جدل مع الأشاعرة

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
أمين نايف ذياب
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 70
اشترك في: الجمعة أغسطس 12, 2005 12:25 pm

جدل مع الأشاعرة

مشاركة بواسطة أمين نايف ذياب »

بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
جدل مع الأشعرية
التمهيد
لـمـاذا الأشعرية ؟ ما قيمة قراءة الأشعرية ؟ـ مع أنـها مجهولة كل الجهالة عند جمهور المسلمين ـ هي معروفة عند حفنة أو حفنات من الناس ! بل إنَّ من نسبوا إلي الأشاعرة على صيغة الجمع ، مع كون المنسوبين إليه هو شخص واحد ( وهو أبو الحسن علي بن إسماعيل بن اسحق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن عامر المكنى بأبي بردة بن عبد الله وعبد الله هذا هو ( هو أبو موسى ) بن قيس الأشعري وقد غلبت كنيته على اسمه ) ولد 260 وتوفي 323 هـ ورغم وصفه بأنه مؤسس الفرقة الأشعرية إلاّ إنه مجهول تماما عند من يقال عنهم الأشاعرة ، بل إنَّ اسم الأشاعرة أيضا كمنهج من مناهج الفرق الإسلامية غير معروف أو مشهور أيضا ، والسبب أنـهم أحبوا الاختباء وراء اسم أهل السنة والجماعة ، على اعتبار الانتماء لمدلول أهل السنة ـ أي سنة المصطفى ـ والجماعة ـ أي جماعة المسلمين ـ وبهذا الاسم أردوا نسويغ أنفسهم أنهم أهل الحق ، لكن هذا القول بـهذه الصورة ، لا واقع له في بنيتهم الفكرية ، وإذ سنة المصطفى ليست حكرا على أحد أبدا ، كانت التسمية تحمل نوعا من التدليس قصدوه ، وتعمدوه ، فهم يعلمون على وجه اليقين أنَّ ما زيفوه من مقالات هو في الواقع مجرد مقولات للرجال تحتمل الحق والباطل ، والصواب والخطأ ، وسنة المصطفى وهي بيان لنصوص وردت بصيغة عامة في القرآن إذ هي تبيين لقول مجمل مثل قوله تعالى : (( إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً )) وهذا النص القرآني لم يبين أوقات أداء الصلاة ، فجاءت سنة المصطفى مبينة لهذا القول المجمل ، فحددت الأوقات تحديدا واضحا ، وتكون السنة بيانا لمجمل ؛ أو تخصيصا لعام ؛ أو تقييدا لمطلق ؛ أو سحب حكم واقعةٍ على واقع آخر لسبب أو علة . فهل يستطيع الأشاعرة أو غيرهم الإدعاء أنَّ هذا البيان هو خاص بـهم ؟ وليس معروفا أو معلوما عند غيرهم ؟ طبعا لا أحد من المسلمين يستطيع ذلك ، فهم إذن ليسوا أهل السنة بـهذا المدلول ، فما هي إذن السنة التي ينتمي إليها هؤلاء الأشعرية ؟ هم ينتمون من جهة لانقلاب الأشعري على المعتزلة ؛ لغرض يمكن سبره ، فهو ليس طلب الحق ابدا ، بل في الأكمة ما وراءها ويدعون الانتماء لسنة المحدثين ـ أي ما دونه أهل الحديث من حديث ـ يزعمون أنَّ رسول الله هو قائله ـ مع أن البربهاري شيخ الحنابلة في زمن الأشعري هذا ـ لم يعترف به أنه على السنة ، ولا زالت المعركة الحامية الوطيس بين السلفية ـ بدعواها أنها وريثة المحدثين والحنبلية ـ وبين الأشاعرة ولا ينكر ذلك ذلك إلا مكابر ، والمسألة في مفهوم الأشاعرة الذين يدعون أنـهم أهل السنة هي الإدعاء أنَّهم ممثلو الحق المطلق .
الأشعرية ما هي ؟ وهي تفتقد الأصل ؟ وليس لها فصل يمكن وضعها تحته ؟ وهي مع ذلك دون محددات تميزها ، هي منطقة وسطى مابين الجبر والتخيير مع كونها غارقة حتى أذنيها في الجبر . هي تزعم أنها في منطقة وسطى بين أهل العقل والنقل ، مع أن الخرافة والأسطورة فيها تبلغ الأوج ، انظر قصة رحمة بنت ابراهيم الأتية ، تزعم الأشعرية انها تنزه الله تعالى عن المكان وعن الزمان ولكنها تقول برؤية الله يوم القيامة بلا دليل .
هذه الثلاثة : الجبر ؛ والأسطورة الخرافية ؛ والتناقض في داخل البنية الفكرية ؛ ليست هي فقط إشكالية الإشاعرة . ولا يوجد في المنظور إمكانية إعادة انتاج فكر الإشاعرة من تصحيح يبدأ من نقطة الانحراف الرئيسة ، فهم مع الزمن تعقدت مشاكلهم ، فقد نضبت أية لمحة اجتهادية من منهجهم . إذ دخل الفكر الأشعري منذ قرون دور الشروح والحواشي .
يقول الدكتور أحمد محمد صبحي وهو من الأشاعرة :
إن أهم معالم الكلام الأشعري بعد الأيجي يتمثل في ما يأتي :
1. المتون : قوالب مصبوبة صيغت فيها المعتقدات كأنها القول الفصل الذي ليس له مرد .
2. الأراجيز : إذ صيغت العقائد في شكل أراجيز حتى تكون عونا على الحفظ "الصم" أو الآلي الذي يشل التفكير .
3. الحشو : ففي عصور التدهور تعلق "الفكر الأشعري" بالقشور دون اللباب وبحشو الاعتقاد دون الأصول .
4. الغيبيات : إذ تُعرض العقلية المتخلفة في غمرة سطحيتها عما هو أصيل إلى ما هو مخدر فتنشر الأوهام والخرافات . ويضع الدكتور صبحي الهامش (3) بعد كلمة الخرافات ويضع في الهامش (وربما كانت الأشعرية أكثر تعرضا لآفة الأوهام من السلفية نظرا للتحالف الوثيق بين الأشعرية والتصوف .
ويفصل الدكتور صبحي هذه الأربعة : بأن يأتي بفقرات طويلة من متن السنوسية وهو متن زعم المهندس سعيد فودة أنه قدم شرحا له فتصدى له آخر من أحداث الأشاعرة هو محمد ياسر فاتهمه بمغالطات في شرح المتن اقتضى ردا من أشعريين أخرين على محمد ياسر .
وفي تدليله على انتشار الأراجيز أورد ثلاثة مقطوعات من هذه الأراجيز الأولى من جوهرة التوحيد لإبراهيم اللقاني وجاء بأرجوزة ثانية ولم يعرف بها وعلق الدكتور صبحي عليها بهامشه رقم (2) بقوله : هكذا اقترن حشو الاعتقاد بالأصول فأصبح من المعتقد : الإيمان بنزول عيسى ؛ وبالدجال وبكرامات الأولياء ؛ وترتيب الخلفاء في الفضل كنرتيبهم في الخلافة ؛ ولا يصح لعن يزيد ؛ وعائشة أفضل من الزهراء . ولطرافة أفكار هذه المقطوعة ها هي كاملة : .
إله الخلق مولانا قـديم وموصوف بأوصاف الكمالِ
هو الحي المدبر كل أمر هو الحق المقـدر ذو الجلالِ
مريد الخير والشر القبيح ولـكن لبس يرضى بالمحالِ
صفات الذات ليس عين ذات ولا غيرا سواه ذا انفصالِ
وما القرآن مخلوق تعالى كلام الرب عن جنس المقالِ
ورب العرش فوق العرش لكن بلا وصف التمكن والإيصال
ولا يمضي على الديان وقت وأحوال وأزمان بحالِ
يميت الخلق طرا ثم يحيي فيجزيهم على وفق الخصالِ
لأهل الخير جنات ونعمى وللكفار إدراك النكالِ
يراه المؤمنون بغير كيف وإدراك وضرب من مثالِ
فينسون النعيم إذا رأوه "في خسران أهل الإعتزال"
وعيسى سوف يأتي ثم يبقى لدجال شقي ذي خبالِ
كرامات الولي بدار دنيا لها كون فهم أهل النوالِ
وأن السحت رزق مثل حل وأن يكره مفالي كل قالِ
ثم يأتي الدكتور صبحي في أبيات من أرجوزة الحريدة البهية للدرديري .يواصل الدكتور صبحي كلامه فيأتي بأمثلة موثقة على حشو الاعتقاد في أفكار الأشاعرة في التفسير من خلال تفسير الأية ((لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ)) (الرعد: من الآية11) من تحفة المريد حاشية جوهرة التوحيد وهذا هو قوله :
لكل آدمي عشرون من الحفظة : عشرة في الليل وعشرة في النهار ، واحد عن يمينه ؛ وآخر عن شماله ؛ وإثنان بين يديه ومن خلفه ؛ وإثنان على جنبيه ؛ وآخر قابض على ناصيته ، وإثنان على شفتيه ، والعاشر يحرسه من الحية ان تدخل فاه . !!!!!!!!!!!! ويواصل الدكتور صبحي النقل من تحفة المريد فيأتي بالعجب العجاب .
ويواصل الدكتور صبحي الكلام في الموضوع الرابع "غيبيات وخرافات" والكتابة من نفس تحفة المريد في الرقيب والعتيد وأنهما يكتبان أعمال الإنسان وأقواله من خير وشر ومن مباح ، أما المباح قيلقي به في عرض البحر في يومي الأثنين والخميس من كل أسبوع فتلتقمه حيتان البحر فتموت منه لنتنه فيخرج منه دود يأكل الزرع .
أكتفيت ببعض النماذج حتى لا اطيل ها هي تكشف الفكر الأشعري وتظهر تدهوره عاريا ، وهو الفكر الذي ساد حياة الامة طيلة سيادة الفكر الإشعري أي ساد عشرة قرون متتالية فالمسالة إذن ليس إصلاح الفكر الأشعري فقد ثبت أنه لا يمكن إصلاحه فالمطلوب استئصاله من جذوره والعودة للمفاهيم الحضارية التي سادت في إبان ازدهارها أي إلى ما قبل الفرن الخامس الهحري .
والأشاعرة ـ كجماعة ـ يعتبرون من أهل علم الكلام ، من حيث بدايتهم ، وهو العلم الذي أخذوه عن المعتزلة تأكيدا ، والمعتزلة هم منشئو علم الكلام إجماعا ، وكل من اشتغل به من غير المعتزلة : ـ كالأشعرية والماتريدية والشيعة الإمامية ـ إنما كانوا عالة على المعتزلة في علم الكلام وأذ فقدوا المنبع بعد أن أخرج المعتزلة من الحياة الثقافية للأمة الإسلامية ، أدخلوا الفلسفة على الفكر الإسلامي . ليكون في آخراهم وضع الأساطير والخرافات كما مر ، والمشكلة أن اصحاب الأغراض من السلفية والأشعرية شددوا اللوم والنكير وزعموا أن المعتزلة هي التي فتحت الباب واسعا لثقافة يونان ؛ لتدخل في بنية الفكر الإسلامي ، وهذا قول باطل اثبت ذلك البحث العلمي .
يقول الدكتور عبد الكريم عثمان [ في تقديمه وتحقيقه لكتاب شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني ـ رحم الله كليهما القاضي والمحقق ـ يقول :
" ولا شك أن القاضي كان أحد الأفذاذ ، الذين وقفوا في وجه المحاولات القوية التي كانت تبذل لتمييع الثقافة الإسلامية ، وإخفاء شخصيتها بالمؤثرات الأجنبية . ولئن كان فلاسفة الإسلام كابن سينا وابن رشد وابن طفيل وغيرهم ، قد أرخوا العنان لأنفسهم ، وتخلوا في كثير من الأمور عن التفكير المستقل والشخصية المتميزة ـ أمام الغزو اليوناني الفلسفي ـ [وأزيد انا أمين نايف ذياب هنا أتهم وقفوا في وجه سيل الأحاديث التي ادخلت لسنة المصطفى على أنها من أقواله r ، فقد اعلن المعتزلة حملة على مثل هذه الأحاديث ، التي نهز أصول التوحيد والعدل والجزاء] فإن علم الكلام بقي صامدا أمام هذا التيار ـ رغم انتفاعه بما في الفلسفة دون المنطق بمقدار ـ بحيث لم يتخل المعتزلة عن قواعدهم وأصولهم ، لقد ظل القاضي طول حياته كالطود الراسخ يكافح مع المعتزلة الآخرين قبله أو بعده في منع طغيان هذه التيارات الدخيلة . والسبب كون القاضي يحمل ثقافة إسلامية خالصة ويمتلك اللسان العربي امتلاكا ـ أقدره على أن يحرص دوما على الاحتكام للفهم الإسلامي لمختلف القضايا الفكرية ـ .
أن الدارس لفكر القاضي ـ رحمه الله ـ يعلم أنه يرفض بشدة أن تكون الفلسفة اليونانية موجهة للفكر الإسلامي ، أو ان نصبح قواعد أرسطو هي الحاكمة لهذا التقكير .
لكن هذا السد المنيع لم يلبث أن انهار بعد ان أنحسر المعتزلة انحسارا تاما ، إذ حدث غياب المعتزلة بسبب الوثيقة القادرية ، ومع انحسار السد الذي أقامه المعتزلة أصبح منطق أرسطو يرتفع فوق الشبهات ، واختلطت الفلسفة بعلم الكلام على يد الأشاعرة ، حتى لم يعد بالإمكان التمييز بين الفلسفة وعلم التوحيد ، وخاصة عند المنأخرين من الأشاعرة كالأيجي والجرجاني .
ونفس هذا القول ـ وهو إدخال الفلسفة كجزء من تفكير الأشاعرة ـ قاله الدكتور أحمد محمود صبحي استاذ الفلسفة الإسلامية في كلية الآداب في جامعة الإسكندرية ، وهو أشعري كما هو معروف ، قال هذا الكلام في كتابه الثاني من علم الكلام إذ عنون الفصل الثالث من الكتاب بعنوان [مرحلة علم الكلام الفلسفي] فقد فال الدكتور صبحي واصفا تفسير الرازي "مفاتيح الغيب" : " اختط في تقسيره منهجا غريبا غير مألوف من قبل ، إذ في تفسيره كل شيء ، فقد أودعه ابحاثا نحوية وبلاغية ولغوية إلى جانب آراء فلسفية وعلمية في الطبيعة والكون ، قهو أول من استحدث التفسير الكوني للآيات مستعينا بالفلسفة والمنطق والعلم ، يصرف القول ويشقق المسائل ، وينتصر للمذهب الشافعي في آيات التشريع ليرد على المعتزلة والشيعة وخصوم الأشاعرة في آيات الاعتقاد .
هنا لا بد من ملاحظة ؛ وهذه الملاحظة توضح أمرا ضروريا ، وهو أن مذهب محمد بن إدريس الشافعي هو مذهب في الفروع ، وهو مذهب فقهي تفرع عن كتاب الشافعي الرسالة ، فدونت آراء الشافعي في هذه الفروع في كنابه الموسوم في الأم ، وقد وضع دارس ما مسندا في الحديث للإمام الشافعي ؛ ضمنه كل الأحاديث بسندها المتصل التي استشهد فيها الشافعي ؛ مرتبا إياها حسب ترتيب كتاب الأم ؛ وقد بلغت أحاديث مسند الشافعي 1818 حديثا ؛ مفرقة على ابواب كتاب الأم ، ليس فيها حديث واحد في حشو المعتقدات أو الفتن أو الملاحم أو الفضائل أو علامات الساعة ، فما دلالة ذلك ؟ لقد نقل منها 216 حديثا عن الثقة ، يصرح باسمه أحيانا ، وغالبا لا يصرح ، والثقة هو ابراهيم بن محمد بن يحيى الإسلمي استاذ الشافعي ، ومن المعلوم واضحا ـ لكل من لا يكابر ـ أن ابراهيم هذا من الطبقة الخامسة من المعتزلة ، وإبراهيم هذا هو تلميذ واصل بن عطاء ، وفضلا عن ذلك فقد روى الشافعي أحاديث تقارب ما نقله عن ابراهيم ، عن مسلم بن خالد الزنجي وهو عدلي مشهور ومعلوم أيضا ، وروى كذلك عن ابراهيم بن سعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، وقد ورد اسمه في طبقات المعتزلة كمعتزلي ، ومعروف شأنه في إباحة العزف والغناء .
إن التحريف الذي جرى على المذهب الشافعي ، جاء متأخرا ، ليساير مذهب الأشاعرة أي لتتفق الأصول مع الفروع ، فالذي قام به البيهقي فادخل أحاديث من باب حشو المعتقدات ، لم يفم الشافعي بنقلها أو تضمينها بكتبه ، وما زعموه خارج كتب ااشافعي لا قيمة له .

يمكن ـ من خلال استقراء التاريخ ـ القول : إن الصراع الفرقي والمذهبي خمد خمودا تاما بعد معركة ابن تيمية وخصومه الأشاعرة ، وبتحول كثير من علماء الإشاعرة من المؤرخين والفقهاء والمحدثين إلى الاقتراب من رؤية ابن تيمية في بعض مقولاته : كالذهبي ؛ وابن كثير ؛ وابن حجر العسقلاني ، وللسكوت من قبل الحنابلة عن تكفير النزعات الصوفية ، وأمام نهاية المماليك سياسيا ظهر في الدولة العثمانية ـ خاصة وهي على مذهب أبي حنيفة ـ فكر سمي "اهل السنة والجماعة" نقيضا للشيعة الصفوية ، فمهوم "اهل السنة والجماعة" تحول لوصف اتباع المذاهب الأربعة ، وهي ذات صورة فقهية خالصة ، أي أهمل أمر التفكير والبحث في المعتقدات ، فخمد الخلاف فصار اسم اهل السنة والجماعة لا يثير شقاقا ولا نزاعا داخل اتباع المذاهب الأربعة ، وصار كل عالم من علماء المذاهب الأربعة يشار إليه بانه أحد علماء المسلمين ، تلك هي الصورة التي بقيت ثابتة في الذهن الجماعي الإسلامي ، ورغم أن الدعوة الوهابية حركت امر الخلاف التاريخي بين الصوفية الأشاعرة وهم رأس في ذلك ، وبين الوهابية ، إلا أنه حلاف لم يشتد ويثير الزوابع والعواصف ، ولكن شهدت المنطقة ـ من مطلع الربع الأخير من القرن العشرين ـ إثر وجود دعوة إسلامية ناشطة أخذت اسم السلفية ، وبحكم الإنفاق عليها ، بدات طلائع معركة خلافية شاملة ، بين السلفية والفرق والمذاهب الراكدة ، فاثير الخلاف مع الصوفية ومع القبورية ـ وهم أشعرية ـ ومع الفكر السلفي ، ليتوسع ويشمل كل أنواع المدارس الفكرية الأخرى ، لكن ما كان مهما من هذا الصراع هو الصراع الأشعري السلفي ، وخاصة أن السلفية استطاعت بما بذلت من أموال ونشاط ، أن تجند إلى جانبها باسم السلفية الكثير من رجال المذاهب الأخرى ، خاصة من الأشعرية ، وهذا أدى بدوره إلى قيام حركة مضادة للفكر السلفي ، قام بها علماء من الأشاعرة اصحاب منزع صوفي ، ربما كان اشهرهم على الإطلاق آل الغماري ضد الألباني الحنفي ـ المتحول لسلفي ـ ومع العلم أن هذه المعارك الفرقيةلم تجد من يرصدها ؛ ويرصد اسباب تحركها ؛ والدوافع وراء ذلك ؛ فإن الذي عاش في الأردن هذه الحقبة الزمنية سيجد أن الصراع تركز في الأردن ، بين السيد حسن السقاف ـ تلميذ الغماريين ـ وبين الألباني وتلاميذه ، وفي خضم هذا الإحياء للصراع الفرقي ، علم بعض الناس صراعا سلفيا أشعريا يرأس السلفية الزمر السلفية ، ويرأس المجموعة الأشعرية الشيخ عبد الله الحبشي ، الذي ستجده متعصبا شديدا لفكرة التكنفير ، والهجوم على خصم الأشاعرة ذي الحضور الواضح وهو الفكر السلفي ، ولكته شمل في هجومه الشيخ تقي الدين النبهاني وحزبه ، مع أن الحزب يقينا في أفكاره ليس سلفيا بل هو على الجملة أشعري في أفكاره ، وشن الأشاعرة الأحباش أيضا هجوما على الأستاذ سيد قطب رحمهما الله تعالى لقد حكم الحبشي عليهما بالتكفير !!! .
تلك هي البيئة التي ولدت زمرة أشعرية ، كلها من حيث السن على حداثة في العمر ، وليس لها في العلم مجال ، ولا في العمل السياسي والفكري وجود ، لكنها بحكم حداثة سنها قادرة على حفظ المتون هذا هو السلاح العلمي الذي تملكه فقط لا غير .
مجموعة الأفكار التي ينشرونـها هي : وربما أهمها كارثية ، هو قولهم بالكسب ـ إذ هو على الحقيقة اسم للجبر ـ مهما حاولوا التنصل من الجبر ، وقالوا بأمور أخرى ، سيجري ترتيبها حسب الأهمية .
1. تتجلى كارثة الفكر الأشعري بقولهم : [إن جميع ما يجري في الكون من أفعال لله تعالى ، أو أفعال بتسخير الظاهرة الكونية من قبل الناس ، أو أفعال العباد الاختيارية سواء كانت على وجه الحسن ، أو على وجه الفبح ، من كفر ؛ وإلحاد ؛ وفسوق ؛ وفجور ؛ وفساد ؛ وضلال وجبروت ؛ وظلم ؛ وسرقة ؛ واغتصاب ؛ وقمار ؛ وربا ؛ وفعل الفواحش جميعا ـ ما ظهر وما بطن ـ وشتم الله تعالى ؛ أو شتم رسول الهدى ؛ أو إهانة القرآن الكريم ؛ أو إنكاره أنه كتاب الله ؛ أو القيام بعبادة غير الله ؛ أو الخيانة أو الزنى أو العهر أو عقوق الوالدين ؛ أو القتل بغير حق ؛ أو ممارسة الغش أو التدليس ؛ وبصورة جامعة يقولون : إ ن كل أنواع المخالفات الإنسانية الاختيارية ـ هي مراد الله بإرادة واحدة أزلية ـ وهي كلها خلق لله ، وفعل له تعالى ، فلا ينسب فعل الفاعل المختار المكلف له ، إلا على وجه المجاز ، فهم لا يفرقون بين قول الله تعالى : [لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] (المائدة:17) وبين قوله تعالى : ) قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً (الطلاق: من الآية10) فهم لا يقرقون بين فعل "كفر" المسند اسنادا واضحا على الحقيقة لكلمة الذين ، وبين الفعل "أنزل" المسند إلى الله تعالى إسنادا واضحا ، فكلاهما عند هؤلاء الأشعرية خلق لله وفعل له ، وليتهم قالوا ـ مثل ابن تيمية حين جعل الإنسان ـ فاعل لفعله على الحقيقة ، ولكنه ايضا خلقا لله تعالى ، مع المعلوم ضرورة استحالة ان يكون الفعل الواحد منسوبا لقادرين : واحد هو الله تعالى القادر مطلقا الذي لا يعجز ، وآخر هو المكلف القادر بقدرة تفويضية . وحتى تخرج الأشعرية من ورطة القول بفعل مشترك بين الله والمكلف قالوا بكلام أجمع أهل المعرفة كلهم : على أنه غير مفهوم سموه الكسب . وهذا شرح للكسب من أقوال شيخهم ، والنقض عليه .
يقول ابن فورك الأشعري المتوفى سنة 406 هـ = 1015 م في كنابه مجرد مقالات الأشعري : فأما إبانة مذهبه في معنى العمل والفعل ومن يصح ان يوصف بذلك ، فإنه كان يذهب إلى أن الفاعل على الحقيقة هو الله عز وجل ، ومعناه معنى المحدث وهو المخرج من العدم إلى الوجود . وكان يسوِّي على الحقيقة بين قول القائل : خلق ؛ وفعل ؛ وأحدث ؛ وأبدع ، وأنشأ ؛ وأخترع ؛ وذرأ ؛ وبرأ ؛ وابتدع ، وفطر .
ويخص الله تعالى بهذه الأوصاف على الحقيقة ، ويقول أنها إذا أجريت على المُحْدَثِ فتوسع والحقيقة من ذلك يرجع إلى معنى الاكتساب . وكان يصف المُحْدَثَ على الحقيقة أنه مكتسب ويحيل وصف الله تعالى بذلك . [أي يحيل وصف الله تعالى بانه مكتسب] وانظروا الآن من هو فاعل الاكتساب في كلامه .
ويقول : إن كسب العبد فعل الله تعالى ومفعوله وخلقه ومخلوقه وإحداثه ومحدَثه وكسب العبد ومكتسبه ، وإن ذلك وصفان يوصف بأحدهما القديم وبالآخر المحدَث ، فما للمحدَث من ذلك لا يصلح للقديم ، وما للقديم من ذلك لا يصلح للمحدَث . وكان يُجري ذلك مجرى خلقه للحركة في أنه عين الحركة فيتصف الله تعالى منها بوصف الخلق ويتصف المحدث منها بوصف التحرك ، فتكون حركة للمحدث خلقا لله تعالى ولا يصح أن تكون حركة لله تعالى وخلقا للمحدث . وكان يذهب في تحديد معنى الكسب والعبارة عنه (إلى ) أنه ما وقع بقدرة محدثة.
وكان لايعدل عن هذه العبارة في كتبه ولا يختار غيرها من العبارات عن ذلك ، وكان يقول أن عين الكسب وقع على الحقيقة بقدرة محدثة ، ووقع على الحقيقة بقدرة قديمة ، فيختلف معنى الوقوع فيكون وقوعه من الله عز وجل بقدرته القديمة إحداثا ووقوعه من المُحدَث بقدرته المحدثة اكتسايا.

وكان لايمتنع من أطلاق القول بمقدور من قادرين أحدهما خالقه ولآخر مكتسبه ، وكان يمنع أطلاق القول بفعل بين فاعلين حقيقة كما يمنع أيضا من أحداث بين محدِثَين . فأما القول بإحسان بين محسنين وتفضل بين متفضلين وعدل بين عادلين وصواب بين مصيبين وحق بين محقين وحكمة بين حكمتين على الوجه الذي حكينا عنه في قوله مقدور بين قادرين .
[أي على قول الأشعري هو خلق لله وكسب لمن فعله . وأهم من هذا خلال النقاش الدي دار مع أغلمة الأشاعرة أنهم قالوا "بوقاحة تامة" : أن الفعل الذي هو الكفر ليس فعلا للإنسان ، بل هو فعل الله تعالى ، والإنسان الذي ندد الله عليه كفره ـ مع ان كفره خلق لله تعالى ـ لكن الإنسان محل للفعل فقط ، وليس فاعلا للكفر ، فالتنديد على كونه محلا لفعل الله . والنسج على مثل هذا القول : يلزمهم أن الذي مات بقتل القاتل له ، وإذ كان المقتول محلا للقتل ، فعليه على منهج أغلمة الأشاعرة التنديد على المقتول إذ هو محل الفعل !!!! ] ونعود لنقل ما تمخض عنه ذهن الإشعري وهو أي كلامه ليس خلقا له ، بل مجرد اكتساب فقد قال :
فأما المعلوم والمسموع والمرئي والمذكور والمراد كل ذلك واجب إذا كان منسوبا إلى الُمحدَث أن يكون منسوبا إلى الله عزوجل أولا . ثم أنه يكون معلوما لله عز وجل بعلم أزلي!!! وللمحدَث بعلم حادث ، غير أنهما يتفقان في وجه تعلق العلمين بمعلومهما من حيث تعلق العلمَيْن . وكان يفرق بين هذا التعلق وبين تعلق القدرة بالمقدور ، ويقول إن تعلق القدرة يختلف دون تعلق العلم والسمع والبصر والذكر والخبر . لأن تعلقها يختص بأن يحصل المقدور على صفة فيحصل بقدرة الله على صفة الحدوث وبقدرة المحدَث على صفة الاكتساب . وكان يقرق بينهما أيضا بان العلم لا يختص معلوما والقدرة تخنص مقدورا ، فوجب أن لها من الحكم ما ليس للعلم من التساوي في التعلق كما لم يكن لها التساوي في في تعميم النوع والجنس .
وكان يقول : إن تعلق الأمر / والنهي بالمُكتسِب في كسبه من حيث ما يتصف به المأمور الُمكتسِب لا من حيث الحدوث والخلق .
الأمر والنهي كما توضح العبارة عند الأشعري والأشاعرة ، ليس أمرا بالفعل أو الترك ، فقط عليه ان يتصف بالأمر ويتصف بالنهي ، ولا يفهم من العبارة أية دلالة على أهمية الأمر والنهي تجاه المأمور المنهي ، فهو لا حيلة له ولا يملك القدرة على القيام بما أمر به ولا يملك أن لا يقوم بما نهي عنه فهما لا تعلق لهما بالحدوث والخلق والفعل .
تلك هي خلاصة الكسب الأشعري أو الجبر الأشعري ، ومع أنه بحث لا فائدة منه من ناحية عملية ، فهم في الواقع العملي لهم يقولونه ولكنهم لا ينفذونه ، فهم يطلبون من مناقشهم أن يفهم ما يقولون أي يطلبون منه القيام بفعل ويلومون على ذلك بحق أو بغير حق مع قولهم : أن الكسب نفسه ، لا يوجد بالقدرة المحدثة ، أو يحدث بها ، فهم يقولون يقع بالقدرة المحدثة كسبا ويقع بالقدرة القديمة خلقا ، وهذا القول بهذه الصورة غير مفهوم أصلا ، ولا واقع له يدركه المكلف ، فما عند الأشاعرة مجرد محفوظات لمهاترات قدماء الإشاعرة ، في رفضهم للجبر ، وفي رفضهم للاختيار ، وإذ لا يوجد منطقة وسطى بين هذين الطرفين ، وجد هذا الفكر الهزيل .
ربما يتوهم بعض الناس أن مفهوم الكسب راجع لمعناه في اللغة ؛ أو راجع للدلالة التي دل عليها القرآن في ذكر الكسب ؛ والواقع أن معنى الإكتساب عند الأشاعرة لا علاقة له باللغة ؛ بل لا علاقة له بأي لغة من لغات البشر ؛ ولا علاقة له بالآيات التي ورد فيها تصريف من تصريف الكسب . وهذه هي الآيات الني ذكرت الكسب ليعلم أن لا علاقة لها بكسب الأشعري :
· كسب
1 . بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (البقرة:81)
2 . وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (الطور:21)
3 . مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ) (المسد:2)
· كسبا
1 . وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (المائدة:38)
· كسبت .
1 . تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (البقرة:134)
2 . تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (البقرة:141)
3 . لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (البقرة:225)
4 . وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ
(البقرة:281)
5 . لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (البقرة:286)
6 . فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (آل عمران:25)
7 . وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (آل عمران:161)
8 . وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (الأنعام:70)
9 . هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (الأنعام:158)
10 . أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (الرعد:33)
11 . لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (ابراهيم:51)
12 . ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (الروم:41)
13 . الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (غافر:17)
14 . وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (الشورى:30)
15 . وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (الجاثـية:22)
16 . كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (المدثر:38) .
ـ كسبتم
1. تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (البقرة:134)
2 . تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (البقرة:141)
3 . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (البقرة:267)
ـ كسبوا
1 . أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (البقرة:202)
2 . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (البقرة:264)
3 . إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (آل عمران:155)
4 . فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (النساء:88)
5 . وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (الأنعام:70)
6 . وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (يونس:27)
7 . مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (ابراهيم:18)
8 . وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً (الكهف:58)
9 . وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً (فاطر:45)
10 . وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (الزمر:48)
11 . فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (الزمر:51)
12 . تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (الشورى:22)
13 . أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (الشورى:34)
14 . مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئاً وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (الجاثـية:10)
· تكسب
1. قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (الأنعام:164)
2 . وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (الرعد:42)
3 . إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (لقمان:34)
تكسبون
1 . وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (الأنعام:3)
2 . وَقَالَتْ أُولاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (الأعراف:39)
3 . ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (يونس:52)
4 . أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (الزمر:24)
· يكسب
1 . وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (النساء:111)
2 . وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً (النساء:112)
· يكسبه
1 . وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (النساء:111)

· يكسبون
1. فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (البقرة:79)
2. وَذَرُوا ظَاهِرَ الْأِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْأِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ
(الأنعام:120)
3. وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (الأنعام:129)
4. وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (الأعراف:96) .
5. فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (التوبة:82)
6. سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (التوبة:95)
7. أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (يونس:8)
8. فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (الحجر:84)
9. الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (يّـس:65)
10. قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (الزمر:50)
11. أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (غافر:82)
12. وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (فصلت:17)
13. قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (الجاثـية:14)
14.كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (المطففين:14)
· اكتسب
1 . إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْأِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (النور:11)
2 . لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (البقرة:286)
· اكتسبن
1. وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (النساء:32)
· اكتسبوا
1. وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (النساء:32)
2 . وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً (الأحزاب:58)
هذه كل الآيات التي ورد فيها (كسب) وما تصرف من ذلك ، فأين هو المعنى الذي يقول به الأشعري من أن الكسب هو عدم نسبة الفعل إلى الإنسان ؟ كل ما جاء في القرآن بكلمة الكسب ، أراد به القرآن نسبة الفعل على الحقيقة إلى الإنسان ، ومن ثم مسؤوليته التامة عن هذا الفعل ، واستحقاقه الثواب إن كان تنفيذا لأمر الله ، واستحقاقه العذاب إن كان فاعلا ما نهى الله عنه ، ولذلك لم يلجأ الأشعري ومن بعده من الإشاعرة إلى هذه الآيات ، وكان يجب أن يلجأ إلى هذه الآيات التي ورد فيها الكسب ما دام قد سمى نظريته باسم الكسب ، لقد جاء الأشعري بكلمة من القرآن ووضعها في غير موضعها !!!! والعياذ بالله من هذا الفعل ثم انحرف عنها أكثر بان أعطاها دلالة مخالفة لواقعها في اللغة ، ومفهومها في القرآن الكريم . هل يوجد جرأة على الباطل أكبر من هذه الجرأة ؟؟ .
ألأشعري لم يكن يحدوه تقديم حل لمشكلة الجبر والاختيار ، فيطلب الحق من مظانه ، وجه جل اهتمامه لمعارضة المعتزلة ، والزعم بأنه استطاع تفنيد رأيهم في قولهم : إن الإنسان خلقه الله حرا في إرادته ، ففوض الله تعالى أمر خلق أفعاله الاختيارية إليه (نظرية النفويض عند المعتزلة) ولم يات الأشعري بدليل مقنع ولذلك بقيت النظرية مغلفة بغموضها الشديد .
ألم يكن الأولى بالأشعري أن لا يخترع معنى يخالف اللغة ؟ ويخالف القرآن الكريم ؟ فيستعمله لنفي خلق فعل الإنسان الاختياري ؟ ليوهم الناس أنه لا يقول بالجبر ؟ فالمسألة أما أختيار وإما جبر ولا منطقة وسطى بينها ، والمسألة إما خلق الإنسان لفعله الاختياري ؛ أو خلق الله لفعل الإنسان سواء كان الاختياري أو غيره ، فكيف فرق الأشعري بين فعلين محلهما الإنسان ؛ وهما الحركة الاختيارية ، وهي أن يقوم الإنسان باصطناع رعشة ليديه ؛ ليوهم الناس أنه مفلوج ليقوم المحسنسن بتقديم العون له . والحركة الاضطرارية أي أن ترنعش يده فعلا بسسب الفالج الذي أصيب به ، فيجعل الأشعري الأولى واقعة بالاكتساب ، والثانية بالاضطرار ، مع العلم أنه لا يمكن أن يقوم التفريق ألا على مذهب المعتزلة في كون الأولى متعلقة بنا عن طريق الحدوث أي الفعل ، والثانية لله تعالى لأنه لا دور لنا في إحداثها . لكن التقليد يعمي ويصم .
يقول المرحوم الشيخ تقي الدين النبهاني ، القائد المؤسس لحزب التحرير ، في كتاب الشخصية الإسلامية الجزء الأول ما نصه ، بعد أن شرح رأيهم : " والحقيقة أن رأيهم ورأي الجبرية واحد فهم جبريون . وقد أخفقوا ـ أي الأشاعرة ـ كل الإخفاق في مسألة الكسب ، فلا هي جارية على طريق العقل ، إذ ليس عليها أي برهان عقلي ، ولا عن طريق النقل ، إذ ليس عليها أي دليل من النصوص الشرعية ، وإنما هي محاولة مخفقة [أي فاشلة] للتوفيق بين رأي المعتزلة ورأي الجبرية . فهذا رأي الشيخ النبهاني وهو أحد علماء أهل السنة والجماعة ، أي هو ليس معتزليا ولا شيعيا .
ويقول الدكتور أحمد محمود صبحي في خاتمته لكتابه الثاني في علم الكلام وهو عن الأشاعرة : " أريد أن اخلص من ذلك إلى أن أي دعوة لا بد ان تتجاوز فكر الأشاعرة حتى لا يكون مصيرها التعثر كما هو حال بعض الدعوات المعاصرة ، وكيف يتسنى لها النجاح في ظل الاعتقاد بنظرية الكسب وتكليف ما لا يطاق وأن أفعال الله ليست معللة بأغراض لمصلحة العباد" .
وإذ اكتفي بمناقشة أمر خلق أفعال العبيد الحسنة والقبيحة من قبل الله تعالى كما يدعي الأشاعرة تاركا أمر تفصيل معنى الكسب في فصل آخر من هذا الكناب فانني اناقش موضوع الحسن والقبح في الأفعال وهل هو شرعي أم عقلي ولكن ايضا باقتضاب غير مخل .
2- كلمات الأشعري في مجرده عن الحسن والقبح ثم يأتي نقضها .
1. يقول الأشعري في ص 15 من مجرده : "العلم بالواجب والندب والحسن والقبيح من أفعال المكلفين طريقه الاكتساب والاستدلال وانه لا يعلم من ذلك ضرورة ولا بديهة" .
2. "واعلم أنه يجري في كلامه كثيرا : أن الكفر قبيح والكافر لا يعلمه قبيحا ، ولا بد من جاعل جعله قبيحا ، ولا يجوز أن يكون هو الكافر الذي لا يعلمه قبيحا "
3. "إن القبيح إنما كان فبيحا منا لتعلق نهي الله تعالى عنه به ونهيه كلامه وكلامه غير محلوق !!!! .
4. كذلك إذا كان قبيحا لتعلق نهي الله تعالى به وجرى كونه قبيحا مجرى كونه منهيا عنه ، فكذلك لا يجوز ان يقال : إنه وجد قبيحا بمحدثه ، أو هو قبيح بمن جعله كذلك" .
5. وعلى حسب ما ذكرنا من أصله في معنى القبيح منَّا ، يساق الكلام في معنى الحسن ، وهو أنه يجري وصفنا لكسبنا بأنه حسن منَّا مجرى وصفنا له [بأنه] مأمور لله تعالى به ، فلا يصح على ذلك أن يقال : إنه حسن بأن جعله حسنا ، بل لا يصح أن يقال إنه حسن بجاعل جعله حسنا ، كما لا يجوز إنه مأمور به بجاعل جعله مأمورا به ، لأن تحقيق ذلك يرجع إلى الأمر به ، والأمر به ليس بمجعول أصلا .
ما سبق هي خمس فقرات أو جمل منقولة من مجرد مقالات الأشعري لوضعها تحت دائرة البحث
فهو يقول في جملته الأولى : "طريق العلم بما ذكر الواجب ... " إلخ طريقه الاكتساب والاستدلال . انتهى . فما الفرق بين الاكتساب والاستدلال ؟ أليس الاستدلال هو النظر ؟ أي التفكر في الكون المنظور ألا يقع هذا التفكر منا وحسب دواعينا ؟ اترك للأشاعرة الجواب على ذلك .
ويقول في جملته الثانية : " أن الكفر قبيح ... إلخ ، يبدأ الفقرة بجملة تفريرية ، تحكم على قبح الكفر ، وهذا القول حق ، فالكفر قبيح لذاته عقلا ، وكونه يحسن على بعض الوجوه الإكراه مثلا ، فإن هذا الوجه عارض ، فلا يعني العارض نفي الحكم العام عليه ، وهذا أقصى ما يتعللون به لجعل الحسن والقبح غير معلوم لذاته .
ويعلل الأشعري في جملته الثالثة أن الفبح هو لتعلق نهي الله تعالى به ، ولا يجد لتعليل كلامه غير قوله بقدم كلام الله !!! ، وهذا كما هو معلوم محل النزاع الشديد ، فكيف يرتب قوله على كلام معروف عواره ؟ ولا يدل عليه دليل من عقل أو شرع ، فالعقل والشرع يدلان على ان القرآن مخلوق ، وان الأمر النهي لم يجعل الحسن فبيحا ، والقبيح حسنا ، بل الأمر والنهي تعلقا بالوصف الذاتي للفعل ، الأمر تعلق بحسن المأمور به ، والنهي تعلق بقبح المنهي عنه ، فالحسن والقبح هما عله الأمر والنهي ، فالله لا ينهى عن حسن ويأمر بقبيح ، بل أمر يالحسن ونهى عن القبيح ، وكون بعض الوجوه تُغير في الحكم ، فهي لا تغير في الوصف الذاتي للفعل ، بل تغير الوضع الظرفي الآني للفعل .

3. الإدعاء العام بأن علم الحديث هو علم ذب الدخيل عن سنة المصطفى r ، ولهذا جعلت كتب الأحاديث ـ وخاصة البخاري ومسلم والكتب الأربعة الأخرى ـ هي مرجعية السنة ، وهذا الكلام لا أصل له وفاقد للحجة والدليل ، وهذا أكثر ما تقوم عليه دعاواهم .
4 . الإدعاء بأن العقائد [قضايا الإيمان] تؤخذ من نصوص الحديث ، وفي الوقت نفسه يناقضون أنفسهم ، فيزعمون أن حديث الآحاد لا يصلح دليلا على العقائد [أي على قضايا الإيمان] فوقعوا من جراء ذلك بالمتناقضات .
5. دعوى أن رسول الله r هو الذي قال أحاديث علامات الساعة الكبرى .
6 . الزعم أنَّ رسول الله r قال أحاديث الفتن والملاحم .
7 . دعوى أنَّ رسول الله r قال حاثا على طاعة الفاسقين والظالمين من الحكام .
8 . إثبات رؤية الله يوم القيامة في المحشر وفي الجنة .
9 . إثبات صفة الكلام الأزلي له تعالى ، ويجعل الأشاعرة كلامه الأزلي هو الكلام النفسي ـ أي لم ينـزل الله كلامه تعالى على النبي r بل ما نزل هو حكاية كلام الله ، ويخفون عن جماهير الأمة القول بأن القرآن المدون في المصاحف مخلوق .
وقد ترتب على ما سبق مجموعة من الأقوال المتناقضة ، لا بد من التعرض لها جميعها بالتفصيل .

انتظر الحلقات التالية
العقل أول الأدلة فالكتاب فالسنة فالإجماع
الشرع مصلحة للناس
www.almutazela.com

karraar
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 49
اشترك في: الاثنين ديسمبر 08, 2003 12:09 am

مشاركة بواسطة karraar »

السلام عليكم ورحمة الله



الرجاء الاستمرار يا شيخ أمين فنحن في الانتظار


وهناك في شبكة الرازي الأشعرية كتاب من تأليف سعيد فودة في الرد عليكم والدفاع عن الأشاعرة, هل لكم اطلاع عليه؟ إذا كان لكم اطلاع عليه, الرجاء كتابة تعليقاتكم عليه


ولكم جزيل الشكر


وصلى الله على نبينا محمد المختار وآله الأطهار

أمين نايف ذياب
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 70
اشترك في: الجمعة أغسطس 12, 2005 12:25 pm

سعيد فودة والرد عليه

مشاركة بواسطة أمين نايف ذياب »

نعم اطلعت عليه وقرأته وهو كله مغالطات ونقل عن أشاعرة متأخرين زمنا وكنت قد ناقشته فيه لكنه لم يستمر بالنقاش حولة وطلبت منه طبعه ليكون بين يدي القراء لكنه لم يطبع حتى الآن رغم أنه طبع له أكثر من كتاب وأكبر حجما إذ كتابه صغير الحجم وساضع ردي عليه في كتاب جدل مع الأشاعرة رقم 12 وما تقدم هو مقدمة هذا الكتاب وساضع الرد في كل المنتديات وسيكون مطبوعا في الكتاب الذي أشرت إليه
العقل أول الأدلة فالكتاب فالسنة فالإجماع
الشرع مصلحة للناس
www.almutazela.com

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“