دراسة فى مناقشة أستدلالات نظرية عدالة الصحابة جميعا

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
أحمد شريف طنطاوى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 199
اشترك في: الاثنين مايو 31, 2004 2:29 pm
مكان: مصر

دراسة فى مناقشة أستدلالات نظرية عدالة الصحابة جميعا

مشاركة بواسطة أحمد شريف طنطاوى »

بسم الله الرحمن الرحيم

قبل البدء أود أن أسجل سعادتى بأعادة فتح مجالس آل محمد بعد طول غياب . أشكر مؤسسة الإمام زيد عليه السلام و أهنئ الأخوة المشاركين

أود أن أشارك الأخوة بدراسة قمت بها مؤخرا حول الأستدلالات التى يستند إليها الأخوة من أهل السنة و الجماعة لبرهنة نظريتهم بعدالة الصحابة جميعا . و تلك الدراسة هى نتاجا لتجربة شخصية إذ كان لى مع بعض الأخوة منهم محاورات و مناظرات حول تلك النظرية

يكاد يجزم أهل السنة و الجماعة بقطعية نظريتهم بعدالة الصحابة جميعا .. و نجد صدى ذلك عند أعلامهم :
- ذكر أبو الفضل أحمد بن على بن حجر العسقلانى فى كتابه (الإصابة في معرفة الصحابة ) :
اتفق أهل السنة على أن الـجـمـيـع عدول و لم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة

- و ذكر أبو محمد علي بن احمد بن حزم الظاهرى فى المرجع السابق :
الصحابة كـلـهـم من أهل الجنة قطعا

- و ذكر أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسى فى كتابه ( الإستيعاب في معرفة الأصحاب 1 : 2 و 19):
ثبتت عـدالـة جـمـيـعـهـم بثناء الله عز و جل عليهم وثناء رسوله عليه السلام و لا أعدل ممن ارتضاه الله لصحبة نبيه ونصرته ولا تزكية أنضل من ذلك ولا تعديل أكمل منه ..
الصحابة رضى الله عنهم قد كفينا البحث عن أحوالهم لإجماع أهل الحق من المسلمين و هم أهل السنة والجماعة على أنهم كـلـهم عـدول

و كى يـمرر أهل السنة و الجماعة تلك النظرية فقد أتخذوا أستراتيجية من 3 نقاط :

1- تعسف أهل السنة و الجماعة فى تأويل آيات من القرآن تخص طائفة معينة من الصحابة و يأولونها بأنها تمنح العدالة لكافة الصحابة بلا أستثناء
2- تحصن أهل السنة و الجماعة خلف حشد من الروايات ينسبونها لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم
3- ممارسة الأرهاب الفكرى و الضغط النفسى لحماية نظرية تقديس الصحابة

- قبل البدء أعود و أذكر القارئ بتعريف من هو الصحابى عند أهل السنة و الجماعة كما ذكرها البخارى :
هـو مـن صـحـب الـنـبى أو رآه مـن الـمسـلمـين فـهو مـن أصـحـابـه .

أولا : تـعـسف أهـل الـسـنة و الـجـماعة فى تـأويـل آيـات مـن الـقـرآن تـخـص طـائـفـة مـعـيـنة مـن الـصـحـابة و يأولـونـهـا بـأنهـا تـمـنـح الـعـدالـة لـكـافـة الـصـحـابـة بلا أسـتـثـنـاء :

1- قال الله تعالى فى سورة الفتح آيتى 18 و 29 :
- لقد رضـى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم و أثابهم فتحاً قريباً

- محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ترااهم رُكعاً سُجدا يبتغون فضلاً من الله و رضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مَثَلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سُوقه يُعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً

سورة الفتح نزلت عقب الأنصراف من الحديبية فى ذى القعدة سنة 6 هـ
و قد نزلت الآية تمدح فئة معينة محددة من أصحاب رسول الله الذين بايعوه بيعة الرضوان تحت الشجرة . و كان عددهم يتراوح ما بين 1400 رجل كما ذكر الصحابى جابر بن عبد الله الأنصارى و 1300 كما ذكر الصحابى عبد الله بن أبي أوفى الأسلمى
* صحيح البخارى – كتاب المغازى – باب غزوة الحديبية

إلا إننا نجد مثلا عبد الرحمن بن علي بن الجوزى يذهب إلى شوط بعيد فى كتابه ( زاد المسير 4 : 204 ) :
و هـذا الـوصـف لـجـمـيـع الـصـحـابة عـنـد الـجـمـهور !

و برغم أن الآية تخص فئة معينة من الصحابة ... أتخذ أهل السنة و الجماعة تأويلا تعسفيا بأن تلك الآية التى نزلت بحق 1400 صحابى دليلا على أن كافة الصحابة عدول ! .. أى كل من صحب النبى أو رآه !

2- قال الله تعالى فى سورة التوبة آية 100 :
والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم .

سورة التوبة نزلت سنة 9 هـ
و قد نزلت الآية تمدح فئة معينة محددة من أصحاب رسول الله هم كما حددت الآية : السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان . و قد أختلف المفسرون فى تفسير المقصودون بالآية :
فى تفسير أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبى ( المتوفى 671 هـ ) :
قال سعيد بن المسيب : هم الذين صلوا إلى القبلتين .
قال أصحاب الشافعي و الشعبى : هم الذين شهدوا بيعة الرضوان
قال محمد بن كعب و عطاء بن يسار : هم أهل بدر
و فى تفسير أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ( 224 - 310 هـ ) :
و قال الشعبي : المهاجرون الأولون من كان قبل البيعة إلى البيعة فهم المهاجرون الأولون و من كان بعد البيعة فليس من المهاجرين الأولين .
و بديهيا أن الآية لا تشير إلى المتأخرين فى دخول الإسلام . و لا تشير إلى المؤلفة قلوبهم . و لا تشير إلى الطلقاء أو مسلمة الفتح . رغم أن فتح مكة كان قد مر عليه حوالى سنة آنذاك إذ كان فى رمضان 8 هـ !

و برغم أن الآية تخص فئة معينة من الصحابة ... أتخذ أهل السنة و الجماعة تأويلا تعسفيا بأن تلك الآية التى نزلت بحق السابقين الأولين دليلا على أن كافة الصحابة عدول ! .. أى كل من صحب النبى أو رآه !

3- قال الله تعالى فى سورة التوبة آية 117:
لقد تاب الله على النبي و المهاجرين و الأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم

الآية 117 من سورة التوبة نزلت عقب العودة من غزوة تبوك سنة 9 هـ ( خرج الرسول للغزوة فى 29 رجب 9 هـ )
و قد نزلت الآية تمدح فئة معينة محددة من أصحاب رسول الله هم الذين خرجوا معه لتلك الغزوة . و بديهيا أن الآية لا تشمل من لم يغزو تلك الغزوة و منهم مثلا أبو هريرة و عبد الله بن الزبير .

و برغم أن الآية تخص فئة معينة من الصحابة ... أتخذ أهل السنة و الجماعة تأويلا تعسفيا بأن تلك الآية التى نزلت بحق المجاهدين يوم تبوك دليلا على أن كافة الصحابة عدول ! .. أى كل من صحب النبى أو رآه !

4- قال الله تعالى فى سورة البقرة :
و كذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيداً ( البقرة 143 )

الآية مفادها أن الله جعل الأمة الإسلامية أمة وسطا بين اليهود والنصارى أو وسطا بمعنى عدلا بين الإفراط والتفريط في الأمور فالآية المباركة تخاطب الأمة بما هي أمة ، و لا يستفاد منها بأى وجه بأن المقصود فيها أن يكون كل واحد من أفراد حقبة معينة دون غيرها موصوفا بالعدالة .
و إليك من تفاسير أهل السنة و الجماعة التى تفيد أنها تخص عـامـة الأمـة :
تفسير أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبى :
ولما كان الوسط مجانبا للغلو والتقصير كان محمودا أي هذه الأمة لم تغل غلو النصارى في أنبيائهم ولا قصروا تقصير اليهود .

5- قال الله تعالى فى سورة آل عمران :
كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله ( آل عمران110 )

الاستدلال بهذه الآية بأنها تفيد عدالة الصحابة أجمعين موقوف على أن تكون الآية خاصة بهم وحدهم ! و الحال أن الآية عامة لجميع أمة المسلمين . و لا يستفاد منها بأى وجه أنها تخص أفراد حقبة معينة دون غيرها . و مدح هذه الأمة مشروطا ما أقاموا على الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر ، فإذا تركوا ذلك الأمر زال عنهم اسم المدح .
و إليك من تفاسير أهل السنة و الجماعة التى تفيد أنها تخص عـامـة الأمـة :
تفسير القرآن العظيم لأبن كثير :
قال ابن عباس و مجاهد و عطية العوفي و عكرمة و عطاء و الربيع بن أنس : كنتم خير أمة أخرجت للناس يعني خير الناس للناس والمعنى أنهم خير الأمم وأنفع الناس للناس .
و من حديث سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس قال : هم الذين هاجروا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من مكة إلى المدينة . و الصحيح أن هذه الآية عامة في جميع الأمة كل قرن بحسبه وخير قرونهم الذين بعث فيهم رسول الله

و أخـيـرا : مـا هـو الـحـجـم الـطـبـيـعى لـمـدلـول لـفـظ ( رضـى الله عـنـه ) فى الـقـرآن الكريم :

- قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى كتابه ( الصارم المسلول على شاتم الرسول ) :
و الرضا من الله صفة قديمة فلا يرضى إلا عن عبد علم أن يوافيه على موجبات الرضا – و من رضي الله عنه لم يسخط عليه أبداً - فكل من أخبر الله عنه أنه رضي عنه فإنه من أهل الجنة .

و سائر التأويلات و التبريرات و الشروح لن تبتعد كثيرا عن ما سلف و تدور فى دائرة مفرغة :
الصحابة سادة الأمة و فى أعلى عليين و جميعا بلا أستثناء عدول .. لأن الله قال عن طائفة منهم أنه رضــى عــنـهــم .

الواقع أن تعبير ( رضى الله عنهم ) فى القرآن لم يقتصر على قطاع من الصحابة فقط ( أو الصحابة قاطبة كما يعتقد أهل السنة ) بل يتوسع فى القرآن ليشمل أيضا غيرهم أيضا من المسلمين العاديين ! :
1- قال الله أنه رضى عن ... الــصــادقــيــن :
قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضـىَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( سورة المائدة 119 )

2- قال الله أنه رضى عن ... الـذين آمـنـوا و عـمـلوا الـصـالـحات :
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ . جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِـىَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ( سورة البينة 7 و 8 )

3- قال الله أنه رضى عن ... مـن لا يـوادون مـن حـاد الله و رسـولـه :
لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضـى َ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( سورة المجادلة 22 )

فكل أنسان مسلم .. صادق .. أو مؤمن يعمل الصالحات .. أو لا يواد من حاد الله و رسوله ... رضى الله عنه .

ثانيا : تـحـصـن أهـل الـسنـة خـلف حـشـد مـن الـروايـات الـمـنسـوبـة لـرسـول الله و يأولـونـهـا بـأنهـا تـمـنـح الــعــدالــة لـكـافـة الـصـحـابـة بلا أسـتـثـنـاء :

1 – يروى أهل السنة و الجماعة أن رسول الله قال :
أصـحـابـى كـالنـجـوم بـأيـهـم أقـتـديـتـم أهـتـديـتـم

و طبعا هذا كلام غير منطقى لأننا لا نهتدى بأى نجم فى السماء كان .. بل بنجوم معينة محددة الأوضاع !
و قد ذكر شمس الدين الذهبى فى كتابه ( ميزان الأعتدال فى نقد الرجال ج8 : 73 ) عن ذلك الحديث :
الحارث بن غصين روى عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر مرفوعا .. و رواه عنه سلام بن سليم . قال أبن عبد البر فى العلم هذا أسناد لا تقوم به حجة لأن الحارث بن غصين مجهول

2 - عن التابعى عبد الرحمن بن زياد عن الصحابى عبد الله بن مغفل المزني أن رسول الله قال :
الله الله فى أصـحـابى لا تـتـخـذوهم غـرضا بـعـدى فـمن أحـبـهم فـبحبـي أحـبهم . و من أبـغـضـهم فـببـغضـي أبـغضـهم . و من آذاهم فـقـد آذانـي و من آذانـي فـقد آذى الله . و من آذى الله أوشـك أن يـأخذه
* سنن الترمذى – كتاب المناقب – باب فيمن سب أصحاب النبى
* مسند أحمد – أول مسند المدنيين و أول مسند البصريين

و الحديث عالة على التابعى عبد الرحمن بن زياد :
قال عنه الإمام النسائى : ضعيف . و قال عنه أبن حبان : كان يدلس . و قال عنه أحمد بن حنبل : نحن لا نروى عنه شيئا
* الضعفاء و المتروكين للنسائى 1 : 66
* الضعفاء و المتروكين لأبن الجوزى 2 : 94
* التبين لأسماء المدلسين لإبراهيم بن العجمى ( 753-841 هـ ) 1 : 132

3- عن محمد بن نصر القطان عن عبد الحميد بن عصام الجرجاني عن عبد الله بن سيف عن مالك بن مغول عن عطاء عن الصحابى عبد الله بن عمر أن رسول الله قال :
لـعـن الله مـن سـب أصــحــابـي
* المعجم الأوسط و المعجم الكبير لأبى القاسم سليمان الطبرانى ( 260 – 360 هـ )

و الحديث فى المعجمين الأوسط و الكبير عالة على عبد الله بن سيف :
قال عنه شمس الدين الذهبى : لا يعرف
و قال عنه عبد الله بن عدي : رأيت لعبد الله بن سيف حديث منكر و لم يحضرني ذكره
* لسان الميزان العسقلانى 3 : 299
* الكامل فى ضعفاء الرجال عبد الله بن عدي ( 277 – 365 هـ ) 4 : 247
* المغنى فى الضعفاء لشمس الدين الذهبى 1 : 341

4- عن عيسى بن القاسم البغدادي عن الحسن بن قزعة عن عبد الله بن خراش عن العوام بن حوشب عن عبد الله بن أبي الهذيل عن الصحابى عبد الله بن العباس أن رسول الله قال :
مـن سـب أصـحـابـي فـعـليـه لـعـنـة الله و الـمـلائـكة و الـنـاس أجـمـعـيـن
* المعجم الكبير لأبى القاسم سليمان الطبرانى

و راوى الحديث أبو جعفر عبد الله بن خراش بن حوشب أبن أخى العوام بن حوشب :
قال البخاري : منكر الحديث . و قال الرازي : ذاهب الحديث . و قال أبو زرعة الرازى : ليس بشيء . و قال النسائي : ليس بثقة . و قال الدارقطني : ضعيف .
* الضعفاء و المتروكين لأبن الجوزي 2 : 120
* الضعفاء و المتروكين للنسائى 1 : 61

5- عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي عن إسحاق بن إبراهيم عن يزيد بن ربيعة عن أبى الأشعث عن ثوبان
و عن الحسن بن علي الفسوي عن سعيد بن سليمان عن مسهر بن عبد الملك عن الأعمش عن أبى وائل شقيق بن سلمة عن الصحابى عبد الله بن مسعود . أن رسول الله قال :
إذا ذكـر أصـحـابي فـأمـسـكـوا و إذا ذكـرت الـنـجـوم فـأمـسكـوا و إذا ذكر القدر فـأمـسـكـوا
* المعجم الكبير لأبى القاسم سليمان الطبرانى

و راوى الحديث الأول أبو كامل يزيد بن ربيعة الرحبي :
قال عنه البخاري: أحاديثه مناكير . و قال السعدي : أباطيل أخاف أن تكون موضوعة . و قال أبو حاتم الرازي : ضعيف الحديث منكر الحديث . و قال دحيم : ليس بشيء . و قال النسائي : متروك الحديث .و قال الدارقطني : هو ضعيف .
* الضعفاء و المتروكين لأبن الجوزي 3 : 208
و راوى الحديث الثانى مسهر بن عبد الملك بن سلع الهمدانى :
قال عنه البخارى : فيه بعض النظر
* لسان الميزان للعسقلانى 7 : 387
و عده عبد الله بن عدي الجرجانى فى كتابه ( الكامل فى ضعفاء الرجال 6 : 457 )

6- عن التابعى أبى بردة عامر بن الصحابى أبى موسى عبد الله بن قيس الأشعري أن رسول الله قال :
الـنجـوم أمـَنةٌ للسـمـاء فـإذا ذهـبت الـنجـوم أتى أهـل السمـاء ما يـوعـدون و أنا أمـَنـَةٌ لأصـحـابي فإذا ذهـبت أنـا أتـى أصـحـابي مـا يُـوعـَدُون و أصـحـابي أمـَنَةٌ لأمـتي فإذا ذهـب أصـحابي أتـى أمـتي ما يُوعَدُون
* صحيح مسلم – كتاب فضائل الصحابة
* مسند أحمد – أول مسند الكوفيين

و الحديث عالة على التابعى أبى بردة عامر بن أبى موسى الأشعري ( 23-103 هـ ) :
تولى قضاء الكوفة فى عهد الحجاج بن يوسف الثقفى . و فى طبقات محمد بن سعد فى الطبقة الثانية من الكوفيين و وثقه . و عده أبن حبان فى الثقات و عده شمس الدين الذهبى من نبلاء الأمة .
إلا أن راوى الحديث هو أيضا أحد الشهود الزور الذين شهدوا زورا سنة 51 هـ على الصحابى حجر بن عدي بأمر من والى الكوفة عبيد الله بن زياد ليتم أعدامه . و كانت شهادة أبو بردة بن أبى موسى الأشعرى الزور كالآتى :
هذا ما شهد عليه أبو بردة بن أبو موسى الأشعرى لله رب العالمين . شهد أن حجر بن عدي خلع الطاعة و فارق الجماعة و جمع الجموع يدعوهم إلى نكث البيعة و كفر بالله .
و بشهادة الزور تلك أعدم الصحابى حجر بن عدي فى مرج عذراء . و كان رضى الله عنه من خيرة المسلمين . وفد على رسول الله و شهد موقعة القادسية .
قال عنه الحاكم النيسابورى : أنه راهب أصحاب محمد
*المستدرك على الصحيحين - باب ذكر مناقب حجر بن عدي رضى الله عنه
و قالت عنه السيدة عائشة بنت أبى بكر الصديق سمعت رسول الله يقول : سيقتل بعذراء ناس يغضب الله لهم و أهل السماء
* البداية و النهاية لأبن كثير 635:4
و عندما حج معاوية بن أبى سفيان مر بالسيدة عائشة فقالت له : أما خشيت الله فى قتل حجر و أصحابه ؟
فألقى وزر قتل الصحابى حجر بن عدي و صحبه على شهود الزور و أحدهم راوى حديثنا : لست أنا قتلتهم أنما قتلهم من شهد عليهم
* تاريخ الطبرى – فصل تسمية من قتل من أصحاب حجر رحمه الله ج3 : 232

7- عن الإمام علي بن أبى طالب أنه لما أفشى الصحابى حاطب بن أبى بلتعة لقريش خبر خروج النبى لفتح مكة سنة 8 هـ قال عمر بن الخطاب : دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق . فقال رسول الله :
إنـه قـد شـهـد بـدرا . و مـا يـدريـك لـعـل الله اطـلع عـلى أهل بـدر فـقال اعـملـوا مـا شـئـتم فـقد غـفـرت لـكـم .
* صحيح البخارى – كتاب المغازى – فضل من شهد بدرا

و برغم أن قول رسول الله قولا محددا يخص فئة معينة من الصحابة هم أهل بدر ( 313 رجلا ) ... أتخذ أهل السنة و الجماعة تأويلا تعسفيا بأن هذا الحديث دليلا على أن كافة الصحابة عدول ! .. أى كل من صحب النبى أو رآه !
و يلاحظ فى متن الرواية أن رسول الله قال ( لـعـل ) . و لعل لا تفيد التوكيد بل الظن فى اللغة العربية !
و مع العلم بأن أحداث التاريخ الثابتة لا تثبت عصمة من شهد بدر من الزلل بعدها . و نذكر من ذلك :
-الصحابى مسطح بن أثاثة بن عباد . و كان قد شهد بدر و رغم ذلك خاض فى حديث الأفك فى رمضان 5 هـ فأقيم عليه الحد
-الصحابى قدامة بن مظعون . و كان قد شهد بدر و رغم ذلك أخطئ بشرب الخمر فأقام عليه الخليفة عمر بن الخطاب الحد

8- عن الصحابى أبى سعيد سعد بن مالك الخدرى ( المتوفى 74 هـ ) أنه كان بين خالد بن الوليد و بين عبد الرحمن بن عوف شيء فسبه خالد بن الوليد فقال رسول الله :
لا تـسـبـوا أحـداً مـن أصـحـابى فـإن أحـدكـم لـو أنـفـق مـثـل اُحُـد ذهـباً ما أدرك مُـد أحـدِهـم و لا نـصـيفَـه
* صحيح البخاري – كتاب المناقب
* صحيح مسلم - كتاب فضائل الصحابة – باب تحريم سب الصحابة

إليك ظروف و ملابسات هذا الحديث كما ذكرها أبن كثير فى ( البداية و النهاية ج 3 : 513 ) :
فى سنة 8 هـ و بعد فتح مكة .بـعث رسول الله خالد بن الوليد الحديث العهد بالأسلام الى بنى جزيـمة . فلما خرج اليهم جعلوا يقولون له ( صبأنا صبأنا ) أي خرجوا من دين آباهم و دخلوا الأسلام و إذا بـخالد بن الوليد يأخذهم قتلا و يسفك دمائهم !! . ثم دفع الى كل رجل أسيرا فلما أصبح الصبح أمر خالد بن الوليد بقتل الأسري العزل . فقال عبد الله بن عمر بن الخطاب : و الله لا أقتل أسيرى و لا يقتل أحد من أصحابى أسيره . فرجع المسلمون الى النبى و أخبروه بما فعل خالد بن الوليد فقال رسول الله :
الـلـهـم أنـى أبـرأ الـيـك مـمـا صـنـع خـالـد
و لكن لماذا قتل خالد بن الوليد الأسرى المسلمين العزل من بنى جزيمة ؟
و لماذا سب خالد بن الوليد الصحابى عبد الرحمن بن عوف ؟
الأجابة أيضا نجدها عند أبن كثير :
عنف عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد على قتله مسلمى بنى جزيمة الأبرياء و قال له : عملت بأمر الجاهلية فى الأسلام
فقال خالد بن الوليد : أنـما ثـأرت بأبيك
فقال عبد الرحمن بن عوف : كـذبـت و لكنك ثأرت لعمك الفاكه بن المغيرة
أي أن خالد بن الوليد و قد أسلم أعترف بقتل مؤمنين متعمدا أخذا بثأر كافر !
و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و أعد له عذابا عظيما ( النساء 93 )
هذا هو قدر الحديث :
خالد بن الوليد يفتك بمسلمين فيرميه الصحابى عبد الرحمن بن عوف بالكذب و يتبرأ رسول الله من فعل خالد بن الوليد ... و تمادى خالد بن الوليد فسب عبد الرحمن بن عوف صاحب رسول الله فنَهى رسول الله خالد بن الوليد ً عن أن يسب أصحابه من السابقين الأولين أولئك الذين صحبوه قبله .
لكن كما أعتادنا من أهل السنة و الجماعة .. قص و لصق و أنتقاء بضعة كلمات من هنا أو جملة من هناك يتم أقتطاعها من سياق الأحداث و يتم تلوينها و تغليفها .
المثير أن هذا الحديث لا يشهره أهل السنة و الجماعة إلا بهدف أرهاب أتباعهم عن تقييم الرجال أو كسلاح فى وجه المخالفين لهم فى المذهب . أما الحقيقة أن أهل السنة و الجماعة هم أول من سن سب الصحابة جهرا كما سيأتى .

8- عن الصحابى عمران بن الحصين الخزاعى ( المتوفى 52 هـ ) أن رسول الله قال :
خـيـر أمـتـي قـرنـي ثـم الـذيـن يـلـونـهم ثـم الـذين يـلـونـهم
و يضيف من يروى عن عمران بن الحصين أنه أضاف : فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثا
* صحيح البخارى – كتاب الشهادات
* صحيح مسلم – كتاب فضائل الصحابة

لعل هذا الحديث من المعضلات الـمحيرة إذا ما تم التسليم بصحته ..
أولا : الـغـمـوض و الألـتـبـاس فـى تـحـديـد تـلك الـقرون :
من حيث المبدأ كى يتم تقييم الرواية فبديهيا يجب علينا أولا تحديد ما هى الفترة الزمنية التى قصد بها لفظ ( قــرنــى ) الذى هو مفترض فى الرواية أنه خير القرون قاطبة ... الكلمة على علتها يفهم منها أنه ( الـقـرن الـذى عـاش فـيـه النـبـى ) :
فمن أي نقطة تاريخية نبدأ ؟ :
يبدأ القرن الذى عاش فيه النبى منذ ميلاده سنة 53 قبل الهجرة .. و بالتالى يستمر حتى سنة 47 هـ
يبدأ القرن الذى عاش فيه النبى منذ بعثته سنة 13 قبل الهجرة .. و بالتالى يستمر حتى سنة 87 هـ
يبدأ القرن الذى عاش فيه النبى منذ هجرته .. و بالتالى يستمر حتى سنة 100 هـ
و الفارق بين هامش التقديرات السابقة يصل إلى ما يقارب نصف قرن أضافى آخر !!

ثانيا : تـنـاقـض الـحـديث مـع أحـاديـث آخـرى :
فمن حيث المبدأ يصطدم هذا الحديث بحديث آخر متفق عليه أيضا ينبئ بقيام الساعة فى غضون القرن الأول !!
و بالتالى أنه لن يكون أصلا قرنا ثانيا أو ثالثا !! ( مع العلم نحن الآن فى القرن الرابع عشر ! )
عن عمرو بن عاصم الكلابى عن همام بن يحيى الأزدى عن قتادة بن دعامة السدوسى عن الصحابى أنس بن مالك :
أن رجلا من أهل البادية أتى النبى فقال : يا رسول الله متى الساعة قائمة ؟ . قال : ويلك وما أعددت لها. قال : ما أعددت لها إلا أنى أحب الله ورسوله قال : إنك مع من أحببت . فقلنا : و نحن كذلك قال: نعم . ففرحنا يومئذ فرحا شديدا فمر غلام للمغيرة و كان من أقرانى فقال : إن أخر هذا فلن يدركه الهرم حتى تقوم الساعة .
* صحيح البخاري - كتاب الأدب - باب ما جاء فى قول الرجل ويلك
و فى رواية آخرى :
عن أبى بكر بن أبي شيبة عن يونس بن محمد عن حماد بن سلمة البصرى عن ثابت بن أسلم البنانى عن الصحابى أنس بن مالك :
أن رجلا سأل رسول الله : متى تقوم الساعة ؟ و عنده غلام من الأنصار يقال له محمد . فقال رسول الله : إن يعش هذا الغلام فعسى أن لا يدركه الهرم حتى تقوم الساعة
* صحيح مسلم – كتاب الفتن و أشراط الساعة
و سـلسلـة الـرواة كـلـهـم فى الـروايـتـيـن مـن الـثـقـات عند أهل الـسنـة و الـجـمـاعة

و قد مات الصحابى أنس بن مالك سنة 93 هـ . و هو قرين لهذا الغلام الذى قال أن النبى قال عنه أنه لا تدركه الشيخوخة حتى تقوم الساعة . و بذلك يكون يوم الساعة متوقعا بنهاية القرن الهجرىالأول ! ...
أم يا ترى هذا الغلام لم يدركه الهرم حتى الآن ؟!

ثالثا : تـنـاقـض الـحـديث مـع ثـوابـت الـتـاريـخ :
لا يمكن التوفيق بين هذه الرواية و بين ثوابت التاريخ ! . و أفضل بيان للمراد ما ذكره عمرو بن بحر الجاحظ ( 163-255 هـ ) أحد أعلام معتزلة البصرة :
عصر النبي صلى الله عليه و سلم و أبي بكر و عمر رضي الله عنهما و ست سنوات من عهد عثمان رضي الله عنه , ففي هذا العهد كان المسلمون على التوحيد الصحيح المخلص مع الألفة و اجتماع الكلمة على الكتاب و السنة , و ليس هناك عمل قبيح و لا بدعة فاحشة و لا نزع يد من طاعة و لا حسد و لا غل و لا تأول, حتى الذي كان من قتل عثمان وما انتهك منه .

فيمكن تطبيق الرواية فعلا عمليا على العشرين سنة من 11-30 هـ فقط :
فى ربيع أول 12 هـ دخل المسلمون الحيرة . و فى شعبان 14 هـ أنتصر المسلمون فى القادسية و دخلوا الـمـدائن
و فى سنة 15 هـ أنتصر المسلمون على الروم فى الـيـرمـوك . و فى ذى القعدة دخلوا دمـشـق
و فى سنة 16 هـ دخل الخليفة عمر بن الخطاب بيت الـمقدس . و فى نفس العام دخل المسلمون نينوى و الرها و غزة و بيروت
و من 18 – 21 هـ أتم المسلمون فتح مصر
و فى سنة 21 هـ أنتصر المسلمون على الفرس أنتصارا حاسـما فى نـهاوند
و فى سنة 24 و 25 هـ دخل المسلمون أرمينية و أذربيجان
و فى سنة 26 هـ تم أنشاء أول أسطول بحرى فى الأسكندرية و عكا
و فى سنة 29 هـ وصل المسلمون لضفاف نهر السند

بعد ذلك أبـتـعـدت ثـوابـت الـتـاريـخ تـمـامـا عـن الألـتـقـاء بـتـلك الـروايـة و صـارا طـرفى نـقـيـض ........سـنأخـذ مـثالا الـمـئة سـنة الـتاليـة فـقـط :
1- فى هذا الـقـرن... قتل الـمسلمون 4 من خـلفـاءهم 2 من الراشدين و 2 من الأمويين :
الخليفة عثمان بن عفان سنة 35 هـ : و قتله الصحابى عمرو بن الحمق الخزاعى و الغافقى بن حرب العكى و سودان بن حمران و كنانة بن بشر و عمير بن ضابئ
الخليفة علي بن أبى طالب سنة 40 هـ : و قتله الخارجى عبد الرحمن بن ملجم الـمرادي
الخليفة الوليد بن يزيد سنة 126 هـ و قتله ثوار مسلمون
الخليفة مروان بن محمد سنة 132 هـ و قتله جنود صالح بن علي بن عبد الله بن العباس .

2- فى هذا الـقـرن ... لأول مرة أقتتل المسلمون فى حروب أهلية طاحنة لا يتسع المجال هنا لحصرها . نذكر منها على سبيل المثال أولاها فقط :
معركة الجمل فى جمادى الآخرة 36 هـ و فيها قتل من المسلمين ما يتراوح ما بين 20 ألف إلى 30 ألف مسلم
معركة صفين فى صفر 37 هـ و فيها قتل من المسلمين ما يتراوح حول 70 ألف مسلم

3- فى هذا الـقـرن ... حوصرت مـكـة و قصفت الكعبة بالمنجنيق مرتين 64 هـ و 73 هـ و أحترقت خلالهما مرة واحدة :
سنة 64 هـ حاصر الحصين بن نمير السكونى عبد الله بن الزبير فى مكة فى عهد الخليفة يزيد بن معاوية و أثناء الحصار أحترقت الكعبة
و سنة 73 هـ حاصر الحجاج بن يوسف الثقفى أيضا عبد الله بن الزبير فى مكة فى عهد الخليفة عبد الملك بن مروان و أنتهى الحصار بقتل عبد الله بن الزبير و صلب جسده

4- فى هذا الـقـرن ... أقتحمت الـمـديـنـة الـمـنـورة و نـهبت مرة واحدة 63 هـ :
فى ذى الحجة 63 هـ أقتحم مسلم بن عقبة الـمري المدينة المنورة التى رفضت بيعة الخليفة يزيد بن معاوية فكانت موقعة الـحـرة . و خلال المعركة و ما تلاها من أقتحام المدينة قتل من المهاجرين و الأنصار و أبنائهم المئات نذكر منهم :
عمرو و عمير أبناء الصحابى سعد بن أبى وقاص - مصعب بن الصحابى عبد الرحمن بن عوف - محمد و يحيى و عبد الله أبناء الصحابى ثابت بن قيس الأنصارى - محمد بن الصحابى أبى بن كعب - عبد الله بن زيد الأنصارى - جعفر بن محمد بن علي بن أبى طالب

5- فى هذا الـقـرن ... قتل من ذرية رسول الله و من ذوى قربته ما لا يتسع المجال لحصره يكفينا مثالا واحدا :
قتل فى يوم واحد فى كربلاء فى المحرم 61 هـ 6 من ذرية النبى و 7 من أبناء الإمام علي و 8 من بنى هاشم ذوى القربى و 55 من أصحابهم و مواليهم

ثـالـثـا : ممـارسـة الأرهــاب و الـضـغـط الـنـفسـى لـحمـايـة نـظـرية تـقديـس الـصحـابة :

للخروج من أزمة الأختلاف مع المذاهب الآخرى أتجه أهل السنة و الجماعة إلى قلب الحقائق و ثوابت التاريخ و تحويل الفروع إلى أصول و خلط الفقه بالعقيدة بالتاريخ بأسماء الرجال ..... و ذلك لإحراج المخالفين و إرهاب أتباعهم .
ففى مواجهة أى محاولة فكرية جدية لنقد نظرية أهل السنة و الجماعة الهشة المشوشة بعدالة الصحابة جميعا نجدهم يستخدمون الإرهاب الفكرى و إبتزاز أتباعهم بأدخال تلك النظرية و أسماء الرجال دائرة الأصول و العقائد !! و وضعوا الكل فى دائرة المحظورات !! .

و إليك بعضا من الأحكام التى يتحصن خلفها أهل السنة و الجماعة :
- قال أبو زرعة الرازي :
فإذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلم انه زنديق ، وذلك ان الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق ، والقرآن حق ، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و إنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم اولى و هم زنادقة .
* الكفاية فى علم الرواية للخطيب البغدادي
- و قال الإمام أحمد بن حنبل :
لا يجوز لأحد أن يذكر شيئا من مساوئهم و لا يطعن على أحد منهم بعيب و لا بنقص فمن فعل ‏ذلك وجب على السلطان تأديبه و عقوبته ليس له أن يعفو عنه بل يعاقبه و يستتيبه فإن تاب قبل منه ، وإن ثبت عاد عليه ‏بالعقوبة ، و خلده الحبس حتى يموت أو يرجع .
* طبقات الحنابلة 1 /24 ‏

و هكذا أرهب علماء أهل السنة أتباعهم من الخوض فى أى محاولة لتقصى الحقيقة منهجيا .

و لا يزال النهج السنى السائد هو إرهاب من يقدم على تحقيق مواقف الصحابة بعد وفاة النبى.. بأنه بذلك يسب الصحابة الذين رضى الله عنهم ..و بذلك يقع فى الحرام و أنكار ما هو معروف من الدين بالضرورة !

و بذلك فرض أهل السنة و الجماعة حاجزا نفسيا أمام أتباعهم و فرضوا عليهم الجهل
وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

karraar
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 49
اشترك في: الاثنين ديسمبر 08, 2003 12:09 am

مشاركة بواسطة karraar »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جهد مشكور أخي العزيز



ليت الموضوع وقف عند هذا الحد في الحساسية فيما يتعلق بالصحابة

قبل عدة سنوات , قال لي أحد معارفي من المتأثرين بالفكر السلفي أنه قام بتعنيف بعض الإمامية في أحد المكتبات لأنهم تطاولوا على الصحابة, فقلت له ماذا قالوا؟ فقال : قالوا " الله يلعن يزيد " , فثار عليهم وعنفهم وقال كيف لكم الحق في التعدي على يزيد, قلت له أتدري ما فعل يزيد؟ قال لي هو من الصحابة !

وصلى الله على نبينا محمد المختار وآله الأطهار

حسن عزي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 102
اشترك في: الأربعاء يونيو 08, 2005 1:45 pm
مكان: العالم الإسلامي

مشاركة بواسطة حسن عزي »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ الفاضل أحمد شريف طنطاوي بارك الله فيك

جزاك الله خير يا سيدي هذا بحث جيد تشكر عليه


الأخ الكرار أسعدكم الله

تعلمون سيدي أن جمهور أهل السنة كالمجمعين على فسق يزيد وهم مختلفون فيه هل كان فاسقا أم كافرا . ممن كفره سعد الدين التفتازاني في شرحه على عقائد النسفي قال "لا نتوقف في كفره" .

أما هؤلاء الذين يدافعون عنه فتعلمون أنهم إما من (بعض) أهل الشام أو من بعض التيميين الذين غمرهم الجهل حتى أعماهم عن أن يزيدا لم يكن من الصحابة أصلا عند أي فرقة من الفرق الإسلامية فهو ليس بصحابي حتى عند أهل السنة .

أحسنتم وجزاكم الله خيرا

حسن عزي

الشريف العربي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 310
اشترك في: الخميس إبريل 21, 2005 12:54 pm
مكان: جزر القمر
اتصال:

فعلا هناك مبالغات في تقديس الصحابة

مشاركة بواسطة الشريف العربي »

فعلا يا الاخ السيد طنطاوي كلامك كله صحيح لانهم جعلو محبة الصحابة من ثوابت العقيدة وهي ليست من ثوابت العقيدة ثوابت العقيدة هي كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله فقط النبي محمد لم يعطي صحابي اكثر من حقة او اقل من حقة بالمحبة ولااخلاص لدين الله ولم يجعلهم معزولين من عقاب الله فكان يحذرهم دائما من النار ويثني على من احسن ويعاقب من احسن حسب فعلته ، لاتسنو حادثة الافك التي كان بها صحابة وغيرها من الأمور ولاتنسو غزوة احد التي خالف فيها مسملين صحابة في عهد النبي صلي الله عليه وآله وسلم وهزمو فيها بسبب عصيان كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم هم بشر مثلنا يخطئون ويصيبون بها وءيكفي ماحصل بعد وفاة النبي من السقيفة الى بني امية اخذهم للحكم بالقوة والبحيلة والخروج على ولي الإمر ويكفي انا معاوية وفي حقيقته عندما اصبح حاكم لم ولن يبحث عن قتلة عثمان بن عفان لماذا لانه خلاص استتب الأمر له وماكان من قميص عثمان الا جسرا للوصول الى غايته وليس ونجح في استغلال دمه عثمان بن عفان افضع استغلال وحكم بواسطة الحيلة والدماء والدهاء لمصلحته هو وبني امية وقلب موازين العدالة والتاريخ لصالح بني امية وهزيمة بني هاشم الذين كانو يحسدونهم في ايام الجاهلية لحب الناس لهم وعنايتهم ببيت الله الحرام واشتد غيضهم ان جاء منهم نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو قمة الحسد والحقد حتى اذا راو فرصة فيهم استغلوها وهذا الذي حدث من هنا تبداء ماسأة الاسلام من بني امية بالظبط اما الباقين فمشو على سيرتهم لانهم قصو شريط لافتتاح لمشروع عبودية المسلمين والعودة بهم للوراء تحت ارجل الحكام واهانتهم وجعلهم مثل لعبة شطرنج يلعب بها الحكام مثل مايشاؤن والبركة في بني امية الذين سنو سنة اهل السنة والجماعة حاربو الدين باسم الدين ومن ضمن محاربة الدين هو قطع دابر بني هاشم لكي لايرجعو ويطالبو بحكم ابائهم واجدادهم
قال عليه السلام: وَمَنِ اسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ هَلَكَ، وَمَنْ شَاوَرَ الرِّجَالَ شَارَكَهَا فِي عُقُولِهَا.
سلامي للجميع الرسي الهاشمي

karraar
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 49
اشترك في: الاثنين ديسمبر 08, 2003 12:09 am

مشاركة بواسطة karraar »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأخ الكريم حسن عزي


نعم أنا أعلم أن هناك إجماع من أهل التحقيق على فسق يزيد وأن الخلاف في كفره, وأنه ليس بصحابي بالإجماع أيضا, هذا طبعا مع وجود تيار أموي الهوى كما تفضلت يدافع عن الرجل بشتى الطرق والوسائل وعن غيره من الطغاة الجبابرة مثل الجحاج ومن على شاكلته من طغاة بني أمية

ولكن كان قصدي من الحادثة التي ذكرتها ايضاح أمر آخر في موضوع الغلو في الصحابة, حيث أنك تجد البعض بلغ به الغلو في الصحابة حد أنه حتى لو كانت شخصية ارتكبت الموبقات التي أرتكبها يزيد وثبتت صحبته ... فهو صحابي وبالتي لا يجوز الكلام عليه ولا على ما يرتكبه لأنه " صحابي " !
أي كما تفضل الاخوة أصبحت قضية ثابتة في العقيدة لا نقاش ولا جدال فيها, ويزيد طبعا ليس صحابيا ولكن المذكور في الحادثة ظنه صحابيا ورفض سماع ذمه لأنه صحابي وعندما ذكرته بحادثة كربلاء في عهد يزيد رد قائلا انه صحابي !

وبخصوص موضوع يزيد وأقوال العلماء فيه تفضل سيدي حسن الرابط التالي

http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?p=10572


ولكم جزيل الشكر

وصلى الله على نبينا محمد المختار وآله الأطهار

حسن عزي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 102
اشترك في: الأربعاء يونيو 08, 2005 1:45 pm
مكان: العالم الإسلامي

مشاركة بواسطة حسن عزي »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكرار رعاكم الله

نعم ياسيدي ... علم مقصودكم

و نحن نتفق معكم فيما أوردتموه فقط أردنا الإيضاح لمن ليس له إحاطة بذلك حتى لا يتوهم أحد أن يزيدا المنبوذ له عند أحد محبة أو سند .

مع خالص التحية وأحسنتم

حسن عزي

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“