إشكالات على مذهب الاثني عشرية وردود آية الله فضل الله

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
معاذ حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 212
اشترك في: الجمعة مارس 12, 2004 6:47 am
مكان: جدة
اتصال:

إشكالات على مذهب الاثني عشرية وردود آية الله فضل الله

مشاركة بواسطة معاذ حميدالدين »

جميع الإجابات قامت بنقلها المشتركة نور الهداية شكر الله سعيها حيث قالت :
"الإجابات لسماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله على الإعتراضات التي طرحت والتي كنت قد أرسلت له بخصوصها وقد وصلني الرد على البريد الالكتروني من مكتب الاستفتاءات لسماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله 1 ربيع ثاني 1426هـ"


إشكالات واردة على مذهب الاثني عشرية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين وعلى أهل بيته الأطهار المنتجبين، وبعد:- انطلاقا مما كلفنا الله به من البحث والسؤال عن مشكلات الدين، سعيا لتطهيره عن شائبات شبه المبطلين، ومما لا يمكن إنكاره من انتماء المذهب الاثني عشري لمذاهب المسلمين، فإنه كغيره يجب البحث في صحته من عدمها، ومناقشة عقائده قبل الحكم بصحة مذهب ما، وإن أهم ما يتبادر إلى ذهن المتتبع لأقوال أتباعه، ويستشكله من ينظر في عقيدة أصحابه، هي هذه الإشكالات، التي نطالب إخواننا منهم كشف ما تضمنته من المعضلات، غير متوانين عن تبيين الحق الذي يعلمونه، والاعتراف ببطلان ما قد يرونه، عملا بقوله تعالى: (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه)، وقوله: (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون)؛ نسأل الله أن يكتب فائدة ذلك لجميع المسلمين، وأن ينفع به من أراد اليقين، آمين آمين، نسأل الله أن يوفقنا جميعا لمرضاته، ويهدينا للمستقيم من صراطه، ويجنبنا الشك في دينه، والإلحاد عن سبيله، والضلال عن ما ارتضاه منهجا لجميع عبيده، آمين اللهم آمين، بحق محمد الأمين وآله الطاهرين ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

س1 قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية)، فهل نحن مكلفون بموجب هذا الحديث بمعرفة الإمام ذاتا - بحيث لو طلب من أحدنا الإشارة إليه وتعيينه وتحديده من بين مجموعة من الناس لاستطاع -، أم أنا مكلفون بمعرفته صفة، أم أنه يكفينا مجرد معرفة كونه حيا وموجودا كحجة حتى ولو كان غآئبا؟!
ج1) لما كان تنصيب الإمام هو بالنص عليه من النبي (ص) بأمر من الله تعالى، ولما كان كل سابق يعرّف على لاحقه فانه يكفي عامة الأمة وجمهورها معرفة اسم الامام ووجود ذلك الشخص المسمى به وحياته، ثم إنه سيراه جزء من جمهور الأمة وتواصلون معه بالنحو الذي تقضيه قيادته لها، مثله في ذلك مثل غيره من حكام الدول الكبرى التي يصعب على كل فرد فيها ان يرى الرئيس ويعاشره، وقد يمكن ان يراه الجميع كما هو الشأن مع النبي (ص) في بعض الظروف.
س2 إن قلتم ذاتا فهل جميع الاثني عشرية الآن عارفون لإمام الزمان (المهدي) ذاتا ويستطيعون تحديده والإشارة إليه وتمييزه، إن قلتم نعم فحددوه لنا، وإن قلتم لا، فهل موتاكم موتى جاهلية؟!
ج2) جواب هذا قد اتضح من سابقه.
س3 إن قلتم صفة فقد قالت بذلك الزيدية من قبل، فلماذا لم تقبلوه منهم، بل اتهمتموهم بعدم معرفة إمامهم؟!
ج3) إننا نقبل من الجميع ما نقبله لأنفسنا، لأن معرفة الإمام بذاته لكل فرد من الناس ليس مطلباً عقلائياً، بل يكتفي العقلاء بمعرفة الحاكم بصفاته، والخلاف بيننا وبين غيرنا إنما هو على الصفة وعلى تعيين المنصب بها وانطباقها على هذا الشخص دون سواه.
س4 إن قلتم إنه يكفينا مجرد معرفة أن اسمه فلان ابن فلان، وأنه حي وموجود، ولو كان غآئبا؛ الله سبحانه وتعالى حي وموجود ومعنا في كل مكان، وهو الحجة الأكبر، فما هي الحاجة إلى حجة دونه مالم يكن بين حجية الله تعالى وحجية الإمام فرق، أم أن هناك فرقا وماهو؟!
ج4) بعد تسليم عدم توقف معرفة الإمام والانقياد اليه على معاينته بذاته، وكفاية تشخيصه بواحد بعينه، حاضرا او غائباً، وبعد تسليم كون ذلك من ديدن العقلاء وسيرتهم في أمورهم العادية او الجليلة فإن ذلك انما هو في إطار علاقات العباد بعضهم بالبعض الآخر، فيما للعلاقة مع الله تعالى نحو آخر بعد استحالة معاينته تعالى من قبل عباده وان مقارنة العلاقة به بالعلاقة بعباده هو نوع من الجهل والوهم.
س5 ماهي الحكمة من غياب الإمام، وكيف يتناسب الغياب مع أعمال وواجبات الإمامة، خاصة وأن الاثني عشرية يجعلون وجود الإمام لطفا للعباد، وهل يجوز غياب اللطف عن الملطوف بهم؟!
ج5) ما ينافي اللطف هو انقطاع الاتصال وبطلان الفائدة منه، وهو غير متحقق حال غيبة المهدي (عج) فالفائدة منه متحققة بالشعور بحياته وحضوره وتربصه لظهوره واستعداده له، والإتصال به موجود من خلال نوابه المباشرين في زمن الغيبة الصغرى، ونوابه العامين على مدى زمن الغيبة الكبرى الممتدة الى زماننا هذا. والأولى في الحكمة من وجهة نظرنا ان يترك علمها الى الله تعالى رغم محاولات تعيينها من قبل بعض الباحثين.
س6 كيف سيعرف الاثنا عشرية الإمام المهدي –الغائب- عند خروجه بعد غيابه مئات السنين إن لم تقولوا بوجوب معرفته ذاتا ولاصفة؟!
ج6) سنعرفه بعلامات كثيرة أطبق عليها المسلمون، لا الشيعة وحدهم، وبصفات لا تدع مجالاً للشك فيه، إلا للمكابرين المعاندين.
س7 ما الفرق بين وجود الغآئب وعدمه؟!
ج7) مثل الفرق بين حضور الإنسان بين أهله وإخوانه وسفره عنهم، إذ رغم غياب المسافر عن اعماله وعماله، فإنه قادر على ان يحسن إدارة شؤونهم من خلال ما سيضع من نظم ومن خلال من سيعين من وكلاء ذوي كفاءة، فتصير غيبته كحضوره في المهم من أموره.
س8 إذا كان الغياب لحكمة ما، فلماذا لا تكون تلك الحكمة سببا لأن يكون معدوما، حتى إذا حان وقته أوجده الله؟!
ج8) أما المعدوم من الأصل فلن يتسنى له ان يدير شؤونه، بل ولن يحسب له حساب ابداً، وبهذا يظهر جواب السؤال الثامن.
س9 ما الفآئدة من عصمة الإمام وعلمه وهو غآئب، واذكروا لنا الفوائد العملية التي انتفع بها سابقا وينتفع بها حاليا المسلمون عامة والشيعة خاصة من الإمام المهدي في فترة غيبته الطويلة؟!
ج9) الأمر في فوائد غيبة المهدي (عج) مختلف عن ذكر فوائد التفاح مثلاً وعناصره الغذائية، بل يكفي في فائدة حياته ذلك الشعور بالاعتزاز والقوة من حضور القائد ومواكبته لمسيرة الأمة من خلال وكلائه على الأقل، وذلك كي تبقى الأمة منخرطة في المسار العام وعاملة لتحقيق أهداف الإسلام.
س10 تحاول الاثنا عشرية إضفآء صفات على أئمتها عامة وعلى الإمام المهدي –الغائب- خاصة، محاولة منهم إثبات فاعلية ووجود الإمام واستفادتهم منه حال غيابه، من تلك الصفات أنه يطوف العالم ويعرف شيعته ويتصل بالخلص منهم، ويلقي إليهم أوامره وأنه يعلم الغيب ومفوض من الله بالتصرف في الكون، فسبحان الله هل هذه إلا صفات رب العالمين؟!
ج10) أما أنه يطوف العالم ويتصل بالمخلصين منهم، فهو استنتاج البعض من العلماء اعتمادا على بعض القرائن، وحيث لا يوجد نص قاطع في ذلك، فهو أمر يظل في دائرة الإمكان. أما أنه يعلم الغيب فقد أطبق الجميع على أنه يعلمه بقدر ما ورثه عن النبي (ص) عن الله تعالى، لا من ذاته. وأما دوره في التصرف ببعض شؤون الكون، فهو قول بعض العلماء، ونحن لا نوافقهم عليه.
س11 لم يرو أن أحد الأئمة الاثني عشر غاب؛ فلماذا اختلفت السنة الإلهية في الأئمة عند المهدي حتى غاب هذا الزمن الطويل، خاصة وأن معظم الأئمة الاثني عشر ينطبق عليهم نفس علة غياب المهدي وهي الخوف وعدم الناصر (كما تقولون)؟!
ج11) لا نجزم أن العلة، هي تلك العلة، غير أننا نرى ان ايكال معرفة الحكمة في ذلك الى الله تعالى أولى وأفضل.
س12 لماذا لانجوز أن الله سبحانه وتعالى قد بدا له في أمره إماتته ونقل المهدوية إلى غيره ممن سيولد لاحقا ويعيش حياة طبيعية كسائر الأئمة من آبائه؛ خاصة وأن هناك مرجحا لذلك وهو طول غيبته التي لها إلى الآن مئات السنين؟!
ج12) الذي يمنع من جواز ذلك هو اعتماد تعيينه على النص، وقد ثبت عندنا النص عليه وعلى غيبته ثم ظهوره، كما يمنع من ذلك انحصار العدد باثني عشر، وقد ثبت أنه الإمام الثاني عشر.
س13 لماذا لانجوز أنه شخصية وهمية افترضت من قبل الاثني عشرية تقية لئلا يندثر مذهبهم بعد انعدام ذرية الحسن العسكري؛ خاصة وأن هناك مرجحا لذلك، وهو وجود العمل بنظرية التقية لدى الاثني عشرية، ودفاعهم عنها دفاعا شديدا، وتميزهم بها دون سآئر المذاهب الإسلامية؟!
ج13) للتقية حديث آخر ليس هنا مجاله، كذلك فإن هذا الإحتمال غير وارد، نظراً لما قلناه في الجواب السابق، من النص عليه وأنه هو الثاني عشر.
س14 كيف تقبلون رواية ولادة الإمام المهدي عن امرأة؛ وواحدة فقط وهي جارية أبيه (نرجس)، أم أن هناك رواة غيرها، ومن هم؟!
ج14) قد علمت ولادته ورآه كثيرون، وأجمع على ذلك الشيعة والعديد من علماء السنة.
س15 كيف تجب الحدود على أهلها في حال الغيبة، أم أنها تسقط، وهل يجوز سقوطها مئات السنين؟، وما هي ا لحكمة إذا من تشريعها؟!
ج15) لا تسقط الحدود بالغيبة، ولا يتعطل شيء من التشريع، وعلى الحاكم العادل المبسوط اليد القيام بذلك.
س16 في أحاديث الأئمة مجمل ومتشابه وتقية، فمن أين لنا بإمام الآن في غياب المعصوم، يبين لنا كل ذلك؟!
ج16) قد جعل الأئمة (ع) لتمييز ذلك أصولاً وقواعد معروفة في علوم الحديث والفقه والأصول، حيث يعتمد عليها الفقهاء في استنباط الأحكام الشرعية وإصدار الفتوى.
س17 تقول الاثنا عشرية إنها أخذت مذهبها عن المعصومين، فكيف تعرف الاثنا عشرية صحة مذهبها الآن، إن قيل بأحاديث الأئمة فهلا اكتفوا بأحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وماهو الفرق بينهم وبين سآئر المسلمين حينئذ، فكل منهم يأخذ عن المعصوم وهو النبي؟!
ج17) لقد أخذنا مذهبنا من القرآن الكريم وأحاديث النبي (ص)، والأئمة (ع) ليسوا إلا امتدادا للنبي (ص) يأخذون منه وينشرون علومه، يأخذها كل لاحق عن سابقه، والنزاع بين المذاهب متعدد الوجوه، وبعض الإختلاف سببه تفسير بعض الآيات الكريمة والاحاديث الشريفة.
س18 اشرحوا لنا معنى عصمة الإمام، وأيدوا ذلك بالأدلة القطعية من الكتاب والسنة وكلام الأئمة؟!
ج18) العصمة هي ملكة يصير بها الانسان متنزهاً عن الذنوب والنقائص والخطأ والنسيان، يجعلها الله تعالى في نفس من يختاره نبياً أو وصياً، والآية الكريمة : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا) نرى انها نزلت في خصوص النبي وفاطمة وعلي والحسن والحسين، ونصت على عصمتهم واستعراض جميع أدلة المقام يضيق عنه مجال الرسالة.
س19 متى عرفت الاثنا عشرية علم الحديث وأصول الفقه؛ ومن أول من وضعه، وما هي حاجتهم إليهما مع وجود المعصوم، وما هي فائدة العصمة مع وجودهما، وهل بقي هناك داع لادعائهم التميز عن سائر المسلمين بالأخذ عن المعصومين؟!
ج19) إنما يحتاج الى شيء من علوم الحديث وأصول الفقه من بعد موطنه عن المعصوم وسمع حديثه من الرواة، وقد بدأ هذان العلمان مع بداية شيوع الرواية وظهور التعارض بين الروايات، حيث كانت قواعدهما الأولى تدرك بالسليقة، وذلك قبل تدوينهما من قبل عامة المسلمين، وليس للشيعة علم خاص فيهما متمايزا بحدة عما تداوله المسلمون منهما، ولهم كتابات مبكرة فيهما الى جانب كتابات غيرهم من علماء المسلمين.
س20 تقولون بصحة الاجتهاد في زمن الغيبة بعد أن حرمتموه في زمن الأئمة؛ فما هو الدليل القطعي على صحته، وهل هذا الدليل مأخوذ عن الأئمة أم غيرهم، وهل هو موجود في كتبكم المؤلفة قبل عصر الغيبة، بينوا لنا ذلك وخرجوه من تلك المصادر؟!
ج20) لم يكن الاجتهاد محرما في زمن الأئمة، غير انه لم يتبلور بالنحو الذي هو عليه الا بعد الغيبة، إذ ليس الاجتهاد الا خبرتك بكيفية التعرف على الحكم من خلال القرآن الكريم واحاديث النبي وآله المعصومين، وقد كانت الحاجة اليه محدودة في زمن النبي (ص) والأئمة المعصومين (ع).
س21 قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إني تارك فيكم ا لثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)، فأين الثقل الثاني الآن، وما تفسير عدم مفارقته للقرآن في زمن الغيبة، في ظل النظرية الاثني عشرية؟!
ج21) قلنا فيما سلف من إجابات ان غيبة المهدي (عج) لا تعني إنعدامه، فهو في غيبته لا يزال قريناً للقرآن غير مفترق عنه، وإنما يفترقان بموته.
س22 تعتذر الاثنا عشرية لأئمتهم في عدم القيام بالإمامة والخروج بالخوف وعدم وجود الناصر، والعلم بعدم الجدوى،كيف استطاع بعض أئمة أهل البيت عليهم السلام القيام والخروج على الظالمين، كالإمام الحسين والإمام زيد، ونجح بعضهم في إقامة دولة الإسلام لمئات السنين كالإمام الهادي - صلوات الله عليهم أجمعين وعلى جدهم الأمين-؟!
س23 كيف تجمعون بين وصفكم الإمام بالخوف وبين المعلوم ضروروة من وجوب اشتراط الشجاعة فيه، أم أنكم تجوزون الجبن في حقه؟!
ج22 و23) يتعاطى الأئمة عليهم السلام مع اتباعهم وأعدائهم من موقع الحرص على الإسلام والمسلمينن وقد عاش كل إمام في ظروف مختلفة عن ظروف الإمام الذي قبله وواجه تحديات مختلفة عن تحدياته، وقد تعاطوا مع تلك االظروف والتحديات بالأسلوب المناسب، فاختلفت معالجتهم لقضايا زمانهم بين المهادنة والثورة، وركز معظمهم على حفظ المؤمنين ونشر التعاليم، وذلك لما كانوا يقدرونه من استمرار المواجهة عبر العصور وحاجة المؤمنين في كل عصر الى نموذج معين ومختلف من التجربة الموافقة لما سيعيشونه من تحديات، والتعبير بالخوف لا يراد به معناه الشخصي، بل يراد به الخوف على الجماعة وعلى الأهداف وعلى الرسالة، فيتصرف من موقع ما يستشعره من مخاطر عليها بالنحو الذي يحفظها ويكفل لها الاستمرار.
س24 إذا كان الأئمة يعلمون الغيب، فلماذا خرج الإمام الحسين صلوات الله عليه إذا كان يعلم عدم الجدوى، بينما لم يخرج باقي الأئمة الاثني عشر، خاصة بعد وجود الناصر لبعضهم كزين العابدين صلوات الله عليه عندما عرضت عليه البيعة والإمامة فرفض وقبلها ابن عمه الإمام الحسن بن الحسن، مع أن وجود الناصر يقيم الحجة حتى ولو كان (الناصر) غير صادق في بيعته كما قال الإمام علي صلوات الله عليه: (والله لولا قيام الحجة بوجود الناصر لتركت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها)؟!
س25 لماذا تناول السم من مات من الأئمة مسموما وهو يعلم أنه مسموم، كالإمام الحسن وعلي بن موسى الرضا ألا يكون ذلك قتلا للنفس –حاشاهم-؟!
ج24 و25) نحن نرى ان الإمام الحسين (ع) لم يكن عالما بأنه سيستشهد، كما وأن من مات بالسم من الأئمة (ع) لم يكن عالماً بأنه مسموم.
س26 هل كل ذلك عذر لهم في عدم القيام، ومامعنى وصف أمير المؤمنين الإمام علي صلوات الله عليه للأئمة بالقيام في قوله في نهج البلاغة: (الأئمة قوام الله على خلقه)الخطبة152، وقوله: (اللهم بلى لاتخلو الأرض من قآئم لله بحجة) –قصار الحكم 147-؟!
ج26) القيام بالحجة يراد به الدعوة الى الحق وإبلاغه بكل طريقة يساعد عليها الظرف، وهو ليس منحصرا بالثورة.
س27 ما معنى قولكم (بدا لله)، أليس معناه أن شيئا كان خافيا على الله ثم ظهر وانكشف له ذلك الشيء –تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا- أولا ترون أن هذا هو الكفر بعينه؟!
ج27) البداء يكون في نفس الشخص الذي توهم ان الأمور ستجري على خلاف ما حدث، ولا انه قد حصل في علم الله تعالى، جهلاً منه تعالى بما سيؤول الأمر اليه، إذ هو بهذا المعنى محال على الله تعالى. ولعلمائنا تفسيرات له تخرج به عن نسبة الجهل الى الله تعالى.
س28 ورد عن الإمام علي –صلوات الله عليه وعلى أخيه رسول الله وعلى جميع أهل البيت- عدة روايات تذكر صفات الأئمة كقوله: (وقد علمتم أنه لا ينبغي أن يكون الوالي على الفروج والدمآء البخيل)، وكقوله: (إن أحق الناس بهذا الأمر أقواهم عليه). لماذا يذكر الأئمة بالصفات مع علمه بالأسماء، فيقول أن أحق الناس بالإمامة هم المنصوص عليهم وهم فلان وفلان؟!
ج28) إنه يتحدث في هذا النص وأمثاله عن مفهوم الإمامة وصفات الإمام، وليس هو في مقام تعيين الأشخاص، ولهذا اشباه كثيرة في الايات الكريمة والأحاديث الشريفة.
س29 تجوز الاثنا عشرية إمامة الأطفال تبريرا لإمامة الجواد والهادي حال طفوليتهما، اذكروا لنا الدليل القطعي على جواز الإمامة في الأطفال؟!
س30 يستدل بعض الاثني عشرية على جواز الإمامة في الأطفال بقوله تعالى: (وآتيناه الحكم صبيا)، كيف تقيسون أئمتكم على هذه الآية مع أنكم تحرمون القياس؟!
ج29 و30) المهم ان يثبت عندنا النص عليه بالإمامة، والعمر ليس شرطا وحيث إن النص عليه سيكون من النبي (ص) مباشرة او من الإمام الذي قبله، فإن ذلك النص هو الذي سيبرر إمامته رغم كونه في سن الطفولة، وأما استدلالنا بالآية الكريمة فإنما هو بهدف بيان أن الله تعالى قد يختار لمنصب خطير ـ كالنبوة ـ إنسانا في سن الطفولة، إذ ان لا مانع من يختار تعالى للإمامة من هو في سن الطفولة. وهذا ليس من القياس.
س31 هل معنى قياسكم على هذه الآية أن كل ما ورد في الأنبيآء من الخصوصيات فهو في الأئمة كتكليم الله لموسى صلوات الله عليه، وكجواز تعدد الزوجات في حق النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأكثر من أربع؟! إن قلتم نعم فبينوا وقوع ذلك للأئمة بالدليل القطعي.
ج31) تكليم الله تعالى لموسى (ع) ليس صفة في النبوة، بل أسلوب في بيان المراد الإلهي، وهو أمر لا يحتاجه الإمام لأنه لا يوحى اليه، لا من خلال جبرائيل ولا من خلال التكليم المباشر.
س32 تستند الاثنا عشرية في إثبات التقية على قوله تعالى:- (لايتخذ المؤمنون الكافرين أوليآء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيئ إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه)، فهل التقية عند الاثني عشرية رخصة أم عزيمة؟!
ج32) التقية حالة من الدفاع عن النفس وأمام الأذى المتيقن أو المظنون او المحتمل احتمالا معتدا به، وهي شأن فطري إنساني يلجأ إليه صاحب كل رأي في بعض الظروف امام ما يتهدده من مخاطر، وهي بهذا المعنى موضع اجماع المسلمين، وإنما عرفت عند الشيعة فلأنهم تعرضوا للإضطهاد بسبب معتقداتهم من قبل خلفاء المسلمين وأمرائهم، وهي تجب في كل حالة يكون فيها حفظ النفس اولى وأهم، ولها تفاصيل وأحكام كثيرة عندنا.
س33 إن كانت التقية عند الاثني عشرية عزيمة؛ لماذا لم تقل الآية الكريمة:(واتقوا منهم تقاة)، وإنما قالت:(إلا أن تتقوا منهم تقاة)، بالاستثنآء؟!
ج33) ذلك اسلوب في التعبير لا يفيد في واقع الحكم، إذ المهم ان للمؤمن ان يظهر خلاف ما يعتقد لدفع الأذى عن نفسه.
س34 ألن يتناقض المعنى للآية، حيث سيصبح معناها النهي عن موالتهم بقوله:(لايتخذ)، ثم الأمر بموالاتهم؟!
ج34) لا تناقض، لأن التقية لن يترتب عليها التولي الحقيقي المنهي عنه، وإنما يحدث التناقض لو كان المؤمن مأمورا بموالاتهم حقيقة.
س35 مامعنى قوله تعالى في نفس الآية:(ويحذركم الله نفسه)؟؛ ألا يدل هذا التهديد على خطورة ولوج وادي التقية إلا لضرورة ملجأة؛ وإلا فما معنى التهديد؟!
ج35) في كل حال لا تصح التقية الا عند الضرورة، والتحذير راجع الى الذين يتولون الكافرين حقيقة، لا أولئك الذين استخدموا التقية وتظاهروا بالموالاة.
س36 كيف ستوفقون بين كون التقية عزيمة وبين قوله تعالى:( فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة)، وقوله: (وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما)، وقوله: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم)، وغيرها من الآيات الحاثة على الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحريم كتمان الحق؟!
ج36) الموازين التي وضعت للتقية لا تشمل حالة الجهاد، لأنه فعل قوة تفعله الأمة من موقع الاقتدار، وهو فعل الجماعة والأمة ككل، أما التقية فهي حالة فردية يعالج بها الشخص ما يعرض عليه من خطر شخصي في حالة ضعفه وانعدام الناصر.
س37 ماحكم الصابرين من أنصار الأنبيآء عبر تاريخ صراع الحق مع الباطل على تعذيب الكفار لهم من الجلد والتحريق ونشر الرؤوس والقتل؛ كأصحاب الأخدود، وكالصحابي الجليل ياسر، ونحوهم، هل هم فساق بمخالفتهم أمر ربهم بالتقية –باعتبار كونها عزيمة-، ولماذا لم يأمرهم الأنبيآء صلوات الله عليهم بالعمل بالتقية، بل على العكس من ذلك دعوهم إلى الصبر في مواجهة الكفار؟!
ج37) هؤلاء قد اصيبوا بعدما ظهر أمرهم وعلم إسلامهم وإيمانهم، وإلا فإن كثيرين منهم لم يصابوا قبل ذلك، ومنهم مؤمن آل فرعون الذي كان يكتم إيمانه.
س38 ما حكم ثورة الإمام الخميني –رحمه الله-، وهل يعد مخالفا لمذهب الاثني عشرية لتركه العمل بالتقية –باعتبار كونها عزيمة؟!
ج38) لا تتنافى التقية مع سائر الواجبات، ومن ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومواجهة الظالمين، لأن للثورة موجباتها التي تسقط معها التقية، والمقياس كما قلنا سابقا وجود القدرة على الإجهار والإنكار وعدمهما.
س39 بأي حق يحرمها الإمام الخميني –رحمه الله- فيما يروى عنه أيام التعبئة ضد الشاه*، وهل يجوز تحريم ما أوجبه الله؛ وخاصة لغير معصوم كالإمام الخميني –عند الاثني عشرية؟! * انظر إيران من الداخل صفحة 46
ج39) لاعتقاد الإمام الخميني بامتلاك الثائرين القدرة على الثورة، ولا تحتاج الثورة لقائد معصوم.
س40 هل الإمام الخميني –رحمه الله- خارج عن مذهبه بمخالفة روايتي الإمام الصادق:(التقية ديني ودين آبآئي)، و (لادين لمن لاتقية له)؟!
س41 إذا كان خارجا عن مذهبه فما المذهب الذي خرج إليه؟!
ج40 و41 ) قد صار الجواب واضحا مما سبق.
س42 إن لم يخرج الإمام الخميني –رحمه الله- بذلك عن مذهب الاثني عشرية؛ فهل للقيام والخروج على الظالمين أصل في مذهب الاثني عشرية، أم لا؟!
س43 إن قلتم نعم؛ فأوردوه لنا بالطرق القطعية؟!
س44 كيف تجمعون بينه وبين المشهور من مذهبكم من التقية؟!
ج42 و43 و44) المعلوم والمشهور ان من خصائص المذهب الإمامي تجويزهم الخروج على الظالم، وبخاصة أنهم يعتبرون ثورة الإمام الحسين عليه السلام انموذجا ومثلاً. وهو لا يتنافى مع التقية لأن مجالها محصور بالحالات التي لا يكون فيها حظر على المجتمع والدين من النظام المتسلط، ويكون المؤمنون عاجزين عن الثورة ولا يملكون أدواتها.
س45 لماذا لم يعمل الاثنا عشرية بمبدأ القيام والخروج على الظالمين قبل الخميني طيلة مئات السنين؟!
ج45) قد كانوا يعملون بذلك هنا وهناك حينما كانت تكتمل شروط الثورة والقيام، وفي التاريخ أمثلة كثيرة.
س46 لماذا عارض الإمام الخميني كبار المراجع والحجج كالشيرازي والخوئي، وهل يجوز لحجج الله أن تتعارض؟؛ أم أنهم ليسوا حججا علينا؛ فلماذا إذا نقلدهم ونتبعهم؟؛ أم أنه يجوز تقليد واتباع غير الحجج؛ ولماذا انتقدتم إذا سآئر المسلمين لتقليدهم واتباعهم من وصفتموهم بأنهم غير حجج؟!
ج46) لا تمنع معارضة البعض من إعلان الثورة إذا رأى ان البعض الآخر شروطها مكتملة وبخاصة إذا تباعدت الأوطان واختلف مقدار المعرفة والإطلاع على الظروف، وهي كغيرها من الأمور العديدة التي لا يحتاج القيام بها الى إجماع الأمة.
س47 إن كانت التقية عند الاثني عشرية رخصة؛ فما هو سر إعطآئها الأهمية الكبرى في مذهب الاثني عشرية حتى جعلت (ديني ودين آبآئي)، و(لا إيمان لمن لاتقية له)، كما تنسبونه إلى جعفر الصادق (ع)، وتؤلفون في موضوعها المؤلفات الكثيرة ردا على مخالفيكم فيها، ودعوة للعمل بها واقتباسا للأعذار لمن طبقها، وتبذلون في سبيل ذلك الكثير من الجهد والوقت والمال؛ دراسة وبحثا وطباعة، ولماذا لايقع منكم مثل ذلك الحماس لباقي الرخص في ديننا الحنيف كجواز حلق المحرم رأسه إن أصابه أذى منه، أو عن جواز أكل الميتة للمضطر، أو نحو ذلك، وتؤلفون في خصوصه كما ألفتم وتؤلفون في التقية؟!
س48 ما سر اشتهار الاثني عشرية بالعمل برخصة التقية حتى جعلت دينا – كما ينسب إلى الإمام الصادق-، ولم تشتهر بالعزآئم وكريم أفعال ذوي الهمم والعزم والجهاد ومنابذة الظالمين كما اشتهر به أئمة الزيدية؟! هل المذهب الاثنا عشري متتبع للرخص؟!
س49 أيهما أفضل عند الاثني عشرية العمل بالعزيمة أم بالرخصة؟!
س50 إن كان الأفضل عند الاثني عشرية هو العمل بالرخصة؛ فلماذا أتى الأمر بها في حالات الضرورة فقط ولأسباب معينة، ولم يأت الأمر بها ابتدآء مع أنها أسهل والأجر عليها أكبر، هل يريد الله تعالى أن يأمرنا بما هو أصعب وأقل فضلا؟!
س51 لماذا لم يأمر الأنبيآء أتباعهم الذين تعرضوا لتعذيب الكفار بالعمل بالتقية، هل أرادوا حرمانهم من فعل الأفضلية؟!
س52 إن كان الأفضل عند الاثني عشرية هو العمل بالعزيمة؛ فلماذا لم يعمل بعض الأئمة الاثني عشر بتلك الأفضلية؟!
س53 هل تجوزون أن يتقاعس أفضل الناس عن أفضل الأعمال؟!، فبم سيكون إذا فضلهم؟!
س54 لمن أبقيتم العمل بتلك الفضآئل أن لم يعمل بها أفضل الناس؟!
س55 كيف جعلتم الإمامة فيمن لم يقم بأفضلية الجهاد وصرفتموها عمن قام بتلك الأفضلية كأئمة الزيدية، هل ذلك منكم تجويز لإمامة المفضول؟!
س56 لماذا لم يعمل الإمام الحسين صلوات الله عليه بمبدأ التقية، وأيهما أهون عليه بذل البيعة للظالم مكرها –مع علمه أنه لا بيعة لمكره-، أم مخالطته أكلا وشربا وسكنا ومجاملته ليل نهار؟!
ج47 الى 56) لقد ظهر جواب هذه الأسئلة من الأجوبة السابقة، وخلاصة ما ورد فيها ان التقية ليست عملا واحدا محددا، بل هي حالة تبيح للمؤمن أن يتصرف حين الخطر بالطريقة التي ينجو فيها من ذلك الخطر، وهي لا تجوز إلا عند الضرورة. وقلنا أنها شأن فطري طبيعي يفعلها جميع الناس منذ القدم وعلى مدى العصور والى يومنا هذا الذي تتواجد فيه الكثير من الحركات السرية الاسلامية وغير الاسلامية حيث نراها تعمل في الخفاء ولا يعرف أفرادها، والتقية لا تعني الإنهزام والعزلة، بل هي حالة تكيف مع الظروف مع الاستمرار في رصدها وانتظام سنوح الفرص المناسبة لتحسين الوضع بالسياسة والحسنى والتفاهم وبالثورة والقوة. لا فرق في ذلك بين نبي ونبي، ولا بين سني وشيعي، ولا بين إمامي وزيدي.
س57 توجد في بعض روايات الاثني عشرية عن الأئمة ما يخالف ما يعملون به الآن، ويفسرونها بأنها صدرت عن الأئمة تقية، وقد ذكر الإمام الخميني رحمه الله في كتاب الحكومة الإسلامية ما يدل على صدور ذلك منهم تقية فقال: (وفي هذا الغرض، فالحديث أيضا لا يعني الرواة من غير ذوي الفقه، لان سنّة الرسول هي سنّة الله، ومن أراد نشرها فعليه الاحاطة بجميع الأحكام الإلهية، مميزا بين الأحاديث صحيحها وغير صحيحها، ويطّلع على العام والخاص، والمطلق والمقيد، ويجمع بينها جمعا عرفيا عقلائيا، ويعرف الروايات الصادرة في ظروف التقية التي كانت تُفرض على الأئمة (ع) بحيث كانت تمنعهم من إظهار الحكم الواقعي في تلك الحالات.) انتهى كلامه. فهل يجوز أن يهدي الإمام أقواما بفتوى ثم يلبس على آخرين بفتوى مضادة، ومن أين لنا بالحق في أقوالهم وكيف نميز بين ما صدر منهم حقا وما صدر تقية؛ خاصة مع عدم وجود المعصوم، ومن أين للاثني عشرية أنهم الآن على مذهب أئمتهم في الفقه والأصول وبينوا لنا ذلك في كل مسألة من مسائل الفقه المختلف فيها وفي مسآئل أصول الدين مسألة مسألة مع الدليل على كون ما أثبتموه منها ليس تقية، وأن عمل الأئمة كان عليه؟!
ج57) إن تمييز موارد التقية سهل على الفقيه المتخصص، وبخاصة أن موارد التقية محدودة، غير أنه يضيق المجال عن الإجابة عنها، كما وأن استيعابها وفهمها صعب على غير المتخصصين بعلوم الفقه، وهي في كل الأحوال لا توجب ذلك الإرباك الذي تتوهمه، كما وأنها لا تجعل فقهنا عجيباً غريباً.
س58 ما الفرق بين نظرية ولاية الفقيه عند الاثني عشرية، وبين الإمامة عند الزيدية؟!
ج58) ولاية الفقيه هي مصطلح فقهي يراد به جواز قيام الفقيه الذي بلغ درجة الاجتهاد بالتصدي للقضايا العام والحكم بين الناس على أساس الشورى، وذلك حيث لا يوجد حاكم عادل كفؤ مقيم لحكم الإسلام غيره. وهي بهذا المعنى مجرد مرتكز فقهي لكيفية صياغة النظام السياسي في ظروف معينة. أما الزيدية او غيرهم من مذاهب السنة او الشيعة فقد نتوافق معهم في بعض جوانب هذه المسألة وقد نختلف، والبحث المقارن في ذلك له مجال آخر.
س59 هل ولي الفقيه حجة على العباد أم لا؟!
س59) حين تختار الأمة فقيهاً من بين سائر الفقهاء وتوليه أمرها، فإن الناس الذين اختاروه ورضوا به حاكما ملزمون بطاعته من حيث هو حاكم يأمرهم بالخير.
س60 إن لم يكن حجة، فما الحكمة من نصبه؟!
س61 ما معنى وصف الإمام الخميني الفقهآء بأنهم حجج على الناس؛ وبالتالي أولياء عليهم، بقوله: (فالفقهاء اليوم هم الحجة على الناس، كما كان الرسول (ص) حجة الله عليهم، وكل ما كان يناط بالنبي (ص) فقد أناطه الائمة بالفقهاء من بعدهم، فهم المرجع في جميع الامور والمشكلات والمعضلات، وإليهم قد فُوّضت الحكومة وولاية الناس وسياستهم والجباية والإنفاق، وكل مَن يتخلّف عن طاعتهم، فإن الله يؤاخذه ويحاسبه على ذلك) انتهى كلامه من كتاب الحكومة الإسلامية؟!
س62 إن كان (ولي الفقيه) حجة فهل هو معصوم، وأين النص على عصمة الإمام الخميني –رحمه الله- والإمام الخامنائي ومن سيأتي من بعدهم من أولياء الفقيه؟!
ج60 و61 و62) قد قلنا في الجواب السبق إنه حجة بمعنى وجوب طاعته فيما يأمر به الأمة وينهاها عنه من موقعه كحاكم، مثله في ذلك مثل كل حاكم واجب الطاعة عند سائر المذاهب والأمم، وهو بالتأكيد لا يقتضي كونه معصوماً، ولا هو معصوم فعلاً، وبخاصة أنه لن يحكم الناس إلا من خلال الشورى، على ما هو رأينا نحن في هذه المسألة.
س63 إن لم تكن ا لعصمة شرطا في حجيته؛ فلماذا كانت شرطا في الاثني عشر؟!
ج63) نعتقد أن الإمام المعصوم منصوص على إمامته وعصمته، ولذا فإن قوله لا يمكن رده، أما الفقيه فهو عنوان قد يكون له خمسة آلاف فرد، وكل واحد منهم له حق معارضة الآخر من موقعه كمجتهد في أحكام الفقه التي ينظر فيها على ضوء القرآن الكريم والاحاديث الشريفة، فحجية الفقيه في فتواه وفي موقفه السياسي هو في مرتبة دون مرتبة المعصوم، وفي ظرف معين، وهو غيبة الإمام المعصوم وعدم إمكان الجزم بالحكم الواقعي من خلاله.
س64 أين كانت نظرية ولاية الفقيه ألفا و مآئتي سنة؛ أم أنها ابتكار محض للإمام الخميني –رحمه الله-؟!
ج64) هي موجودة في القرآن الكريم واحاديث النبي (ص) والأئمة (ع)، وقد ذكرت في بحوث الفقهاء على مدى العصور، رغم اختلافهم في تفاصيلها، والإمام الخميني له فضل إقامة دولة على أساسها لا وضعها او اكتشافها.
س65 كيف جاز القيام والخروج والجهاد للإمام الخميني –رحمه الله- مع وجود نصوص تحرمه عند الاثني عشرية في غير راية الإمام، أم أنكم تقولون إنه مكلف بذلك من الإمام المهدي؟!
ج65) فكرة تحريم الجهاد في زمن الغيبة عند فقهاء الشيعة الإمامية، غير صحيحة ولا دقيقة، فالجهاد تشريع ما يزال قائما غير معطل، وبخاصة في جانبه الدفاعي عن الأمة والوطن من كل عدوان، أما الجهاد بمعنى الثورة على الحاكم فهو ايضا من الأمور المبحوثة والمقبولة ضمن تفاصيلها الموسعة وظروفها المناسبة.
س66 هل مناصرة الإمام الخميني واجبة أم لا؟! إن قلتم نعم فكيف يجب علينا مناصرة غير الإمام المنصوص عليه، ولما لم توجبوا ذلك في حق أئمة الزيدية؟!
ج66) هو واجب تجاه صاحب كل دعوة محقة مع وضوح حقيقة والقدرة على نصرته، وذلك امر يختلف باختلاف ظروف كل دعوة، ومدى القدرة على نصرتها، وتوافر الظروف المناسبة لها، ومدى حاجتها للنصرة.
س67 تعيين ولي الفقيه هل هو من الله أم من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أم من الإمام الغآئب؟!
ج67) كما قلنا سابقا: الفقيه هو عنوان وإسم لمرتبة علمية في الفقه، وإنما يصير فقيه معين من بين سائر الفقهاء وليا وحاكما باختيار الناس وتراضيهم عليه، لا بتعيين من نبي ولا إمام، نعم قد رضي الإمام وأذن للفقهاء إذنا عاما بأن يتصدوا لقيادة الأمة وحكمها عند قدرتهم على ذلك، دون حاجة لتعيينه مباشرة من قبل الإمام الغائب.
س68 إن كانت ولاية الفقيه من الله أو من النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فاذكروا لنا الآيات والأحاديث القطعية التي نصت على تعيين الإمام الخميني –رحمه الله- وليا على الناس، ولاية فقيه؟!
س69 إن كانت ولاية الفقيه من الغائب؛ فمتى التقى الغائب بالإمام الخميني حتى يعطيه هذه الولاية، وما هو الدليل القطعي على ذلك؟!
ج68 و69) قد ظهر جواب هذين السؤالين من الجواب السابق.
س70 هل هذه الولاية للقيام بأعمال الإمامة بدلا عن المهدي أم بغير أعمال الإمامة؟!
ج70) ليس للإمام المهدي (عج) أعمال غير تبليغ الدين للناس والحكم بينهم بالعدل، وهذا هو نفسه مطلوب من الحاكم والوالي المسلم، شيعيا كان او سنياً.
س71 إذا كانت ولاية بغير أعمال الإمامة؛ فكيف يعطيه ولاية مالا يملك؟!
ج71) قد ظهر جوابه من سابقه.
س72 إن كانت بأعمال الإمامة، فكيف يكلف بأعمال الإمامة غير الإمام المنصوص عليه، وماهو الفرق إذا بين تولي الإمام الخميني –رحمه الله- لإعمال الإمامة وبين تولي أئمة الزيدية لذلك، ولماذا تعيبون عليهم جعل الإمامة في غير المعصوم المنصوص عليه من الله بالذات؟!
ج72) قد ظهر جوابه سابقاً.
س73 هل جآءت الولاية مع علم الغآئب بجدواها وزوال الخوف الذي اضطره إلى الغياب، أم لا؟!
ج73) قلنا إن الولاية بمعنى إقامة الحكم هو أمر يرجع الى الظروف، وبالتأكيد لن يتحقق حكم إلا في ظل حيازة الفقيه على الأنصار والقوة، ومعهما لا وجود للخوف المانع من إقامة الحكم.
س74 إن كان مع العلم بجدواها فلماذا لايخرج الإمام المهدي بنفسه، وماهو العذر لغيابه الآن بعد أن زال الخوف وأصبح الخروج مجديا؟!؛ أوليس أولى من الإمام الخميني بفضيلة الجهاد والخروج في سبيل الله؟!
ج74) ولاية الإمام المهدي (عج) تشمل العالم، وهي تحتاج الى شروط عديدة ومنها أن يأذن الله تعالى بالظهور والسعي لإقامة دولة الحق العالمية، أما دولة الفقيه فهي دون ذلك، وشرطها غير شروط الدولة العالمية.
س75 إن كانت الولاية من الإمام المهدي للإمام الخميني مع علم المهدي عدم الجدوى وبقاء الخوف؛ فهل يحق له أن يزج بغيره إلى التهلكة؟!
ج75) قد ظهر من الأجوبة السابقة ان المعصوم لم يولِ مجتهدا بعينه، وأن الإمام الخميني قدس سره قد تصدى للشأن السياسي من موقع كونه فقيهاً، وفي ظل ظروف مؤاتية.
س76 هل نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية يمثل النظام الإسلامي الصحيح أم لا؛ وهل هم حقا شيعة أهل البيت (صلوات الله عليهم)؛ أم لا؛ إذا كان الجواب نعم فلماذا لا يستغل الغائب فرصة قيام دولة الحق للقيام والخروج، وهل بقي هناك عذر بعد أن كنتم تعتذرون له بالخوف؟!
ج76) إن خروج الإمام المنتظر يتوقف على أمور عديدة، ومنها أن يأذن الله تعالى بالخروج، ولا يكفي قيام دولة إسلامية في إيران لخروجه فورا ما لم تتحقق باقي مقدمات الظهور.
س77 جآء في الأحاديث أن أنصار الإمام المهدي (صلوات الله عليه) هم أهل اليمن وأهل خراسان، وأن الراية اليمانية هي أهدى الرايات، فما سبب أفضلية الراية اليمانية؟؛ هل لأنهم زيدية؛ أم لأنهم سيصبحون اثني عشرية؟!
س78 إذا كان لأنهم سيصبحون اثني عشرية؛ فمن سيهديهم إلى الاثني عشرية؛ هل هم أصحاب الراية الخراسانية؛ أم غيرهم؟!
س79 إن كانوا غيرهم فهل هم أفضل من الخراسانيين؛ أم لا؟!
س80 إن لم يكونوا أفضل منهم؛ فكيف ذلك وهم لهم أفضلية الهداية؛ وألا يعد ذلك ردا لقوله تعالى: (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى).
س81 أن كانوا -أي هداة اليمانيين الذين هم غير الخراسانيين- أهدى وأفضل من الخراسانيين؛ فلن تكون الراية الخراسانية حينئذ ثاني أفضل الرايات بل ستكون الثالثة بعد اليمانية والهادية لليمانية؛ فما معنى وصف الراية الخراسانية بأنها ثاني أهدى الرايات، ولماذا لم يذكر الحديث الراية الهادية لليمانية وهي أفضل من الخراسانية؟!
س82 إن كان من سيهدي أصحاب الراية اليمانية هم الخراسانيون الاثنا عشريون؛ فلماذا أصبحت الراية اليمانية أهدى من الراية الخراسانية؛ مع العلم بأن الهادي للحق والسابق إليه أفضل من المهدي إليه والمسبوق؛ لقوله تعالى: (أفمن يهدي للحق أحق أن يتبع أم من لايهدي إلا أن يهدى)، ولقوله تعالى: (والسابقون السابقون أولئك المقربون)؟!
س83 إذا كانت أفضلية الراية اليمانية لأنها زيدية فهل بعد ذلك دلالة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أحقية المذهب الزيدي؟! وإلا فما تأويلكم لسبب الأفضلية؟!
ج77/78/79/80/81/82/83) لم تذكر الروايات مواصفات تفصيلية لراية الخراساني واليماني، فإن شأن هذه العلامة في الغموض شأن سائر العلامات التي هي أقرب الى الرموز، ولذا فإننا لا نجزم بأن راية إيران الإسلام هي راية الخراساني، كذلك فإننا لا نعرف ما هي راية اليماني، وفي كل الحالات فإنه لا يمنع ان تكون الراية رمزاً لدولة اسلامية، ولا يمنع ان تكون الدولة اليمانية أنقى من غيرها من بعض الجوانب، حيث لا تعني الأفضلية في الهداية ان الأخرى عديمة الهدى، وحيث تكون أقل هدى، فقد لا يجب دائما ان يتبع الأقل هدى الأكثر هدى، فربما كان التمايز في بعض الأمور التي يمكن أخذها منه دون ان يعني ذلك الانقياد اليه بالنحو التام، وفي كل الأحوال فإن المذهب الزيدي وغيره من المذاهب الإسلامية هي موضع تقدير عندنا، ولن ننزعج إذا قامت دولة إسلامية وفق المذهب الزيدي او غيره ما دامت ستحكم بالإسلام، ولو لم يكن من وجهة نظر الفقه الجعفري الذي يتوافق في جل أفكاره وفقهه مع سائر المذاهب الاسلامية، وإننا نرى أن قيام حكم إسلامي وفقا لأي مذهب في الدول المحكومة للأنظمة الوضعية اليوم هو خطوة مهمة على طريق عزة الدين والأمة، ومما يسر له الشيعة وإمامهم المنتظر، وهي بلا ريب راية هدى وحق، رغم اختلافنا معهم في بعض الأمور الفقهية، ولطالما قاتل الشيعة الغرب المستعمر دفاعاً عن تركيا حينما كانت دارا للخلافة الاسلامية.
س84 ما أهمية الإيمان بالنظرية الاثني عشرية عند الاثني عشرية؟! هل هي ضرورة دينية لاكتمال وصحة الدين الإسلامي، أم لا؟!
ج84) ما هي الا توافق مع النص الذي نعتقد بصحته، في الوقت الذي لا نعلم لماذا اختارهم الله تعالى اثني عشر فقط.
س92 ما الفرق بين المتعة والزنا، وخرجوه (أي الفرق) من كتب المتقدمين من علمائكم وبالرواية عن أئمتكم؟!
ج92) قد أجمع المسلمون على تشريع زواج المتعة، غير انهم قد اختلفوا على نهي النبي (ص) عنه قبل وفاته أولاً، فقال الشيعة بأن النبي (ص) لم ينهَ عنه وأنه ما يزال على الحلية، فيما قال علماء السنة بحرمة زواج المتعة، وإن اختلفوا في وقت التحريم فقال قوم بأن النبي (ص) حرمه في حياته، وقال آخرون بأن عمر هو الذي نهى عنه.
س93 تصرح بعض الآيات القرآنية بصفات التفضيل ويتضح بجلآء عدم انطباقها على بعض أئمة الاثني عشرية، كقوله تعالى: (فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة)، وكقوله تعالى: (وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما)، ماقولكم؟!
ج93) اشتمال المؤمن على صفة الجهاد وحبه له ورغبته فيه لا تعني قيامه به كيفما كان، والأئمة المعصومون هم أمراء المجاهدين، لكنهم لا يجاهدون الا بالنحو الذي ينسجم مع مشروعهم القيادي، وبالنحو المتوافق مع ضرورات الأمة ومصالحها.
س94 هل هناك آيات مثيلة (أي مصرحة بصفات تفضيل) تذكر صفات يمكن انطباقها على جميع أئمة الاثني عشرية؛ وخاصة من هم موضع خلاف مع الزيدية، وماهي؟!
س95 اتفقت الزيدية والاثنا عشرية على وجود النص في الإمام علي عليه السلام والإمامين الحسنين، وادعت الإمامية استمرار النص إلى اثني عشر إماما؛ أين النص على الاثني عشر في غير كتب الاثني عشرية بأسمآئهم؟!
س96 لماذا لم يشتهر بين المسلمين مثلما اشتهر حديث الغدير؟!
س97 لماذا لم يرو عن الإمام علي عليه السلام أنه احتج على الصحابة بحديث الاثني عشر؟!
س98 لماذا لم ترد فكرة الاثني عشر والنص عليهم بأسمآئهم والوصية إليهم وعصمتهم فيما ألف من كتب المسلمين قبل عصر الغيبة؟!
س100 هل كان النص على الأئمة الاثني عشر جليا وظاهرا بين عامة المسلمين كما كان النص على إمامة الإمام علي عليه السلام والحسنين؟!
ج94/95/96/97/98/100) إننا نرى أن الأئمة (ع) قد استكملوا صفات الفضل ووصلوا فيها الى درجة العصمة، ودليلنا على ذلك سيرتهم وشهادة العارفين بهم، وقبل ذلك ما ثبت من النص عليهم وعلى عصمتهم، وأما ذكر علماء السنة لهذا وقبولهم به فهو امر لا يتحقق إلا إذا آمنوا بذلك واعتقدوا به، وهم كما تعلم لا يؤمنون بالأصل وهو إمامة أمير المؤمنين عليه السلام، رغم كثرة النصوص الدالة على إمامته ووضوحها، وأما النصوص الدالة على إمامة كل واحد منهم فهي مذكورة في كتبنا ومن خلال روايات اصحاب الأئمة (ع) الموثوقين عندنا، وذكرها يضيق عنه مجال هذه الرسالة.
س101 لماذا رويت أحاديث فضآئل الإمام علي والإمامين الحسنين صلوات الله عليهم أجمعين في كتب السنة ولم ترو كتب فضآئل باقي الأئمة الاثني عشر؟!
ج101) قد ذكر لهم العديد من علماء السنة ومحدثيهم مناقب وكرامات وشهدوا بفضلهم وتميزهم ورووا عنهم الحديث وأخذوا منهم العلم.
س102 إذا كان النص على إمامة الاثني عشر ظاهرا ومشهورا بين عامة المسلمين فلماذا لم يقتل يزيد بن معاوية الإمام علي بن الحسين أو يحاول مجرد قتله مع أنه قد قتل أباه الحسين بن علي عليه السلام في معركة الطف وكان حريصا على استئصال الإمامة من أهل البيت عليهم السلام؟!
ج102) ما كل ما حدث به النبي (ص) كان ظاهراً مشهوراً، وبخاصة النص على الأئمة الإثني عشر، فإن بعض نصوصها إنما هي من الإمام السابق على الإمام اللاحق. ولا نعلم إن كان يزيد يعلم ان الامام زين العابدين (ع) إمام بعد أبيه أو لا يعلم، وفي كل حال فإن لله تعالى حكماً هو قاضيه، وقد شاء بقاءه حياً.
س103 ما سبب اختلاف أصحاب الأئمة الاثني عشر بعد موت كل إمام على تعيين الإمام من بعده، هل صحيح أن النص كان خفيا ومتسترا عليه وقد تنوقل بين الأئمة سرا، إذا قلتم ذلك فكيف تجمعون بينه وبين المعلوم ضرورة من ديننا الحنيف من وجوب إبلاغ جميع المكلفين بما كلفوا صراحة من دون تكتم أو تستر كما فعل النبي يوم الغدير من تبليغ إمامة الإمام علي عليه السلام؟!
ج103) قد كان يبلغهم ذلك بالنصوص والدلائل الأخرى المناسبة، غير ان الذين خالفوا الامام المنصوب وخرجوا عليه قد تأثروا بأمور عديدة، شأنهم في ذلك شأن كل مخالف للحق وخارج عليه من الذين عايشوا الأنبياء والأئمة، ومنهم من خرج على الإمام علي (ع) والحسن والحسين عليهم السلام رغم وضوح إمامتهم قياساً على غيرهم من الأئمة.
س104 لماذا رفض زين العابدين (صلوات الله عليه) الإمامة عندما عرضت عليه مع وجود النص فيه، ألا يكفي ذلك للدفع به بالقيام بشأنها إن كان يعتقد لنفسه الإمامة؟!
ج104) هو عليه السلام أعلم بالمصلحة وبالظروف، فإن صح أنه وجد أنصاراً قد عرضوا عليه النصرة ولم يوافق، فلا شك في أنه لم يكن متناسباً مع شروط النجاح المطلوب توافرها في مثل هذه الأعمال بحسب تقديره.
س105 روي عن زين العابدين صلوات الله عليه في الصحيفة السجادية في دعآء يوم عرفة قوله: (اللهم إنك أيدت في كل أوان بإمام أقمته علما لعبادك ومنارا في بلادك بعد أن وصلت حبله بحبلك وجعلته الذريعة إلى رضوانك وافترضت طاعته وحذرت من معصيته وأمرت بامتثال أوامره والانتهآء عند نهيه وألا يتقدمه متقدم ولا يتأخر عنه متأخر فهو عصمة اللآئذين وكهف المؤمنين وعروة المتمسكين وبهآء العالمين، اللهم فأوزع لوليك شكر ما أنعمت به عليه وأوزعنا مثله فيه وآته من لدنك سلطانا نصيرا وافتح له فتحا يسيرا وأعنه بركنك الأعز واشدد أزره وقو عضده وراعه بعينك واحمه بحفظك وانصره بملآئكتك وامدده بجندك الأغلب وأقم به كتابك وحدودك وشرآئعك وسنن رسولك صلواتك اللهم عليه وآله، وأحي به ما أماته الظالمون من معالم دينك وأجل به صدأ الجور عن طريقتك وأبن به الضرآء من سبيلك وأزل به الناكبين عن صراطك وامحق به بغاة قصدك عوجا وألن جانبه لأوليآئك وابسط يده على أعدآئك وهب لنا رأفته ورحمته وتعطفه وتحننه، واجعلنا له سامعين مطيعين وفي رضاه ساعين وإلى نصرته والمدافعة عنه مكنفين وإليك وإلى رسولك صلواتك عليه وآله بذلك متقربين) الخ، من هو إمام الزمان الذي دعا له في هذا الدعآء؟!
س106 كيف توفقون بين ذلك وبين ماتدعونه من النص على إمامته صلوات الله عليه؟!
ج105/106) يراد به كل إمام أقامه الله تعالى علماً للعباد، وليس إماما بعينه، ولا يقيم الله تعالى إماما للعباد إلا من خلال النص عليه، فأين التنافي، بل في قوله (ع): (أقامه الله..) ما هو صريح بأنه تعالى هو الذي يقيمه وينصبه إماماً.
س107 يروى عن الإمام علي صلوات الله عليه في نهج البلاغة –الخطبة رقم 40- قوله: (لابد للناس من أمير بر أو فاجر يعمل بإمرته المؤمنون)، اشرح ذلك من منظور ما تدعونه من ا لنص على الأئمة؟!
ج107) يراد بهذا بيان حاجة المجتمع الى الحاكم الذي يدير الشأن العام من حيث هو ضرورة لاستقرار المجتمع المدني ولو بالحد الأدنى، وليس مراده عليه السلام إضفاء الشرعية على حكومة الفاجر بالبداهة، فحيث لا يقدر المؤمنون على إقامة الحكم الشرعي العادل فإنه لا بد لهم من التعاطي مع الحاكم الجائر كأمر واقع، وذلك كي تؤدى مصالح الناس العامة بالقدر الممكن مع لزوم السعي الى تغييره في الوقت المناسب.
س108 إذا كان مذهب الاثني عشرية هو مذهب أهل البيت صلوات الله عليهم، فمن هم أعلام أهل البيت المتقدمون الذين كانوا يعتقدونه فردا فردا مع ذكر الدليل القطعي على اعتقاد كل واحد منهم لمذهب الاثني عشرية من أقواله وأفعاله ونحو ذلك من الروايات التاريخية التي تدل على ذلك، أم أن أهل البيت الناجون هم فقط الاثنا عشر؟!
ج108) أهل البيت من غير الأئمة الإثني عشر، هم كسائر الناس، فيهم المؤمن والفاسق، ومنهم المؤمن بإمامة المعصوم المعاصر له ومنهم المنكر لإمامته، بل إن بعض أهل بيت النبي (ص) قد كانوا كذلك مع النبي (ص) نفسه، كعمه ابي لهب وغيره.
س109 ما حكم خروج أفاضل وأعلام أهل البيت صلوات الله عليهم من أئمة الزيدية وشيعتهم رضوان الله عليهم -عند الاثني عشرية-؛ كالإمام الأعظم الشهيد زيد بن علي وابنه الإمام يحيى والأئمة الإخوة محمد وإبراهيم وإدريس ويحيى أبنآء عبد الله الكامل بن الحسن بن الحسن بن الإمام علي وكالإمام الحسين بن علي الفخي والإمام القاسم الرسي وحفيده الإمام الهادي وغيرهم صلوات الله عليهم أجمعين؟! هل هم بغاة على الأئمة الاثني عشر؟! أم أنهم جهلوا النص على الاثني عشر؟! أم أن خروجهم كان دعوة إلى الاثني عشر؟!
ج109) لا نراهم أئمة منصوبين للإمامة لإختصاصها بالإثني عشر عندنا، ونحن لا نقول في عامة المسلمين إلا خيراً، ونرى ان من حقهم ان يكون لهم رأي مخالف لنا، ونقيم علاقتنا بهم على اساس التعاون والحوار والمحبة. كذلك فإننا لا نرى خطأ كل خارج على حاكم الجور، وبخاصة الشهيد زيد.
س110 إذا كانوا صلوات الله عليهم بغاة وحاشاهم، ما معنى الأحاديث المجمع عليها التي وردت في كتب الاثني عشرية كالغدير للأميني والتي جآءت في مدحهم والثنآء عليهم من النبي صلوات الله عليه وآله وسلم والدعآء على قاتلهم والبكآء عليهم عند إعلام الوحي له بقتل أحد منهم؟!
ج110) المدح والثناء على شخص لا يكفي لنصبه إماماً، لكنه يستفاد منه أنه على خير,
س111 من بقي معكم من فضلاء أهل البيت وعلمائهم على مذهبكم، واذكروهم لنا؟!
ج111) لقد ذكر علماء الرجال آلاف الاشخاص من اصحاب الأئمة (ع) السادة من أهل البيت ومن غيرهم من جمهور الأمة، وهم مذكورون مع تراجمهم في موسوعات التراجم وعلم الرجال بعديد ضاقت به عشرات المجلدات.
س112 إذا كانوا جهالا بالنص وحاشاهم؛ فما حكم الأئمة الاثني عشر عندما كتموا الحق وخالفوا أمر الله إذ قال: (وأنذر عشيرتك الأقربين) وقوله ذاما لبني إسرائيل: (وأن فريقا منكم ليكتمون الحق وهم يعلمون)؟!
ج112) لقد فشا أمر الأئمة (ع) واشتهر، ومن اجل شهرتهم ضيق عليهم الخلفاء وآذوهم وقتلوا بعضهم، واشتدوا على اصحابهم وأقاربهم تقتيلا وتشريدا، فهم لم يكتموا الحق، لكنهم اسروا واعلنوا ما يناسب الظرف والمصلحة من موافقهم وتحركاتهم.
س113 هل أئمة الزيدية صلوات الله عليهم وشيعتهم رضوان الله تعالى عنهم معذورون بخروجهم على الظلم أم لا؟!ٍ
ج113) يجوز في فقهنا الخروج على الظالم في كل حالة يكون الخروج فيها ممكنا ومحققا لما يرجى من إشاعة العدل، ويكفي في مشروعيته إذن الفقيه به وإشرافه عليه، والمهم في خروج من خرج من أئمة الزيدية ان يكون معذورا بنظره هو وحينئذ فإننا لا نعترض على هذا الخروج، وبخاصة إذا نجح الثائر فأقام العدل وصان الأمن وأشاع المودة في المؤمنين.
س114 إن لم يكونوا معذورين فكيف ذلك والله سبحانه وتعالى لا يؤاخذ الجاهل (وماكنا معذبين حتى نبعث رسولا)
س115 إن كانوا معذورين؛ فكل زيدي معذور إن صح مذهب الاثني عشرية؛ فهل كل إمامي معذور إن صح مذهب الزيدية؟ وماهو الدليل على نجاته؟!
ج114/115) الخروج وعدمه شأن عملي، ولا علاقة للمعذورية وعدمها بصحة المذهب وعدمها، فكثيراً ما التقت المذاهب في الكثير من العقائد والتشريعات والمواقف رغم اختلافها في أمور عديدة.
س116 لماذا تلومون الناس على مخالفة مذهبكم ولا تعاتبون أئمتكم وهم الذين كتموا النص؟!
ج116) لا نلوم المخالف لنا إلا إذا حاورناه وألزمناه الحجة وأسكتناه فكابر وظل على إنكاره، وقد سبق منا القول أن النص لم يكن مكتوماً، وإلا كيف ظل يؤمن الناس بهم جيلا بعد جيل.
س117 إن كان خروجهم دعوة للاثني عشر؛ فما هو الدليل القطعي على ذلك من الروايات التاريحية التي تثبت التنسيق بين الأئمة الزيدية –واحدا واحدا- مع الأئمة الاثني عشر –واحدا واحدا-؟!
س118 لماذا لم يقل ذلك ويعترف به ويسلم به الإمام الأعظم الشهيد الولي بن الولي زيد بن علي صلوات الله عليه للروافض الذين رفضوه محتجين بإمامة جعفر الصادق صلوات الله عليه؛ مع أن موقفه كان موقف الحريص على الفرد الواحد ولو بإرضائه تقية؛ فكيف بالصدق والحق؟!
ج117/118) المعروف بين علمائنا ان الشهيد زيد (رض) لم يكن مخالفا لإمام زمانه المعصوم، وأما غيره فالميزان في كوانه موافقا لنا او مخالفاً هو إقراره بإمام زمانه المعصوم من الأئمة الإثني عشر، فإن ثبت عدم إقراره به، فقد سبق منا القول أننا نحترم رأي من خالفنا ونقيم علاقتنا به على اساس المحبة والحوار والتعاون فيما نتوافق عليه.
س119 تتهم الاثنا عشرية بأن ما خالفت فيه المسلمين من عقائدها إنما ظهر حلولا لورطات وقعوا فيها ولم يكن لها أصل قبل وقوع الحادثة التي وضعت بسببها؛ فالتقية –كمبدأ و عقيدة تميزت به الاثنا عشرية عن غيرها عملا ودفاعا- إنما وضع حلا لتبري جعفر الصادق من بعض غلاة شيعته الذين خرجوا عن طاعة الإمام زيد منتحلين الانتماء إليه وناسبين إليه ما هو منه برئ، والبداء إنما وضع حلا لموت إسماعيل -قبل أبيه- الذي اعتقدوا إمامته فترة من الزمن عملا بنظرية أن الإمامة في الكبير من أولاد الإمام السابق، وحصر الإمامة في اثني عشر وضع حلا لانعدام ذرية الإمام الحادي عشر عندهم، وولادة المهدي إنما وضعت حلا لما يعتقدونه من عدم تحول الإمامة عن شجرة وذرية الأحد عشر إماما إلى غيرهم، والغيبة إنما وضعت حلا ومداراة للشيعة الاثني عشرية لمشكلة تأخر خروج ما سبق ادعاؤهم له من ولادة المهدي ومضي العمر الذي يفترض أنه قد خرج فيه إن كان قد ولد حقا، ولكي لاينكشف للناس بطلان مذهبهم؛ فما قولكم وإن نفيتم ذلك: ماهي الأدلة القطعية التي تذكر ظهور التقية كمبدأ يعمل به ويتميز به الاثنا عشرية قبل حصول خروج الإمام زيد بن علي صلوات الله عليه، مما ألف من كتب المسلمين قبل خروج الإمام زيد صلوات الله عليه؟!
س120 ما هي الأدلة القطعية التي تبين ظهورالبداء كمبدأ أيضا وعقيدة قبل موت إسماعيل بن جعفر الصادق فيما ألف أيضا من كتب المسلمين قبل وقوع هذه الحادثة؟!
س121 ما هي الأدلة القطعية التي تبين ظهور عقيدة انحصار إمامة أهل البيت صلوات الله عليهم في اثني عشر إماما مما ألف من كتب المسلمين قبل وفاة الحسن العسكري؟!
س122 ما هي الأدلة القطعية التي تدل على أن الغيبة كانت عقيدة ومبدأ عند الاثني عشرية قبل مضي الفترة الافتراضية لقيام وظهور الإمام المهدي من حين تاريخ ولادته المزعومة من قبل الاثني عشرية؟!
ج119/120/121/122) لا يضر بصحة فكرة اعتقادية مجيئها جوابا على سؤال مستحدث بسبب عروض مشكلة حين التساؤل والإجابة، ذلك ان كثيرا من المسائل العقائدية التي بحثها علماء المسلمين قد عرضت بعد احتكاك المسلمين بأتباع الأديان الأخرى بعد توسع الفتوحات الاسلامية، فلم ينقص من حقيتها عدم وجودها في صدر الإسلام او في زمن النبي (ص). إن الميزان في الحق والباطل، وفي صحة فكرة او خطأها، ليس هو زمن نشوئها وبحثها، بل هو مدى تطابق الجواب عنها مع القرآن الكريم وسنة النبي وأحكام العقل الكلية. إضافة الى هذا فإن التقية ليست عقيدة، بل هي حكم فقهي وشرعي، والغيبة هي حادثة خارجية نقول نحن إنها وقعت، وليست هي فكرة نظرية مجردة، وكذا الحال في ولادة الإمام المهدي (عج). أما البداء فهو موجود في القرآن الكريم في قوله تعالى: (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) والبداء هو تفسير لهذه الآية، وقد طبقه الإمام الصادق (ع) على موت ولده اسماعيل.
س123 جاء في نهج البلاغة ذكر صفات هامة لإمام المسلمين، من ذلك؛ قال الإمام علي صلوات الله عليه حين جمع الناس وحثهم على الجهاد، فتكاسلوا وتحججوا بعدم خروجه معهم، فقالوا:- إن تخرج نخرج، فقال كلاما منه:- (أفي مثل هذا ينبغي لي أن أخرج، إنما يخرج في مثل هذا رجل ممن أرضاه من شجعانكم وذوي بأسكم، ولاينبغي لي أن أدع الجند والمصر وبيت المال وجباية الأرض والقضاء بين المسلمين والنظر في حقوق المطالبين ثم أخرج في كتيبة أتبع أخرى).نهج البلاغة الخطبة رقم 119. قال صلوات الله عليه في تبيين سبب مطالبته بالإمامة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:- (اللهم إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان ولا التماس شيئ من فضول الحطام، ولكن لنرد المعالم من دينك ونظهر الإصلاح في بلادك فيأمن المظلومون من عبادك وتقام المعطلة من حدودك).نهج البلاغة خطبة رقم 131 يبين فيها سبب طلبه للحكم ويصف الإمام الحق. قال صلوات الله عليه:- إنه ليس على الإمام إلا ما حمل من أمر ربه: الإبلاغ في الموعظة، والاجتهاد في النصيحة، والإحياء للسنة، و إقامة الحدود على مستحقيها، وإصدار السهمان على أهلها). نهج البلاغة، الخطبة رقم 105في بعض صفات الرسول الكريم وتهديد بني أمية وعظة الناس. فقد ذكر صلوات الله عليه في الكلمة الأولى بعضا من أهم أعمال الإمام، وهي أنه لاينبغي للإمام ترك الجند والمصر وبيت المال وجباية الأرض والقضاء بين المسلمين والنظر في حقوق المطالبين رغم وجاهة السبب وهو الخروج للجهاد. كما ذكر صلوات الله عليه في الكلمة الثانية أعمالا هامة أخرى للإمام، وهي رد المعالم من الدين وإظهار الإصلاح في بلاد رب العالمين، وتأمين المظلومين وإقامة المعطل من حدود أحكم الحاكمين. كما ذكر صلوات الله عليه في الكلمة الثالثة أعمالا أخرى للإمام، وهي:- الإبلاغ في الموعظة، والاجتهاد في النصيحة، والإحياء للسنة، و إقامة الحدود على مستحقيها، وإصدار السهمان على أهلها. ومن المعلوم أن اشتراط الإمام علي صلوات الله عليه في الإمام القيام بتلك الأعمال هو معنى ما تشترطة الزيدية في الإمام من الدعوة والقيام بأمر الإمامة، كما أنه من المعلوم أن غائب الاثني عشرية لايقوم بشيئ من تلك الأعمال، ولايفعل شيئا من تلك المهام؛ فهو تارك للجند والمصر وبيت المال وجباية الأرض والقضاء بين المسلمين والنظر في حقوق المطالبين، كما أنه لايردُّ المعالم من الدين ولايظهر الإصلاح في بلاد المسلمين ولايؤمن المظلومين ولايقيم حدود دين رب العالمين. وكذلك لاينطبق عليه ما اشترطه الإمام علي صلوات الله عليه في الإمام من الإبلاغ في الموعظة والاجتهاد في النصيحة، والإحياء للسنة وإقامة الحدود على مستحقيها، والإصدار للسهمان على أهلها؛ فهو لايبلغ في الموعظة ولاينصح ولايحيي السنة ولايقيم الحدود ولايصدر السهمان على أهلها؛ أليس في عدم اتصاف غائب الاثني عشرية بتلك الصفات والأعمال نقض لمشروعية الغيبة، وكيف ستجمعون بين كلام الإمام علي صلوات الله عليه وبين عدم اتصاف غائب الاثني عشرية بهذه الصفات الإمامية الهامة، وعدم قيامه بشريف تلك الأعمال السامية؟
س124 قال الإمام علي صلوات الله عليه:- (وقد علمتم أنه لاينبغي أن يكون الوالي على الفروج والدماء والمغانم والأحكام وإمامة المسلمين البخيل فتكون في أموالهم نهمته، ولا الجاهل فيضلهم بجهله، ولا الجافي فيقطعهم بجفائه، ولا الحائف للدول فيتخذ قوما دون قوم، ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق ويقف بها دون المقاطع، لا المعطل للسنة فيهلك الأمة). نهج البلاغة خطبة رقم 131 يبين فيها سبب طلبه للحكم ويصف الإمام الحق، إذا كانت الإمامة محددة بالنص على أسماء أشخاص معينين كما تقول الاثنا عشرية، وليست كما تقول الزيدية من أنها بالشروط والصفات؛ فلماذا لم يقل الإمام علي صلوات الله عليه إنه لاينبغي أن يكون الوالي على الفروج والدماء والمغانم والأحكام وإمامة المسلمين _غير الأئمة الاثني عشر_، وإنما عين الأئمة بذكر صفات كما هو مذهب الزيدية من تحديد الإمامة بالصفات والشروط؟
س125 قال صلوات الله عليه لعثمان بن عفان:- (إن أفضل الناس عند الله إمام عادل، هُدِي وهَدَى، فأقام سنة معلومة وأمات بدعة مجهولة، وإن السنن لنيرة لها أعلام، وإن البدع لظاهرة لها أعلام، وإن شر الناس عند الله إمام جائر ضَلَّ وضُلَّ به، فأمات سنة مأخوذة وأحيا بدعة متروكة، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:- (يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر وليس معه نصير ولاعاذر فيلقى في نار جهنم، فيدور فيها كما تدور الرحى، ثم يرتبط في قعرها). نهج البلاغة الخطبة رقم 164، قالها حينما اجتمع إليه الناس شاكين عثمان وطلبوا منه مخاطبته ونصحه؛ قسم الإمام علي صلوات الله عليه في هذه الكلمة أصحاب الإمامة إلى عادل مهدي مقيم للسنة ومميت للبدعة، وإلى جائر ضال مميت للسنة ومحيي للبدعة، فإذا كانت الإمامة منحصرة في اثني عشر كما تقول الاثنا عشرية، فسيكون معنى تقسيم الإمام صلوات الله عليه أن الإمام الجائر الضال المميت للسنة والمحيي للبدعة، إنما هو من أولئك الاثني عشر _حاشاهم_، فما تعليقكم؟
س126 في الأخير اذكروا لنا بالأدلة القطعية من هو الحجة على الاثني عشرية في هذا الزمان لكي نوجه إليه هذه الأسئلة، وهل نستطيع إيصالها إلى الإمام المهدي أم لا وأوصلوها وإلا أخبرونا ما هي الفائدة من وجوده وحياته ونحن مفتقرون إليه في حل مشكلات ديننا، وهل تقبلون أن يجيب على هذه الأسئلة أي شخص أم أن هناك صفات معينة لأشخاص يمثلون المذهب الاثني عشري بحيث أن إجاباتهم تكون الحجة عليكم الذي لا يقبل النقاش بعده ويتحمل من خلاله مسئولية كل ما سيقوله وينسبه للمذهب الاثني عشري أو ينفيه عنه؟!
ج123/124/125/126) قد سبق منا القول في الإجابات السابقة أن ما يذكر من صفات للوالي والإمام في القرآن الكريم واحاديث النبي (ص) وأهل بيته (ع) يراد به حيازته عليها بحيث يكون قد استكمل في شخصه صفات الكمال المطلوبة، وتوافر الصفة لاستلزام العمل على طبقها خارجا في كل وقت وأوان، فإن الشجاعة والجهاد أمران ضروريان، لكن وجودهما لا يقتضي ان يبقى الإمام في حالة جهاد دائم بالسيف، وكذا الأمر في إنشاء الدولة وغقامة الحدود، فإن ذلك مرهون بالقدرة وسنوح الفرصة، وفي كل فإن غياب الإمام المهدي (عج) لا يستدعي تعطل الجهاد ولا إقامة دولة العدل، بل هو موكول للفقيه المجتهد في كل عصر وأوان بالنحو الذي تسمح به الظروف. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“