله عنهم.

فهؤلاء عباد الله شهد لهم المؤمنون في صلاحهم وتقواهم كما تجد تراجمهم معروفة عن أهل العلم ، وهناك ممن يزور قبورهم ويترحم عليهم ، ومنهم من يذبح الذبائح ويتصدق بلحمها لزوارهم ويهدي ثواب أجر الصدقة لهم ، مثلا هناك من يزور ضريح الشيخ أحمد البدوي – رحمه الله – ويتصدق بالصدقات ويطعم الطعام ويجعل أجر هذه الصدقة للسيد أحمد البدوي يهديه له كما فعل سيدنا سعد بن عبادة – رضي الله عنه – عندما ماتت أمه حفر بئرًا وجعلها صدقة عن أمه.

فإن كان يقصد محمد عبد الوهاب ذلك الأمر بأن الناس اتخذتهم كآلهة فهذا من الخطأ بل هذا افتراء عليهم وتضليل للناس بل وفيه تكفير للمؤمنين ، وإساءة التفكير ضدهم ، وفيه إساءة الظن بهم ، نعوذ بالله من ذلك كله.

وإن كان يقصد بأن المؤمنين يدعون الإمام السيد أحمد الرفاعي بالغوث أو بالإمام محمد بهاء الدين شاه النقشبندي بالإمام الغوث بأنه يغيث من دون الله تعالى ، فهذا توهم من محمد عبد الوهاب النجدي ضد المؤمنين ، فيجوز أن يُقال بأن المؤمن غوث ، وأن المطر يغيث ولكن تحت مشيئة الله تعالى وإرادته ، إذا شاء الله تعالى تحقق الشيء ، وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين.

عن ‏ ‏أبي هريرة ‏- رضي الله عنه – قال : ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم :‏ (( ‏من ‏ ‏نفس ‏ ‏عن مسلم ‏ ‏كربة ‏ ‏من ‏‏ كرب ‏‏ الدنيا ‏ ‏نفس ‏ ‏الله عنه ‏ ‏كربة ‏ ‏من ‏ ‏كرب ‏ ‏يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه...)) صحيح مسلم .

فالمؤمن هو الغوث وهو منفّس الكرب ، وهو يستر العيوب ، وهو ييسر على المعسر وكل ذلك بتوفيق الله له جعله كذلك لأنه في عون عباد الله والله يكون في عونه ويوفقه ، ويحقق الله مراده ، وليس في ذلك تأليه الشخص على الله جل وعلا ، فلا نريد السطحية في التفكير، فتأمل!!
__________________

{قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }
ثم يقول ابن عبد الوهاب ما نصه:

فأتاهم النبي – صلى الله عليه وسلم – يدعوهم إلى كلمة التوحيد وهي: لا إله إلا الله ، والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرّد لفظها.

أقول بأنه قول صحيح هو معنى لا إله إلا الله ، ونفي الأنداد من دونه ، ومن تلفظ بهذه الكلمات كان رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – يتركه ولا يؤذيه ولو كان في غزواته وحروبه صلى الله عليه وسلم بل يضمه مع المسلمين إلى أن الله ينير قلبه ويكون مؤمنا حقا وصدقا ، وهذا واضح وبينٌ في فتح مكة في العام الثامن من الهجرة والخبر مبسوط في السير.

أما دعوته والتفريق بين الربوبية والألوهية فهذا توهم منه بل إن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – لم يفرق بين الألوهية والربوبية في دعواه بل إذا كان الله إلهك فهو ربك كما مر معنا.

أما قول القائل بأن العمل مندرج تحت الإيمان بحيث أنه أصل الإيمان فهذا مخالف .

ثم قال محمد عبد الوهاب النجدي بعد كلام ما نصه:

فإذا عرفت أنّ جهّال الكفار يعرفون ذلك فالعجب ممّن يدّعي الإسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهّال الكفرة ، بل يظن أنّ ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب لشيء من المعاني. والحاذق منهم يظنّ أن معناها لا يخلق ولا يرزق ولا يدبر الأمر إلا الله ، فلا خير في رجل جُهّال الكفار أعلم منه بمعنى لا إله إلا الله

يقول بدر الوراد:
في كلامه أمور منها:-

أن جهال مشركي قريش أعلم من المسلمين بكلمة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) وهذا بحد ذاته طامة كبرى ، فمشركي مكة يعرفون أن ذلك نفي الآله التي تعبدونها وتعظموها كما مر معنا وصرف تعظيمهم وعبادتهم لله تبارك وتعالى ، وهذا ينافي عملهم فهم لا يعترفون بالله عز وجل بأنه الخالق الرازق المستحق للعبادة دون غيره ، فأبوا ذلك إلا أن يّظهروا التعظيم لآلتهم.

والمسلمون جميعا حتى الذين عاصروا محمد عبد الوهاب ومن جاء من بعدهم إلى يومنا هذا يعرفون معنى كلمة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ليس كما يدعيه فيهم.

أما قوله بأن العجب ممن يدعي الإسلام ...الخ هرائه ، فهذا دليل على تكفير المسلمين المعاصرين له بأنهم مدعين للإسلام وهم ليسوا كذلك ، وفلا بد أن نعرف كلمة يدعي حتى نقي أنفسنا وأن لا ننزلق بما انزلق به محمد عبد الوهاب النجدي وأتباعه .

فمثلا أنك تقول هذا يدعي بأن ذلك الشيء أو تلك الحاجة له وفي الحقيقة هي ليست له ولكنه يدعي أنها له ، إذن فهو مدّعي ، وتجد الشاعر يقول


كلٌ يدعي وصلا بليلى ==== وليلى لا تقر لهم بذاكا

وهذه هي نظرته تجاه المسلمين بأنهم ليسوا على الإسلام وما دخلوا الدين بل إن مشركي مكة وجهالهم أفضل وأعلم منهم بالتوحيد والإيمان.

وأن من تلفظ بحروف هذه الكلمات وهي ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) فقد حكم النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – بإسلامه ، وقد أنكر – صلى الله عليه وآله وسلم - على سيدنا أسامة بن زيد عندما قتل لذلك المشرك الذي قال لا إله إلا الله لمّا ظفر عليه وتجد قصته موجودة في صحيح البخاري .

فعن أُسامةَ بن زيد رضيَ الله عنهما يقول: «بَعثَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى الحُرقَة، فصبَّحْنا القومَ فهزَمْناهم، ولحِقْتُ أنا ورجلٌ منَ الأنصارِ رجلاً منهم، فلما غَشِيناهُ قال: لا إِلهَ إلاّ الله، فكفَّ الأنصاريُّ عنه، فطعنتْهُ برمحي حتى قتَلْتُه. فلما قدِمنا بَلغَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا أُسامة أقتلتَهُ بعدما قال لا إِلهَ إلاّ الله؟ قلتُ: كان متعوِّذاً. فما زال يُكرِّرُها حتى تمنَّيتُ أني لم أكن أسلمتُ قبلَ ذلكَ اليوم». رواه البخاري

وفي رواية أخرى : فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عاتب أسامة عتاباً شديداً وقال: يا أسامة كيف تقتل رجلاً يقول لا إله إلا الله؟ قال: يا رسول الله إنما قالها خوفاً من القتل، فقال صلى الله عليه وسلم: (هلا شققت عن قلبه؟) وبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة كُلَّما رأى أسامة عاتبه على ذلك حتى تمنَّى أنه لو لم يسلم إلا بعد هذه الحادثة.انظر الطبراني في الكبير(18/226) وابن أبي شيبة (7/328).

وبقية كلام محمد عبد الوهاب النجدي عبارة عن ظنه بأن مشركي مكة يعرفون معنى توحيد الألوهية التي اكتشفت في القرون المتأخرة جدا ووضعوا عليها شرحا ، ولا دليل لهم من الكتاب والسنة إلا ما خمّنوه وتوهموه حسب هواهم وتقليدهم لشيخ أضله الله على علم.

وهناك من يقول وهو يشرح كلمات محمد عبد الوهاب النجدي بأن الناس يجهلون الشرك وهو ما أوقعهم في الضلال بسبب جهلهم بالشرك وبالتوحيد .

وأقول: بأنه كلام ساذج لا قيمة له بعد معرفة الناس لربهم وما يجوز وما هو حق وواجب له تعالى وما يستحيل أن يوصف به جل وعلا ، فالكل يعرف الحق الواجب له وبذلك لم يقع أحد من الناس ممن يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله في حبائل الشرك .
__________________

{قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }
ثم قال بعد ذلك:

إذا عرفت ما قلت لك معرفة قلب ، عرفت الشرك بالله قال الله فيه :
{ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } [النساء : 48]
وعرفت دين الله الذي أرسل به الرسل من أوّلهم إلى آخرهم ، الذي لا يقبل الله من احد دينّا سواه ، وعرفت ما أصبح غالب النّاس فيه من الجهل بهذا.
أفادك فائدتين : الأولى: الفرح بفضل الله ورحمته كما قال تعالى:
{ قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون } [يونس: 58] وأفادك أيضًا الخوف العظيم

هذا نص كلامه وإليكم النقد لكلماته:

نعم عرفنا الدين الصحيح الذي أرسل الله تعالى جميع أنبيائه دون ما يعنيه محمد عبد الوهاب في تقسيم توحيد شيء دون شيء آخر من هذه التقسيمات البدعية في مسألة التوحيد ، ونعرف أن الله تعالى لا يقبل شيئا يوم القيامة إلا دين الإسلام فقط دون غيره ، وتجد أن محمد عبد الوهاب كثير الكلام ، وهذا ما يتميز به الحشوية في الهذر بكلام لا طائل من ورائه ، وقد رددنا على هذه الأمور بما يغني عن إعادتها هنا.

ثم يقول بعد ذلك:

فإنك إذا عرفت أن الإنسان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه وقد يقولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل

يقول العبد الفقير بدر الوراد:

إن من يقول كلاما فيه كفر مثل من يسب الله تعالى ورسوله – صلى الله عليه وآله وسلم – أو يستهزيء بالدين وبالسنة أو يقول كلمة فيه تعظيم لدين غير دين الإسلام وغير ذلك من الأمور المبسوطة في كتب الفقه في باب الردة فهذا كفر ويكون مرتدًا عن الدين خارج من الإسلام ، وهذا الأمر لا شأن له بالشرك الذي يلجلج به صاحبنا محمد عبد الوهاب التميمي النجدي ، ولكن العجب العجاب عندما قال بعد ذلك:

قد يقولها وهو يظن أنها تقربه إلى الله تعالى كما كان يظن المشركون

يقول بدر الوراد:

إن من فعل الأمور الكفرية وارتد عن الدين يكون كافرًا ، فكيف يريد بهذه الأمور الكفرية التقرّب إلى الله تعالى؟!!

نريد أن نعرف ماذا يقصد هذا الرجل من كلماته تلك؟!

هل يقصد قول الله تعالى : { أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَـفَّارٌ } سورة الزمر: 3.؟؟؟؟

فقد بيِّنَّا أن هذا الكلام كذب من قِبل المشركين كما مر معنا ، وأنهم لا يتقربون إلى الله تعالى ، إنما تقربهم وتعظيمهم هذا كان للأوثان التي يعبدونها من دون الله سبحانه وتعالى في علاه .
__________________

{قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }
ثم يقول محمد عبد الوهاب التميمي النجدي:

خصوصًا إن ألهمك الله ما قصَّ عن قوم موسى مع صلاحهم وعلمهم ، وأنهم أتوه قائلين:
{ اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة } [ الأعراف : 138]
فحينئذ يعظم حرصك وخوفك على ما يخلصك من هذا وأمثاله.

يقول بدر الوراد:

الحمد لله تعالى إن في هذه الأمة الإسلامية لم تفعل كما فعلت بنو إسرائيل لسيدنا موسى – عليه الصلاة والسلام – وقالت لسيدنا محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – اجعل لنا إلهًا كما للمشركين إلهًا !!

فأين تأليه شيء غير الله تعالى في هذه الأمة يا محمد عبد الوهاب النجدي؟!

فأين من عبد شيئا غير الله أو طالب بعبادة شيء غير الله في هذه الأمة يا محبي محمد عبد الوهاب النجدي؟!! ما هذا الكلام الذي يُقال؟!!

وأما من يبرر بقصة ذات أنواط مثلا فلابد أن نعرف ونعي الأمر جيدا

فقصة ذات أنواط فإنها شجرة كان المُشرِكون يُعَلِّقون أسلحتهم عليها ؛ تعظيماً لها بِغَيْر عِلَّة صَحِيْحَةٍ!! وعَبَدُوْهَا من دون الله تعالى!! وسؤال (حَدِيْثِي العَهْدِ بِالكُفْرِ مِنَ الصَّحابة رضي الله تعالى عنهم) لسيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم إنما كان: أن يجعل لهم مثل تلك الشجرة ، للتعظيم وللعِبَادة؛ هكذا يُفيد السُّؤال وهكذا ما يُفيد جواب رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - لهم، لأنهم أرادوا تقليد المشركين ، فلابد أن أنبه هنا عن أمر تقليد المشركين وهو:

1) أن تعظيم الأشياء متوقف على علةٍ صحيحةٍ ، وهي تعظيم الشرع لها، فلا يصح تعظيم شيء بالهوى والتشهي .

2) عدم تقليد المشركين والتشبه بهم فيما لا تتحقق فيه المصالح الشرعية ، وإلا فالعمل به جائز على الوجه الشرعي.

وقولنا بأن شجرة ذات أنواط كان المشركون يعظمونها من غير علة صحيحة وذلك لأنها ليست معظمة كتعظيم بيت الله الحرام فإن المشركين يعظمونها ، فجاء الإسلام يدعو بتعظيمها والتشديد على حرمتها ، كان للعرب المشركين أربعة أشهر حرم ، فجاء الإسلام وأقرها بأنها أشهر حرم ، فتلك الأمور كان المشركون يعظمونها ولا يعبدونها .

أما هذه الشجرة فكانت تعظم وتعبد من دون الله تعالى ، فالإسلام جاء لتوحيد الله – عزّ وجلّ – فتعظيم الشجرة ليس فيه أي فائدة أو مصلحة وعبادتها ينافي عقيدة التوحيد.
وما جرى هذا الكلام وهذا الطلب إلى النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – من حديثي العهد بالكفر من الصحابة ممن لم يكتمل الإيمان في نفوسهم بعد كما اكتمل لكبار الصحابة كأمثال أسيادنا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم رضي الله عنهم.
__________________

{قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }
واعلم أن الله تعالى بحكمته لم يبعث نبيًّا بهذا التوحيد إلا جعل له أعداء كما قال تعالى:
{ وكذلك جعلنا لكل نبّي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا }

يقول بدر الوراد:

نعم وهذا صحيح ، فمن قرأ قصص الأنبياء والمرسلين يجد الأمر كما قال ابن عبد الوهاب ، لأنهم – أعني الأنبياء والمرسلين – جاءوا بتوحيد الله تعالى التوحيد المعروف وليس توحيد الذي فهمه محمد عبد الوهاب وأتباعه وهو تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أو أربعة!! فكونوا على حذر من ألاعيب محمد عبد الوهاب النجدي في الخطاب!!
__________________

{قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ
وقد يكون لأعداء التوحيد علوم كثيرة وكتب وحجج كما قال تعالى:
{ فلما جاءتهم رسُلهم بالبينات فرجوا بما عندهم من العلم } [غافر:83]

يقول بدر الوراد:

لا تعليق لدي على كلامه هذا ولكن أريد أن أعرف ما الذي يريد أن يرمي إليه من هذا التمهيد؟!

فهو يريد أن يصل إلى هدف معين ، فما هو؟!! ومن يقصد من أهل العلم و الحجج وأهل الفصاحة؟!
فلنتابع كلامه.

يقول بعد ذلك:

إذا عرفت ذلك أن الطريق إلى الله تعالى لابد له من أعداء قاعدين عليه أهل فصاحة وعلم وحجج ، فالواجب عليك أن تعلم من دين الله ما يصير سلاحًا تقاتل به هؤلاء الشياطين الذين قال إمامهم ومقدمهم لربك عز وجل:
{ لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم * ثم لآتينّهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين } [ سورة الأعراف ]

يقول العبد الضعيف:

كلام لا تعليق عليه ، نعم يجب على كل فرد مسلم أن يتسلح بسلاح العلم ، وأعني العلوم الشرعية من العقيدة والفقه والحديث والتفسير وقراءة السيرة والتخلّق بكل خلق سني حتى يستطيع المرء المسلم مواجهة أعداء الدين ، فهم كثر ولهم أساليب تشبه الحق وليست بحق ممن لا يدينون بدين الإسلام ، كالدهرية في عصرنا والفلاسفة وشبهاتها وغيرهم .

وقد أظهر الله تعالى دينه بأهل العلم الأفاضل وارثي النور النبوي الشريف كحجة الإسلام الإمام الغزالي حيث ظهر كتابه " تهافت الفلاسفة " يرد على شبه من تأثر بالفلاسفة من أرسطوا طاليس وإفلاطون ولا أدري من!! من هؤلاء ، والتحصن بالعلوم الشرعية كعلم الكلام الذي قال فيه الإمام الغزالي ما نصه:

"ثم إني ابتدأت بعلم الكلام فحصلته وعقلته ، وطالعت كتب المحققين منهم ، وصنفت فيه ما أردت أن أصنّف ، فصادفته علمًا وافيا بمقصوده ، غير وافٍ بمقصودي ، وإنما مقصوده حفظ عقيدة أهل السنة والجماعة وحراستها عن تشويش أهل البدعة ، فقد ألقى الله تعالى إلى عباده على لسان رسوله عقيدة هي الحق على ما فيه صلاح دينهم ودنياهم ، كما نطق بمعرفته القرآن والأخبار ، ثم ألقى الشيطان في وساوس المبتدعة أمورًا مخالفة للسنة ، فلهجوا بها وكادوا يشوشون عقيدة الحق على أهلها ، فأنشأ الله تعالى طائفة المتكلمين ، وحرك دواعيهم لنصرة السنة بكلام مرتب ، يكشف عن تلبيسات أهل البدعة المحدثة على خلاف السنة المأثورة ، فمنه نشأ علم الكلام وأهله " اهـ من كتابه " المنقذ من الضلال"

كما واجهة المجسمة من أهل البدعة الذين يسيئون للدين وغيرهم كالمرجئة والقدرية والحشوية والكرامية وغيرهم.

حتى الآن لم يفصح ابن عبد الوهاب عن هؤلاء أهل العلم والفصاحة من هم؟
__________________
وقد يكون لأعداء التوحيد علوم كثيرة وكتب وحجج كما قال تعالى:
{ فلما جاءتهم رسُلهم بالبينات فرجوا بما عندهم من العلم } [غافر:83]

يقول بدر الوراد:

لا تعليق لدي على كلامه هذا ولكن أريد أن أعرف ما الذي يريد أن يرمي إليه من هذا التمهيد؟!

فهو يريد أن يصل إلى هدف معين ، فما هو؟!! ومن يقصد من أهل العلم و الحجج وأهل الفصاحة؟!
فلنتابع كلامه.

يقول بعد ذلك:

إذا عرفت ذلك أن الطريق إلى الله تعالى لابد له من أعداء قاعدين عليه أهل فصاحة وعلم وحجج ، فالواجب عليك أن تعلم من دين الله ما يصير سلاحًا تقاتل به هؤلاء الشياطين الذين قال إمامهم ومقدمهم لربك عز وجل:
{ لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم * ثم لآتينّهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين } [ سورة الأعراف ]

يقول العبد الضعيف:

كلام لا تعليق عليه ، نعم يجب على كل فرد مسلم أن يتسلح بسلاح العلم ، وأعني العلوم الشرعية من العقيدة والفقه والحديث والتفسير وقراءة السيرة والتخلّق بكل خلق سني حتى يستطيع المرء المسلم مواجهة أعداء الدين ، فهم كثر ولهم أساليب تشبه الحق وليست بحق ممن لا يدينون بدين الإسلام ، كالدهرية في عصرنا والفلاسفة وشبهاتها وغيرهم .

وقد أظهر الله تعالى دينه بأهل العلم الأفاضل وارثي النور النبوي الشريف كحجة الإسلام الإمام الغزالي حيث ظهر كتابه " تهافت الفلاسفة " يرد على شبه من تأثر بالفلاسفة من أرسطوا طاليس وإفلاطون ولا أدري من!! من هؤلاء ، والتحصن بالعلوم الشرعية كعلم الكلام الذي قال فيه الإمام الغزالي ما نصه:

"ثم إني ابتدأت بعلم الكلام فحصلته وعقلته ، وطالعت كتب المحققين منهم ، وصنفت فيه ما أردت أن أصنّف ، فصادفته علمًا وافيا بمقصوده ، غير وافٍ بمقصودي ، وإنما مقصوده حفظ عقيدة أهل السنة والجماعة وحراستها عن تشويش أهل البدعة ، فقد ألقى الله تعالى إلى عباده على لسان رسوله عقيدة هي الحق على ما فيه صلاح دينهم ودنياهم ، كما نطق بمعرفته القرآن والأخبار ، ثم ألقى الشيطان في وساوس المبتدعة أمورًا مخالفة للسنة ، فلهجوا بها وكادوا يشوشون عقيدة الحق على أهلها ، فأنشأ الله تعالى طائفة المتكلمين ، وحرك دواعيهم لنصرة السنة بكلام مرتب ، يكشف عن تلبيسات أهل البدعة المحدثة على خلاف السنة المأثورة ، فمنه نشأ علم الكلام وأهله " اهـ من كتابه " المنقذ من الضلال"

كما واجهة المجسمة من أهل البدعة الذين يسيئون للدين وغيرهم كالمرجئة والقدرية والحشوية والكرامية وغيرهم.

حتى الآن لم يفصح ابن عبد الوهاب عن هؤلاء أهل العلم والفصاحة من هم؟
__________________

{قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

ـــــــــــــــ
للموضوع بقيه

{قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ
يقول محمد عبد الوهاب النجدي:

والعامي من الموحدين يغلب ألفًا من علماء هؤلاء المشركين ، قال تعالى:
{ وإن جندنا لهم الغالبون } [ سورة الصافات : 173]
فجند الله هم الغالبون بالحجة واللسان كما هم الغالبون بالسيف والسنان ، وإنما الخوف على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح .

يقول بدر الوراد:

حتى الآن لم يُفصح الرجل عن أهل الفصاحة و عن أهل علم وأهل حجج؟!

وكذلك علماء المشركين ؟! من يقصد؟! حتى نقي أنفسنا من شرهم فقط!!

ثم يقول محمد عبد الوهاب:

وقد منَّ الله تعالى علينا بكتابه الذي جعله { تبيانا لكل شيء وهدى ورحمةً وبشرى للمسلمين }
فلا يأتي صاحب باطل بحجة إلا وفي القرآن ما ينقضها ويبيّن بطلانها ، كما قال تعالى:
{ ولا يأتونك بمثلٍ إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا }
قال بعض المفسرين: هذه الآية عامة في كل حجةٍ يأتي بها أهل الباطل إلى يوم القيامة ، وأنا أذكر لك أشياء مما ذكر الله في كتابه جوابًا لكلام احتج به المشركون في زماننا علينا فنقول:

يقول بدر الوراد:

حسب ما أفهمه من كلام الرجل أن أهل الفصاحة والحجج وعلماء المشركين هم هؤلاء المشركون في زمنه؟!! فهو يعنيهم ويقصدهم في كلامه؟!

لا بأس ، ولكن من هم هؤلاء المشركون؟!

يقول محمد عبد الوهاب النجدي بعد ذلك:

فنقول: جواب أهل الباطل من طريقين مجمل ومفصل. أما المجمل فهو الأمر العظيم والفائدة الكبيرة لمن عقلها وذلك قوله تعالى :
{ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخرُ متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغٌ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله }
وقد صح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال:
(( إذا رأيتم الذين يتّبعون ما تشابه منه ، فأولئك الذين سمّى الله ، فاحذروهم ))

يقول بدر الوراد:
وبعد هذه المقدمة سوف يظهر لنا حقيقة هؤلاء المشركين من هم فتابعونا ....
__________________

{قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

مثال ذلك : إذا قال لك بعض المشركين :
{ ألا إن أولياء الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون } [ يونس:62]
أو إن الشفاعة حق ، وأن الأنبياء لهم جاه عند الله ، أو ذكر كلامًا للنبي صلى الله عليه وسلم يستدل به على شيء من باطله وأنت لا تفهم معنى الكلام الذي ذكره فجاوبه بقولك : إن الله ذكر في كتابه أن الذين في قلوبهم زيغٌ يتركون المحكم ويتبعون المتشابه ، وما ذكرته لك من أن الله تعالى ذكر أن المشركين يقرون بالربوبية وأن كفرهم يتعلقهم على الملائكة والأنبياء والأولياء مع قولهم :
{ هؤلاء شفعاؤنا عند الله } [ يونس : 18]
هذا أمر محكم بيّن ، لا يقدر أحد أن يغير معناه ، وما ذكرت لي أيها المشرك في القرآن أو كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا أعرف معناه ولكن أقطع أن كلام الله لا يتناقض ، وأن كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله عز وجل.
وهذا جواب سديد ولكن لا يفهمه إلا من وفقه الله فلا تستهن به فإنه كما قال تعالى:
{ وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظٍ عظيم } فصلت:35.

يقول بدر الوراد:

هذا نص كلامه ويتضح أن محمد عبد الوهاب النجدي التميمي يقصد مخالفيه من المؤمنين في أمور فقهية فأدرج محمد عبد الوهاب هذه الأمور الفقهية التي يخالف المؤمنين بها في العقائد ، وأنها تمس ذات الله تعالى وأن هذه هي أفعال مشركي العرب ، فاختلط الحابل بالنابل عنده وأخذ كأنه يهذي بكلام غير موزون وسوف نبين ذلك في حينه ، وقد سبق وبينت أغلبه فيما مضى من كلامي السابق .

فكان سؤالي السابق وهو:

من هم أهل العلم وأهل الحجج وأهل الفصاحة؟!

من هؤلاء المشركون الذين في زمانه؟!!

فأتضح الأمر جليا هنا أنه يقصد المؤمنين المخالفين له فيما ذهب إليه ن وهي مخالفات فقهية لا غير وهذا سوف يتبين لنا حقيقة هذا الخلاف الفقهي بينهم وبين محمد عبد الوهاب النجدي وعليها رماهم بالشرك لسوء فهمه .

فهل رأينا مشركا من مشركي العرب يحتج أمام الناس بكتاب الله وآياته؟

فهل رأينا مشركا من مشركي العرب يحتج بأحاديث النبي – صلى الله عليه وآله وسلم ؟

فهل رأينا من مشركي العرب من يحتج بالأثر ؟

فهل ... فهل ... إذن فالرجل لا يقصد هؤلاء المشركين من العرب وغيرهم وإنما يقصد مخالفية من المؤمنين الذين يحتجون بالكتاب والسنة أمامه وأمام رفاقه وأمام مخالفيه من الطوائف والفرق؟!!

هل أحتج أبو جهل و الوليد بن المغيرة وعنبة بن ربيعة أو عبدت البوذا أو عبدت الفروج بالكتاب والسنة؟!

فهؤلاء العلماء أهل علم وفصاحة الأجلاء الذين كانوا يواجهون باطل هذا الرجل – أعني محمد عبد الوهاب – من الكتاب والسنة ويبرهنون حقيقة أمره بأن له فهم سقيم ، ورأيه أعوجٌ لا يستقيم ، ومن هؤلاء الذين تكلموا في محمد عبد الوهاب النجدي أساتذته وشيوخه الذين كانوا في المدينة المنورة.

ذكر العلامة الشيخ الجليل السيد أحمد بن زيني دحلان – رحمه الله – وكان مفتيًّا للشافعية في مكة المكرمة في تاريخه تحت عنوان فصل فتنة الوهابية ، حيث قال فيه ما نصه:

"كان في ابتداء أمره من طلبة العلم في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وكان أبوه رجلا صالحا من أهل العلم وكذا أخوه الشيخ سليمان ، وكان أبوه وأخوه ومشايخه يتفرسون فيه أنه سيكون منه زيغ وضلال لما يشاهدونه من أقواله وأفعاله ونزغاته في كثير من المسائل ، وكانوا يوبخونه ويحذّرون الناس منه ، فحقق الله فراستهم فيه لما ابتدع ما ابتدعه من الزيغ والضلال الذي أغوى به الجاهلين وخالف فيه أئمة الدين ، وتوصل بذلك إلى تكفير المؤمنين فزعم أن زيارة قبر النبي- صلّى الله عليه وسلّم- والتوسل به وبالأنبياء والأولياء والصالحين وزيارة قبورهم للتبّرك شرك ، وأن نداء النبي - صلّى الله عليه وسلّم - عند التوسل به شرك ، وكذا نداء غيره من الأنبياء والأولياء والصالحين عند التوسل بهم شرك ، وأن من أسند شيئا لغير الله ولو على سبيل المجاز العقلي يكون مشركا نحو: نفعني هذا الدواء ، وهذا الولي الفلاني عند التوسل به في شىء ، وتمسك بأدلة لا تنتج له شيئًا من مرامه ، وأتى بعبارات مزورة زخرفها ولبّس بها على العوام حتى تبعوه ، وألف لهم في ذلك رسائل حتى اعتقدوا كفر أكثر أهل التوحيد" اهـ.

الفتوحات الإسلامية (2/ 66).

فهذه هي حقيقته ، وقد ذكر الشيخ الجليل أحمد بن زيني دحلان أيضا قوله :

"كان محمد بن عبد الوهاب الذي ابتدع هذه البدعة يخطب للجمعة في مسجد الدرعية ويقول في كل خطبه: " ومن توسل بالنبي فقد كفر"، وكان أخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب من أهل العلم، فكان ينكر عليه إنكاراً شديداً في كل ما يفعله أو يأمر به ولم يتبعه في شىء مما ابتدعه،

وقال له أخوه سليمان يوما: كم أركان الإسلام يا محمد بن عبد الوهاب؟ فقال خمسة

فقال: أنت جعلتها ستة، السادس: من لم يتبعك فليس بمسلم هذا عندك ركن سادس للإسلام.

وقال رجل ءاخر يوما لمحمد بن عبد الوهاب: كم يعتق الله كل ليلة في رمضان؟

فقال له: يعتق في كل ليلة مائة ألف، وفي ءاخر ليلة يعتق مثل ما أعتق في الشهر كله.

فقال له: لم يبلغ من اتبعك عشر عشر ما ذكرت فمن هؤلاء المسلمون الذين يعتقهم الله تعالى وقد حصرت المسلمين فيك وفيمن اتبعك، فبهت الذي كفر.

ولما طال النزاع بينه وبين أخيه خاف أخوه أن يأمر بقتله فارتحل إلى المدينة المنورة وألف رسالة في الرد عليه وأرسلها له فلم ينته. وألف كثير من علماء الحنابلة وغيرهم رسائل في الرد عليه وأرسلوها له فلم ينته. وقال له رجل ءاخر مرة وكان رئيسا على قبيلة بحيث إنه لا يقدر أن يسطو عليه: ما تقول إذا أخبرك رجل صادق ذو دين وأمانة وأنت تعرف صدقه بأن قومًا كثيرين قصدوك وهم وراء الجبل الفلاني فأرسلت ألف خيال ينظرون القوم الذين وراء الجبل فلم يجدوا أثرًا ولا أحدا منهم، بل ما جاء تلك الأرض أحد منهم أتصدق الألف أم الواحد الصادق عندك؟

فقال: أصدق الألف، فقال له:إن جميع المسلمين من العلماء الأحياء والأموات في كتبهم يكذّبون ما أتيت به ويزيفونه فنصدقهم ونكذبك، فلم يعرف جوابا لذلك.

وقال له رجل ءاخر مرة: هذا الدين الذي جئت به متصل أم منفصل؟

فقال له حتى مشايخي ومشايخهم إلى ستمائة سنة كلهم مشركون.

فقال له الرجل: إذن دينك منفصل لا متصل، فعمّن أخذته؟

فقال: وحي إلهام كالخضر، فقال له: إذن ليس ذلك محصورًا فيك، كل أحد يمكنه أن يدعي وحي الإلهام الذي تدعيه، ثم قال له: إن التوسل مجمع عليه عند أهل السنة حتى ابن تيمية فإنه ذكر فيه وجهين ولم يذكر أن فاعله يكفر". اهـ.
الدرر السنية في الرد على الوهابية (ص/ 42- 43)

وأما قول محمد عبد الوهاب النجدي بأن الكفار يقرون بالربوبية قد تبين من أتباعه الذين عَمِلوا عقولهم بأن المشركين لا يقرون بالربوبية على حسب معناها عند المثلثة في التوحيد وقد تكلمنا عليه فيما سبق.

وأما الاحتجاج أهل العلم بالكتاب والسنة أمامه وجعل هذه الآيات والأحاديث من المتشابهات فكلام مردود عليه باطل ، فكيف يسوغ لنفسه أنه جعل احتجاج أهل العلم كلهم عليه من المتشابه وهو وحده فقط يحتج بالمحكم ، إلا أن فهمه معكوس كما فطن إليه شيوخه وأبوه.

ثم اختصر الكلام الذي تكلم فيه ابن عبد الوهاب لأنه كلام متكرر فيه يعيد ويزيد في الكلام ويكرر كأسلوب الحشوية فإنني في غنىً عن ذلك كله وخاصة في رده التفصيلي لأنني سبق وهدمت هذا الاعتقاد وهذه الفكرة أساسا ، وسأنتقل إلى محاورات وأفكاره حول معان له لتروا ضحالة وبضاعته المزجاة .

و قال تعالى في سورة يونس الآية 18 :

{وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}.

فقد أبطلنا هذا منهم بأنهم كاذبون غير صادقين في قولهم.
__________________

{قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

الشريف15
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 21
اشترك في: الأحد يوليو 10, 2005 9:21 pm

مشاركة بواسطة الشريف15 »

مشاركتي السابقة بعنوان ( نقد كتاب كشف الشبهات ) هي اصلا للأستاذ بدر الوراد العنزي . وهذا رابطها :
http://www.tnzih.org/showthread.php?t=670
ولقد نسختها من مصدرها , ووضعتها في هذا المنتدى لتعم الفائده .

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“