الهدى والضلال من منظور أهل التوحيد والعدل

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
أمين ذياب
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 10
اشترك في: الثلاثاء يونيو 21, 2005 4:55 am
مكان: عمان الأردن

الهدى والضلال من منظور أهل التوحيد والعدل

مشاركة بواسطة أمين ذياب »

الهدى والضلال من منظور أهل العدل

لأهل الكسب ( الأشاعرة والماتريدية) مقولة ثابتة ، تقول : إنَّ الله جل جلاله خالق كل شيء ، رافضين الاستثناء من كل شيء ، فجعلوا : كلَّ شيءٍ ، وكلَّ أمرٍ ، وكلَّ فعلٍ ، وكلَّ حَدَث ، وكلَّ تَصَرُّفٍ ، شراً كانَ أو خيراً ، من فعل الإنسان ، أو من فعل غيره ، دون تفريق ، هو فعل لله تعالى وخلق له .
ومن هنا وقع كل من فكر الأشعري وفكر الماتريدي أسيراً للجبر ، مع أنه رافض له بدعوى الكسب .
والمرحوم النبهاني ـ مفكر حزب التحرير الرئيسي ـ رباه جده( )لأمه ، ودرس في الأزهر الشريف ، والقائمون على التدريس فيه أشاعرة ، فليس غريباً أن يظهر فكره متأثراً بالأشاعرة ، رغم محاولاته الهروب منهم .
المرحوم النبهاني أصاب عين الحقيقة في بداية كلامه عن الهدى والضلال ، ولكنه تمرد عليها في قوله : إن الهدى والضلال خلق الله تعالى ، بعد توكيده : إنَّ الإنسان هو الذي يتوصل إلى الهداية بعقله وفعله ، ويتوصل إلى الضلال بعقله وفعله .
يحق للإنسان أن يقيم سؤالاً، وهو إذا كان الإنسان هو الذي يهتدي وهو الذي يضل، وهذا قول حق، فكيف يقال بعد ذلك أن الهدى والضلال خلق الله تعالى؟
أليس معنى أن الإنسان يهتدي أي يخلق الهدى في نفسه عقلاً وفعلاً؟
وأن الإنسان هو الذي يضل أي يخلق الهدى والضلال في نفسه عقلاً وفعلاً؟
أي إرادة وسيادة أو نظرية وممارسة.
( مشكلة خلق الأفعال اإنسانية تحكم البحث، فتسيّره نحو حرية الإنسان في الاختبار أو الجبرية الظاهرة أو المُدَلِّسة).
وبحث الهدى والضلال بحث من أبحاث العدل، وكما أن التوحيد لا يصح العلم به إلاّ عقلاً، فكذلك العدل لا يعلم إلا بواسطة العقل، وآيات الهدى والضلال إنما تفهم بجعل العدل مرجعية للفهم.

الهدى والضلال في فكر حزب التحرير
" الهدى والضلال والبيان"
وردت أبحاث الهدى والضلال، في الدوسية، وفي الشخصية الإسلامية وفي أجوبة أسئلة، وخلاصة ما قاله حزب التحرير في هذا الموضوع، في مسألة الهدى والضلال قوله: " مما لا شك فيه أن الإنسان هو الذي يهتدي، وهو الذي يضل، فإذا اهتدى فإنما توصل للهداية بنفسه في عقله وتفكيره، وفي سعيه وعمله، وإذا ضل فإنما يصل إلى الضلال بنفسه في عقله وتفكيره، وفي سعيه وعمله، فهو يهتدي مختاراً، ويضل مختاراً، دون أي إجبار"( ).
وهذا القول من حزب التحرير قول حق واضح بيّن، ولكن حزب التحرير عاد القهقرى حينما بحث الآيات التي نسبت الهدى والضلال إلى الحق عزّ وجل، فجعل معنى تلك الآيات خلق الهدى وخلق الضلال، فالهُدى والضلال عند حزب التحرير مخلوقان للحق تعالى، دون مباشرة من الله لفعل الهداية أو فعل الضلال، وهنا يوقعنا حزب التحرير في نفس إشكالية الأشاعرة، الذين يسندون كل الأفعال إلى الله تعالى، ويسندون إلى الإنسان الكسب، ولكن حزب التحرير يرفض استعمال كلمة الكسب، إذ سبق وأن وصف الكسب بأنه عين الجبر فبعد أن بحث رأي الأشاعرة في القضاء والقدر، وسماهم أهل السنة، قال:" هذه خلاصة رأي أهل السنة، وبالتدقيق فيه يتبين بوضوح أن رأيهم ورأي الجبرية واحد، وأنهم جبريون".
والظاهرة أنهم كانوا في حيرة بين أدلة المعتزلة وأدلة الجبرية، فأرادوا أن يسلكوا سبيلاً وسطاً، فاخترعوا ما سموه الكسب"( ).
فالنبهاني يرفض أسم الكسب ويراه مقالةً جبرية، ولكنه يقول بأن الهدى والضلال خلق الله تعالى، وفعلٌ للإنسان، ولا يفسر لنا كيف أن الفعل الواحد مخلوقاً لله تعالى، ومفعولاً للإنسان، ولا يفسر لنا كيف أن الفعل الواحد مخلوقاً لله تعالى، ومفعولاً للإنسان، ولا يفسر لنا أيضاً الفرق بين مقالته تلك ومقالة الأشعري، القائل بأن الفعل خلق له تعالى وكسب للإنسان، فالقولان صورة واحدة وقول واحد، مع تبديل كلمة الكسب بكلمة الفعل.
وحزب التحرير أو النبهاني لا يجعل بحثه يستند إلى دراسة شمولية، بأن يستحضر كل آيات الهدى والضلال، وإنما يستشهد بالآيات التي تخدم فكرته المسبقة، ويترك باقي الآيات التي لا تخدم فكرته، ولم يقم ببحث لغوي يحدد معاني الهدى ومعاني الضلال.
الهدى في اللغة الإرشاد والدلالة، وقال ابن قتيبة أصل هدى: أرشدَ والإرشاد يكون بالبيان، ويكون بالدعاء، وفي الإتقان للسيوطي" إن الهدى يأتي على سبعة عشر وجهاً، فالهدى اختلف فيه العلماء، فالبعض يقول إن جذر الهدى أي أصل المعنى وهو الفوز والنجاة، وكل معنى غير هذا المعنى إنما هو معنى متنقل عن الأصل، لأنه متعلق به او طريق إليه، فالقرآن هُدى لأنه يوصل المتمسك به إلى الفوز والنجاة، وكل معنى غير هذا المعنى إنما هو معنى متنقل عن الأصل، لأنه متعلق به أو طريق إليه، فالقرآن هُدى لأنه يوصل المتمسك به إلى الفوز والنجاة، والأدلة في الإيمان هدى لأن الإنسان يتحقق له بواسطتها الفوز والنجاة، والذي دلّ على طريق فيه نفعٌ أنه هدى إليه، والبعض من العلماء يرى أن أصل الهدى هو الدلالة والبيان، وكل معني من معاني الهدى متعلق بالدلالة والبيان.
ولا يُعلمُ قولٌ عن أحد من أهل العلم أن الهدى هو عين الطاعة، إلا من جعل الهدى أي الطاعة مذهباً له، واضطر بعد ذلك أن يتأول معاني الهدى على غير ما في اللغة أو القرآن الكريم، والهدى بمعنى الدلالة والبيان هي المعنى الأساسي في القرآن الكريم، والهدى بمعنى الدلالة والبيان هي المعنى الأساسي في القرآن الكريم قال تعالى : (( هُدىً لِلنَّاسِ ))(البقرة: من الآية185) (( وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ))(النحل: من الآية64) (( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى ))(فصلت: من الآية17) (( فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً )) (البقرة: من الآية38) (( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى ))(التوبة: من الآية33) (( وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائيلَ ))(الإسراء: من الآية2) والآيات كثيرة التي تأتي فيها كلمة الهدى بمعنى الدلالة والبيان، فالمعنى الأول من معاني الهدى الدلالة والبيان، فالمعنى الأول من معاني الهدى الدلالة والبيان ، وقد ذكر الله عزّ وجل الهدى بمعنى زيادة الهدى قال تعالى : (( وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً )(مريم: من الآية76) وقال : (( وَزِدْنَاهُمْ هُدىً * وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ)(الكهف: من الآية13 ومن 14) وقال : (( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ ))(الأنعام: من الآية125) وقوله تعالى : (( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا ))(الأعراف: من الآية43) والمراد بمثل هذه الآيات ليس خلق الإيمان، إذ هم مهتدون بإرادتهم وأفعالهم، كما تُبين الآيات، وإنما المراد ما يفعله الله تعالى لمن أراد الحق، وبحث عنه عازماً على السير فيه، من ألطاف وتأييد وخواطر ودواعي، وإذ حلت هذه محل الأدلة في أنها الطريق لفعل الطاعة، والباعث عليه، كانت هي من معاني الهدى، والله لا يخلق هدى المهتدين وإنما يفعلها الإنسان، والله يزيح العلة من أمامه ؛ إذ المعلوم من حاله أنه طالب للهداية وباحث عنها وراغب في السير على مقتضى الهداية، ويرد الهدى بمعني سلوك الطريق المستقيم كقوله تعالى : (( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ))(الفاتحة:6) ولا يمكن أن تحمل هذه الآية على خلق الإيمان في نفس المؤمن، ولا على الدلالة والبيان، وإنما هي دعاء في طلب طريق الجنة، ومثل ذلك قوله تعالى، (( عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ ))(القصص: من الآية22) وهذه الآية واردة عن موسى عليه السلام، فلا يصح أن يقول نبي من أنبياء الله عسى ربي أن يهديني، إلا والمراد خلاف الدلالة والبيان فالآية طلبٌ ودعاء بأن يسير على طريق الهداية.
ومن معاني الهدى كما تقدم الفوز والنجاة والثواب، فقال تعالى : (() وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ ))(محمد: من الآية4 والآية5 ) والمراد به الثواب إذ لا يمْكن أن يكون بعد القتل إيمان أو دلالة أو بيان ومثلها قوله تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ )) (يونس:9)

والخلاصة التي نصل إليها أن الهدى حينما يسند إلى الله تعالى، فلا يراد به خلق الهدى من حيث الاسم، ولا من حيث المسمى، ذلك أن أسماء المعاني لا يصح إطلاق الاسم عليها دون وجودها وجوداً واقعياً، فالواقع سابق والاسم لاحق، وليس مراد القائلين بخلق أسماء المعاني أنه تعليم الاسم أو تعليم المسمى، مع تعليم الأمر به أو النهي عنه وإنما يقولون بأن المعاني اسماً ومسمى مخلوقه له تعالى، أي أنهم يفردون الله جلّ جلاله بالخالقية ، مع أنَّ الله أسند الخالقية إلى غيره، قال تعالى على لسان عيسى.
أيــــــة
فالله هو الخالق يخلق يخلق ابتداعاً، ويخلق إنشاءً ويبدؤ الخلق ثم يعيده، ولكن الإنسان إذ يخلق إنما يخلق وهو مخلوق، ومخلوق الإمكان فيه للخلق، فالله في خلقه الخلق لا يحده حدٌ، والإنسان إذ يخلق أفعاله وطاعاته ومعاصيه وإيمانه وكفره وتصرفاته، إنما يخلق مخلوق محدود في كل شيء، ولهذا تبارك الله أحسن الخالقين.
وعليه فإن قول حزب التحرير" وأما ما ورد من آيات تدل على نسبة الهداية والضلال إلى الله، فإن ذلك يعني أن الله خلق الهداية والضلال من العدم"( ).
مثل هذه القول من حزب التحرير قولٌ لا معنى له، وإنما هو مجرد انشداد إلى قول أهل السنةـ، الرافضين إسناد خلق أفعال الإنسان إلى الإنسان، مع أن خَلَقَ وَفَعَلَ وَجَعَلَ وأَن~شَأَ وعَمِلَ وأَب~دَعَ وإخْتَرَعَ وذَرَأَ وبَرَأَ وفَطَرَ إنما هي كلمات تتفق في أساس المعنى، وتختلف في درجاته وأحواله وهيئاته، وهي تستعمل على الحقيقة في فاعلها سواء أكان الله أم الإنسان، أم غير ذلك، والقرينة العقلية تجعل المعنى على حال في حق ذات الله، وعلى حال أخرى في خلق الإنسان، وحال ثالثة في حق الحيوان، وحال رابعة في حق النبات وخامسة في حق الجماد، وسادسة في حق الأفلاك، وسابعة في حق الأسماء والمعاني.
وينبغي أن نعلم أن الفعل لا يكون بين فاعلين، بل له فاعل واحد سواء أكان الله الواحد المنزه عن المشاركة، أو الإنسان على سبيل الأفراد أو المشاركة، أو غير الإنسان،والمقدور لا يكون بين قادرين، فالعجب كل العجب من قول من يقول عن الهدى أنه خالق له تعالى، وفعل للإنسان بل هو للإنسان وحده، حين يكون المراد وجود معنى الهدى في نفسه، وهو له تعالى حين يكون المراد الدلالة والبيان، لما من شأنه الفوز من العذاب، أو عين الفوز، أما إن كان دلالة وبيان لأمر من أمور الحياة فهو لمن دل عليه، أو بينه سواء أكان العقلُ أو هادٍ ما، وعليه فإن كلمة الهدى كما وردت في القرآن الكريم يراد بها أحد المعاني التالية، أو ما هو داخل في هذه المعاني أو ما هو عائد إليها:
1- الدلالة والبيان.
2- زيادة الهدى لمن فعل الهدى لالإلطاف والتوفيق والتأييد والخواطر.
3- سلوك الطريق المستقيم.
4- الثواب والنجاة والفوز.
والمعنى الأول بفعله الله لكل المكلفين، والمعاني الثلاثة الأخرى لمن يستحقها، ولا يستحقها إلاّ المؤمنون بالقول الثابت، ولهذا لا يرد أن الله خالق للهداية، وهي فعل للإنسان في نفس الوقت.
أما الضلال فالأصل فيه أنه الهلاك، ويستعمل فيما هو طريق إليه، أو يكون حقيقة فيما يؤدي إلى الهلاك، أما ابن قتيبة فيقول عن الضلال أنه الحيرة والعدول عن الحق والطريق، فيقال ضل عن الحق وضل عن الطريق ومن معاني الضلال النسيان، قال تعالى على لسان موسى
أيــــــــــــــة
وأضل القوم ميتهم أي قبروه، والضلال الهلكة والبطلان، وإضافة الضلال إلى الحق جلّ جلاله معناه العقاب، إذ الضلال وهو من فعل الفرد، طريق لعذاب الله تعالى، قال تعالى
أيــــــــــة
أي وما يعذب الله بالمثل إلاّ من فسق أي أظهر المعصية فالمثل حجة عليه ومثل هذه الآية قوله تعالى
أيــــــة
أي يعذبهم بقوله
أيــــة
وقوله
أيــــة
وقوله
أيــة
فكل هذه الآيات يراد بالضلال العقاب.
والذين صح منهم العزم وبأن القصد من طلب للهداية والسير فيها والعمل بمقتضاها، فإن الله جل وتعالى يخلق الله لهم بإلطافة زيادة في الهدى، وعلى العكس الذين صح منهم العزم وبأن القصد من طلب للضلال والسير فيه، والعمل بمقتضاه، فإن الله تعالى لا يفعل لهم ما يمنعهم عن السير في الضلال، ولا يقال إن هذا العمل من قبله تعالى منع للإيمان ورضا منه تعالى بالضلال، بل هي محاولة تحريك العقول بالاتجاه الصحيح لأن السير على الضلالة والتمكين منه تمكين استطاعة، يبعثه على التفكير إن إراد التفكير، وجَعَلَ هذه الأعمال ابنلاءٌ قال تعالى
أيــــــــــــــة
ومن معاني الضلال الحيرة والشك، وهما يبعثان على طلب التخلص من الحيرة والشك، ما دام إنساناً عاقلاً سوياً طالباً للحق، وهذا ما عناه القرآن الكريم بقوله تعالى
أيـــــــــة
ومن معاني الضلال الذهاب به عن طريق الجنة إلى طريق النار، وهذا فعلٌ يحسن من الله تعالى أن يفعله والله يفعله لمن استوجبه بكفره وعناده وسوء اختياره، ومِن وجوه معاني الضلال ما يلي:
1- العقاب.
2-العمل الذي يؤدي إلى العقاب.
3-الحيرة والشك.
4-الذهاب عن طريق الجنة إلى طريق النار لمن اختار ذلك الطريق.
5- النسيان.
ومن المستغرب قول المرحوم الشيخ النبهاني أن الله خالق للضلال، تعالى عزّ وجل عن ذلك، سواء أكان الكفر أو المعصية أو الفسوق أو الدعوة لها أو تلبيس الأدلة، فكل هذه الأعمال لا يجوز إسنادها له تعالى لا حقيقة ولا مجازاً، بل هي حقيقة للإنسان الفاعل لها، ومجازاً للمزين لها من جنٍ وانس، فإسناد الهدى إلى الله حقيقةٌ هو إسناد الثواب، وإسناد الضلال إلى الله حقيقة هو إسناد العقاب، وأما غير ذلك فهو للإنسان أفعالاً على الحقيقة، أو لله تعالى توفيقاً للمؤمن، وبعثاً على طلب الخروج من الشك والحيرة للكافر أو المعاصي أو الفاسق.
هذا هو موضوع الهدى والضلال كشف عنه البحث بإختصار، ولا بد من إعادة التأكيد على أن القول بأن الله خالق للهدى، بمعنى فعل الإيمان والطاعات، وخالق للضلال بمعنى فعل الكفر والمعاصي، إنما هو قول لا يجوز بحق الله تعالى، والقول بأن الله خالق للهدى من حيث هو هدى، وخالق للضلال من حيث هو ضلال، أي خالق لمسنى الهدى والضلال، أمر لا يقع الحس عليه، فالهدى يطلب مهتدين بالتلازم، والضلال يطلب ضالين بالتلازم، فالإنسان يضل، وهو مُمكّنٌ من أن يسير على الهدى، أو على الضلال، وكم كان بحث حزب التحرير صحيحاً في أوله!
دون تمعن بالآيات من أن الهدى الذي ينسب إلى الله هو الثواب، والضلال الذي ينسب إلى الله العقاب، ومن هذا المعنى يُعلم صحة الآيات وصدقها التي نسبت الهدى والضلال إليه تعالى، أي الثواب لمن يستحق الثواب، والعقاب لمن يستحق العقاب.
العقل أول ألأدلة . الشرع الإسلامي مصلحة للناس . التوحيد العدل . المنزلة بين المنزلتين . صدق الوعد والوعيد . وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . هي أصول الإسلام

أبو علي الموالي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 25
اشترك في: الثلاثاء أغسطس 09, 2005 2:07 am
مكان: الكويت

مشاركة بواسطة أبو علي الموالي »

حيا الله الشيخ أمين

كم أنا مشتاق لمشاركاتكم في البال توك , حقيقة لدي الكثير من التساؤلات حول المعتزلة

و لكن سأقوم بطرح الأسئلة لا حقا .

وسوف أناقشك في اعتقاد الوهابية بالتجسيم وامكانية رؤية الله يوم القيامة وغيرها الأمور
قال الإمام علي بن الحسين سيد العابدين { عليه السلام }:
القائم منا تخفى ولادته على الناس حتى يقولوا : لم يولد بعد,
ليخرج وليس لأحد في عنقه بيعة . { كتاب إكمال الدين للشيخ
الصدوق}

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“